أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - دونَ أن أنظرَ إلى الخلف














المزيد.....

دونَ أن أنظرَ إلى الخلف


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


دونَ أن أنظرَ إلى الخلف
نص ناصر ثابت

أخافُ على الأشياء،
أخافُ من الأشياءْ
الخوفُ إحساسٌ يوميٌّ،
أسمو على الهدوء، وعلى الإيمان الساذج
أتألق إلى جحيم الشك الإلهي
أمتطي جناحَ ورقةٍ جافة
أتعالى على ذاتي
الوضوح يشدني إلى الأسفل، والغموضُ يسمو بي
أملُّ من الضياع بين الأفكار المتلاطمة
وأملُّ من الأفكار الخافتة
أغيبُ في الأوان، في زقزقات شجرة البلوط التي تطرق نافذتي يومياً
أتحولُ في لحظةٍ إلى حُلمٍ، أشعرُ فيه بالبرد الظالم
يظلمني البردُ
يبردُ قلبي لأنه يمارسُ موهبة الشوق
أعتذرُ،
أعتذر عن كل شيء،
عن إيذاء الأنثى التي لم ألتقِ بها من قبل
وعن السخرية من الفكرة القديمة
أخاطبُ الحبيبةَ لآخرِ مرة
انا هنا/جائعٌ إلى قبلةٍ منك
ومكتفٍ بالموتِ العاطفي
ومتصالحٌ مع دمي
ومتأثر بقصص الصخر
ومتعاطفٌ مع الجبال الحائرة
لا شيءَ تبقى بعد اليومْ
الغدُ ينقصه التشويقُ
والبارحة عالقةٌ في ذاكرة مثقوبة.
لا تتركيني ضائعاً في أكوام الحروف المكسرة
فالأحلامُ تؤلمني
احسُّ باليأس
اليأس هو اللفظة المناسبة
يائسٌ من كل شيء
يائسٌ من قدرتي على فتح الفكرة على شرفات الأمل
يائس من عودتي الى صورة المكان والزمان
لم يتبقَّ لي إلا السراب
لا طعمَ للأشياء
ولا رائحة للدروب
ولا موسيقى جنائزية ترافق موت الجبل
لا شيءَ أسمعه عند ارتطام نقطة الحبر بالسطر
يهرقني شيءٌ ما على الأرض كأنني نبيذٌ للمشاعر المؤجلة
أضيعُ في عمري، كأنه متاهة، ولا أجد طريقة الخروج.
العمرُ متاهة، دروبُها اللهفة، والسراب
أمسحُ وجهي بالمشاعر القاسية
وأكذبُ في كل شيء
اليأسُ هو اللفظة المناسبة
هو الكلمة التي احتاجها الآن حتى أصفَ الشيء
أركضُ على خطوط الدرب
أركض حتى أتعثرَ بالحقيقة، وأسقطَ على الأرض
أبلغ قمة المسافة
أركضُ، أتعثرُ، أنهضُ
أنهضُ إلى الأسفل
وأسقطُ إلى الأعلى
تجرحني الأوراق الإبرية للصنوبر
أحضِّرُ الأشياءَ للرحيلِ
رحيلي
ربما يتوجبُ عليَّ أن أعيد التناغم إلى غرفتي
فلا يجوزُ أن أذهبَ وهي على حالها المعدِّ لوجودي
كما يتوجب عليَّ أن أرسم لفراشتي حروف اسمها
كما وعدتُها
وأحتاجُ إلى أن أعيد النظام لمكتبتي
فالكتبُ تشتاقُ وتنتظرُ،
ولا أريدها أن تظلَّ هكذا مليئة بفوضى قراءاتي فيها
كما سأحاول أن أنهيَ نصوصيَ التي بدأتُها
وأن أنشر ما ظلَّ منها حبيسَ التردد
وأن أغسلَ ثيابي التي لن أستعملَها مرة أخرى
وأن أكتبَ لمدة ساعة كاملة، لآخرِ مرة
حتى لو كان الناتجُ نصاً سخيفاً، لا معنى له ولا هدفَ من كتابته
سأختارُ ربطة العنق المناسبة
وسأمنحُ نفسيَ فنجاناً من القهوة، أبدأ به النهايةَ
وسوفَ أرتب أموري المالية، والعائلية
أما الصداقاتُ فلا يوجدُ عندي الكثير منها حتى أحسمه
ولا الكثير من العداوات حتى أنهيها
سوف أستيقظُ وأغسلُ أسناني،
وسآخذُ حماماً دافئاً، وسريعاً
وسأضعُ بعضَ العطر، من زجاجة نوتيكا التي أهدتنيها حبيبتي
وسأوضبُ سريري
فلا يُعقلُ أن أتركَه هكذا، وعليه آثار أحلامي النهائية
وسأختارُ لنفسي ساعةَ انطلاق مناسبةٍ، حتى أصلَ الموعدَ الوهميَّ في الوقت المحدد.
وسأمشي إلى البابِ وسأفتحُه، وسأستنشقُ أولَ قبضةٍ من الهواء البارد
أديرُها في رئتي، وأطلقُها في الجو
وسأجولُ بناظريَّ في خارج المكان مرةً نهائيةً
وفي داخله أيضاً
وسأربتُ على القطتين
وأداعبُ الفراشتين
وأقبِّلُ الزنبقةَ البيضاء
وسأديرُ ظهري، وأغادرُ
دونَ أن أنظرَ إلى الخلفِ
مهما حدث!


13-1-2015



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ
- ألم في الذائقة
- لم يحدث هذا معي
- أهي العصبية القبلية أم ماذا؟
- قصيدتان عن النوم
- لفظتان متعانقتان
- من سيرة الرجل الذي خذل المدينة
- ارتباك
- شارع فارغ - نص ناصر ثابت
- لا
- -عاشقٌ فوضويٌ- - للشاعر ناصر ثابت
- أسمعُ صوتكِ
- ألمٌ حقيقيٌّ على تقاطع الطرق
- نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..
- دربٌ طويلُ
- هباء
- في سان هوزيه، أمضيتُ بعض الوقت مع ذكرياتي النيئة
- قهوة تستحضرُنا
- أكرر نفسي
- حلم بحرف الغين


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - دونَ أن أنظرَ إلى الخلف