أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سعده - قصة رواية غيرت التاريخ














المزيد.....

قصة رواية غيرت التاريخ


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 12:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كتبت روايتها بعد أن رأت بعينها أحد العبيد يحتضر من شدة التعذيب.. مشهد كان مؤلما، لكنه أيضا كان ملهما..


لم تكن تعلم أن روايتها ستقلب التاريخ... وصفت فيها بدقة معاناة العبيد الأفارقة في أمريكا، والذل والوحشية في التعامل معهم واستغلالهم واضطهادهم وإذلالهم وإهانة كرامتهم..


إنتشرت الرواية بسرعة مذهلة ونافست مبيعاتها "الكتاب المقدس" نفسه... وأطلقت صيحات مدوية لإنهاء العبودية، وألهمت الملايين للتحرك بشكل حقيقي ضد هذه الجريمة في حق الإنسانية..


في عامها الأول فقط تعدت مبيعاتها أكثر من 300 ألف نسخة في أمريكا وحدها، وسميت أكثر من ثلاثمائة مولودة بإسم "إيفا" بطلة الرواية..


إنقسمت الولايات الأمريكية ما بين جنوب معارض للفكرة يسيطر على 95% من العبيد، وشمال مؤيد قياسا بقلة خسائره..


وانقسمت أكبر الطوائف الدينية والكنائس على نفس الأمر، وأصبح التعايش مستحيلا بين امتلاك الرقيق في الجنوب، والعداء المتزايد للرقيق في الشمال...


ووضع الشعب الأمريكي نفسه من جديد وجها لوجه أمام نفس المعادلة الجهنمية التى عانى البشر ويلاتها على مر التاريخ: "السادة والعبيد..!"


زادت معاناة العبيد بعد صيحات التحرير، وأصبحوا مرفوضين مضطهدين محكوما عليهم بالحرمان من حقهم الطبيعي في المساواة مع باقى البشر دون تمييز.. فلكي يعيش السيد الأبيض عزيزا كريما لا مناص من استخدام واستغلال العبيد "الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا"


ليصبح المجتمع الأمريكي مجتمعا مزدوجا لا مكان فيه للإخاء بلا تمييز بين الإنسان وأخيه الإنسان، ويفتح الأبواب على مصراعيها لحرب الكل ضد الكل، لشيطنة الآخر.. والآخر هو ذاك العبد الأسود الحقير المحروم من كل حق وُلد به فى نظر السيد الأبيض..


من كل هذه الشيطنة، ومن كل هذا المنطق اللا إنساني احتدم الصراع، وأصبحت لغة الحرب هي اللغة الوحيدة بين "الشمال والجنوب"..


وباقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 1860 أعلن الحزب الجمهوري وقوفه ضد توسيع العبودية كخطوة في طريق إنهائها... وأسفرت النتيجة عن فوز الجمهوريون عبر مرشحهم "ابراهام لينكولن"... لتدق طبول الحرب الأهلية.!


أعلنت سبعة ولايات في الجنوب الانفصال وتشكيل هيكل حكومي ورئاسي منفصل وتنصيب "جيفرسون" رئيسا للبلاد.. ليبدأ القتال الطاحن والمرير بين الشمال والجنوب، وتعلن 4 ولايات أخرى إنفصالها وانضمامها للجنوب..


تقدمت قوات الجنوب وسيطرت على الولايات الحدودية، ومنعت تصدير القطن لأوروبا، لتضغط على فرنسا وبريطانيا وتجبرهما على الدخول في الخط ومساعدتهم على الإنفصال.. لكن "لينكولن" القوي هدد بشن حرب في حالة إعتراف أي بلد رسميا باستقلال الجنوب...
وأصبح لينكولن في 21 يوليو 1862 مضطرا لإعلان تحرير العبيد لإضعاف قوات الجنوب، فالقيام بغير ذلك لا يعني سوى التراجع..


وقال "لينكولن" كلمته المشهورة: "إن لم يكن الرق خطأ، فلا يوجد شيء اّخر خطأ"... وبدأ مئات الآلاف من السود في الهروب من الجنوب إلى الشمال، وانضموا لجيوش الولايات المتحدة...


خيمت أجواء الحرب في السماء بين بريطانيا والولايات المتحدة.. وهددت بريطانيا بالهجوم لمساعدة الجنوب على الاستقلال، غير أن وسيط التفاوض البريطاني اللورد "بالمرستون" قرأ "الرواية" العظيمة ثلاث مرات قبل البت في الأمر، ليتعاطف مع تلك القضية الإنسانية... وتتراجع بريطانيا عن قرارها..


في العام الثاني من الحرب كان لقاء السحاب حينما استقبل الرئيس "لينكولن" محرر العبيد الكاتبة العظيمة "هاريت ستاو" صاحبة الرواية التي ألهبت حماس الملايين...
حياها "لينكولن" وقال لها ضاحكا "أنت المرأة الصغيرة صاحبة ذاك الكتاب الذي أشعل الحرب"


إنتهت الحرب الأهلية بعد أن وضعت أوزارها وأهوالها وفظائعها بهزيمة الجنوب وعودته لسلطة الولايات المتحدة بعد معارك استمرت أربعة أعوام، استخدمت فيها السكك الحديدية والبواخر والخنادق وكميات رهيبة من الأسلحة..
وقتل فيها أكثر من مليون إنسان ما يقدر بثلث سكان أمريكا آنذاك، لتكون الحرب الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي.. والتي تفوقت أعداد القتلى فيها على عدد القتلى الأمريكيين في كل حروب الولايات المتحدة الأميركية مجتمعة حتى الآن...


بعدها تم اغتيال "لينكولن" في مسرح فورد، بطلق ناري أسفل رأسه من مسافة قريبة..


تلك كانت ملحمة أمريكا قبل أن تنجب لنا الدولار، وطائرة التجسس "هوك" بدون طيار.. وتتحكم عبر البيت الأبيض في مصير دول وشعوب...


وتلك كانت باختصار قصة رواية غيرت التاريخ ...

رواية إسمها:.... "كوخ العم توم"..!!



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقتي الألمانية والدين والسياسة.
- الإسلام يضطهد المرأة!
- عنصرية النشيد الوطني الجزائري
- إمرأة غيرت التاريخ
- دفاعا عن الإسلام
- تياترو مصر
- المرأة والجنس والرجل الشرقي
- الكريسماس ومتعة السفر
- بائعة الجزر
- بائعة الذرة، والبيتزا
- حضن ووداع 2
- إقفل تليفونك
- بائعة الجبنة
- صديقي الشرقي والجنس
- رسالة حنين
- إزدواجية الأخلاق
- الليلة الأخيرة
- كلام أطفال عن أمريكا
- كنتاكي
- ساعة في مستشفى حكومي


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سعده - قصة رواية غيرت التاريخ