أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل من منفذ و منقذ ؟














المزيد.....


هل من منفذ و منقذ ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ استبعاد المالكي عن السلطة و الناس جميعا في ترقب لما يحصل، انهم متاملين النتيجة المرجوة لما يهم حياتهم العامة و خاصة الناس البسطاء المخلصين، و بالاخص من الناحية الاقتصادية التي بدورها تؤثر بشكل مباشر على حياتهم الاجتماعية ومعيشتهم و نظرتهم الى الحياة، و هم على امل ان يتنفسوا ولو مدة قصيرة الصعداء و ينتقلوا الى مرحلة استراحة مقاتل و هو في الجبهات طوال هذه المدة ولم يجد نفسه الا و دامت حربه عقودا طويلة .
بعد التغيير و اسقاط الدكتاتورية، كانت الناس تنتظر حدوث تغيير عارم و لم تتوقع الاسوا مما كانوا فيه، و لكن وصلت حالهم الى ما يمكن ان نعتبره فوضى حدثت بعد الخروج من عنق الزجاجة و الانتقال من مرحلة الكبت الى الحرية المطلقة بجرعة واحدة، و لم يدم الا و التقى بمسببات و عوامل ذاتية نبعت من ذات الحال و عوامل موضوعية داخلية و خارجية هدمت اركان البلد يمكن ان نقول بشكل كامل، و حدث ما يمكن ان نسميه انعدام كامل للنظام او الانفلات المطلق بمعنى الكلمة .
كما قلناه من قبل و اثناء حكمه و بكل صراحه وكما يقول المثيل و هو اي الدكتاتور السابق كان يلين الحيدي وهو بارد من خلال مقاومتنا و تنظيماتنا كبيشمركة ، وبعد السقوط لم نسكت عن الخطا وكنا مرفوع الهامة و انتقدنا المالكي و هو في عز سلطته، و لم ننحن عند عتبة باب قصره و اليوم لا نريد ان نتشمت به على تخوم قبره ، فالتمثيل بالقتلى حرام في كل النظم و العقائد و الفلسفات و احترام العرف و التقاليد فانه يدخل ضمن الاخلاقيات ، الا ان السيد المالكي اضفى على مآسي الشعب العراقي مما يستحق ان يسحب منه الحصانة و يُعرض امام محكمة عادلة كي يعتبر الاخرون منه في هذا الزمن الغدار .
ان المدة الطبيعية الممنوحة للحاكم الجديد في اية دولة متقدمة هو مئة يوم لينفذ نسبة معينة من برنامجه و خططه و يلمس الناس اختلافه و خطواته الجديدة التي يوعد بها المتنافسين على تسلم السلطة، و لكن ما نحن فيه، في العراق من الظروف الاجتماعية الاقتصادية السياسية الخاصة، و كما يمكن ان نقول انه ينطبق على كافة دول الشرق الاوسط، يمكن ان يَمنح الشعب مدة سنة كاملة كاقصى حد للحاكم الجديد ليوضح و يبين نتاجه و نسبة تحقيق برنامجه و وعوده عمليا للشعب، و يمكن ان تقدر الناس الظروف الاستثنائية للعراق من حرب داعش و الازمة الاقتصادية و ما تأن من تحته الحكومة الجديدة من تركة المالكي الثقيلة ايضا، فيمكن للشعب العراقي ان يحتمل و يصبر لمدة اضافية اذا احس ان خطوات السيد العبادي مبينة و واضحة و ثبت مصداقيته، واثبت للناس انه يختلف في رؤيته و تعامله مع القضايا و يمكن ان يستبشر خيرا منه، و ان احساس الشعب من افضل و ادق المقاييس لتقييم الحكومات مهما كانت تركيبتها و شكلها، و من الاحساس العام يمكن ان ينبثق الراي العام المؤثر و الضاغط على اية حكومة .
فان تاكد الشعب ان توجه القيادة و السلطة الجديدة التي تحترم نفسها و تعمل وفق نظام مناسب و نيتها صادقة و تسير وفق خطط تسخر كل ما تحت يديها من الامكانية السياسية و الاقتصادية من اجل خدمة مواطنيها و هي تحترم شعبها عمليا و ليس لفظيا فقط، و لم تعمل على فرض الذات على الشعب و لم تضغط من اجل تسخير الناس لخدمة السلطة، اي لم تتقدم على عكس المطلوب منها، فان ثقة الناس تزداد بها و تحتمل الضيم اكبر فترة ممكنة و تصبر و تدعم القيادة بكل ما يملك طالما بقت على ثقتها بها .
اننا نتاكد يوما بعد اخر ان المنفذ اصبح ضيقا، و لا يمكن ان يعتقد اي متابع ان الفرص يمكن ان تتكرر لاعادة القطار الى سكتها الخاصة بها، و لا يمكن ان تمتد الثقة لمدة طويلة ان لم تلمس الناس ما يتحقق على الارض و لم يحس بان هناك منقذ يعمل على تخليصهم من ما هم فيه، فاننا بعد فقدان الثقة يمكن ان ننتظر اسوء الاحتمالات و عندئذ لا يمكن ضمان الاحسن و يمكن ان نعتقد ان الفوضى ستعم و الانفلاتات تزداد يتدخل المتربصين و يمكن ان تصل الحال الى اقصى احتمال و حتى ان وصلت لحد اندلاع ثورة شاملة .
الان باعتلاء العبادي سدة الحكم بعد ضيق وقت و ظروف ماسآوية لما خلقها سلفه، يعتبر رئيس الوزراء و هو صاحب اكبر صلاحيات وفق الدستور منقذا و السلطة في هذه المرحلة منفذا للانتقال الشعب الى المرحلة المقبلة التي يجب ان تكون افضل من السابقة مهما كانت المعوقات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية، فان الناس في انتظار و هم احتملوا الكثير و سيصبرون و لكن ليس الى ما لا نهاية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة العراقية التركية و ما يهم اقليم كوردستان
- سنجار بين الحانة و المانة
- التستر على الارهاب الناعم يخلق الارهاب المتشدد
- ماهي العلة الرئيسية للتغيرات الاجتماعية السلبية ؟
- تركيا تقدر على منع الكورد و ليس داعش ؟!
- اردوغان و من يشجعه على احلامه
- ماذا اصاب العالم في هذه المرحلة ؟
- لماذا الاهمال في قيادة محاور البيشمركة مع داعش
- الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟
- البرلمان العراقي و لجان التحقيق
- اهل القلم الموالي للسلطة اشد من أهل السيف
- المجتمع الدولي يغض الطرف عن السبايا الايزيديات
- ليس حبا او كرها بامريكا
- لحد الان لم يعثروا على قتلة ساكينة جانسز في باريس !
- لازال العراق مبتلى برجال العهد المباد
- ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!
- هل فرضت ايران منطقة عازلة في الاراضي العراقية الحدودية ؟
- التناقض البنيوي للمجتمع العراقي الى اين ؟
- هل يمكن انتاج الفاشية من اتباع مجريات التاريخ الاسلامي ؟
- من يتمكن من هزيمة الارهاب في منطقتنا، و كيف ؟


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل من منفذ و منقذ ؟