|
فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد / ج2
عبد الرضا حمد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 10:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نشرنا الجزء الاول الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451041 مقدمـــــــــــــــــــة: 1.لا يمكن أن أتصَّور بأي شكل من الأشكال أن يكون للسلطات الفرنسية أي دور فيما جرى...لقد صُدمت فرنسا بكاملها بما جرى و لا يمكن تحت اي شكل ان يكون هناك كاسب في فرنسا التي ستقلقها هذه الجريمة لسنوات طويلة ربما يتخللها اضطراب و تخريب و دماء. 2. لا يستطيع أحد (دولة ...شخص) ان ينتفع من تخطيطه لعملية بمثل هذه الحساسية و الخطورة على الاراضي الفرنسية. 3.أنا على قناعة تامة ان ليس لأي جهة ارهابية خارجية أي دخل مباشر فيها(تخطيط...توقيت...هروب) ودليلي ان الاخوين (كَّواشي) قاما بها معاً ...والذي خطط لها منهما او اقترحها لم يجازف ان يشرك معه شخص أخر غير أخيه. 4. ربما...ربما...ربما لو لم تُعلن السلطات الفرنسية اسماء الارهابيين(كّواشي) لما تحرك (كوليبالي) الذي كان متهوراً في نجدتهم و الدليل هو تسببه بحادث اصطدام مروري...أنكشف على أثره فقتل و هرب ثم قرر و بتخبط ربما اراد لفت الانظار اليه عند ارتكابه جريمة المتجر الباريسي في اليوم التالي لجريمته الاولى... في ظنه ربما التخفيف عن ال الكَّواشي و هذا دليل غباء ...لأنه في دولة كبيرة تمتلك قوات كافية وليس في الصومال او العراق. 5.لوكان هناك من ساعد أل (الكَّواشي) لوفر لهم مخبئ و مأوى ينسحبون اليه بعد العملية...و نحن نعرف ان وقت التنفيذ كان في ذروة الزحام المروري في باريس و ضواحيها. نعــــــــــــــــــود للموضـــــــــــــــوع: 4. فرنسا في حالة صدمة لم تجد أحد من قادتها حكيماً يديرها في لحظة الصدمة... الرئيس و رئيس الوزراء و وزير الداخلية بان عليهم الانشداه و الشرود في مؤتمراتهم الصحفية التي خرجوا فيها ليبينوا للشعب انهم موحَّدين ...لكن من يعيد افلام الصحافة يجدهم متباعدين شاردين كل واحد منهم يفكر في مكان و ينظر الى مكان مختلف و هو شارد...و لا يُظْهِرْ اي انتباه او اهتمام بما يقوله الآخر... 5. ظهرت تصريحات تقول نحن في حرب...و تدعوا للوحدة الوطنية و كأن ما حصل مفاجئ و بعيد عن توقعات الدوائر الامنية... فرنسا في حرب...حرب ضد من؟...الجواب ضد الارهاب ... السؤال : ما هو الارهاب ومن هو الارهابي و من هم الارهابيون و من يدعمه و يدعمهم و يجندهم و يساندهم و يحميهم؟ فرنسا في حرب ضد الارهاب...نعم ...لكن هل تستطيع فرنسا و قادتها من التمييز بين الارهاب و غير الارهاب و هم يدعون الى عدم الخلط بين ال"جهاديين" و الاسلام؟ هل تستطيع فرنسا ان تحدد الفاصل بين الاثنين و تتصرف بحكمة و دقة؟ الدعوة للوحدة الوطنية واجب في كل الظروف و بالذات في الاوقات الصعبة...لكن ماذا يُراد من الوحدة الوطنية هنا؟...ماذا تريد بعض الاحزاب او الحكومة الفرنسية من ذلك؟...او ماذا تريد ان تمرر من قوانين و قرارات ستصطدم بكل الاحوال بشريحة مهمة من الشعب لتتمزق الوحدة الوطنية؟ ...هل هناك قرارات اقتصادية تمس شريحة واسعة من الناس يُراد تمريرها؟... هل يمرر قانون تضييق الحريات باسم الوحدة الوطنية مقتدين بما فعله بوش(باتريوت اكت) بعد 11سبتمبر 2001؟ اعتقد أن المساس بمعيشة المواطن او حرياته في هذا الظرف سيكون خطأ كبير... و بالذات ربط ذلك بالوحدة الوطنية...فرنسا ليس كما أمريكا...لا بقوتها العسكرية و لا بتاريخها و لا باقتصادها و لا بتَّشّكل مجتمعها و لا بموقعها و لا باستعمارها... اول قرار تم تمريره بالأغلبية البرلمانية الساحقة كما قالوا هو تمديد مشاركة فرنسا في الحرب على الارهاب خارج اراضيها و ارسال حاملة الطائرات شارل ديغول الى منطقة الارهاب اي الشرق الاوسط و هذا كما اعتقد خطأ كبير لما لهذا القرار من دوافع الانفعال و لما لهذه القطعة البحرية من سمعة سيئة في مشاركتها ضد ليبيا...و كذلك التشبه بعنتريات الامريكان حيث في كل حال تُرسل حاملة طائرات. و صعود الرئيس اولاند على متن حاملة الطائرات كان لا داعي له لأنه لا يمنح الامان للشعب كان عليه ان يزور مقرات الامن الداخلي(بوليس...جندرمة...مخابرات)... ليعيد ثقة المواطن بها لو كان هناك اعتداء خارجي نقول نعم زيارة حاملة الطائرات تعطي اشارات مهمة للمعتدي ...لكنه ارهاب داخلي تَشَّكل و تمدد تحت انظار الاجهزة الامنية و السياسية الفرنسية. بصعوده على متن حاملة الطائرات يؤكد ان فرنسا تبحث عن قواعد عسكرية في الخليج و اعتقد انها ستفشل في تحمل تبعاتها لأنها حتماً ستكون لغرض حماية الارهاب السعودي القطري. 5. اسئلة كثيرة ستُطرح و علامات استفهام كبيرة ستواجه الرئيس و رئيس الوزراء و الاجهزة الامنية. منها : ما هي اسباب التخبط في أدارة الازمة الحالية.... ؟ هل فعلاً هناك علاقة بين الارهابيين الكّواشي و الارهابي كوليبالي الذي ارتكب جريمته بقتل الابرياء اليهود في المحل التجاري ؟ وإن كانت.... كيف سُمح بحصول ما قام به كوليبالي في اليومين التاليين؟ كيف تم الاعلان عن زوجة كوليبالي الجزائرية حياة بومدين ثم تبين انها غادرت فرنسا قبل ذلك الوقت و انها كانت مع داعش في سوريا قبل مقتل زوجها و مقتل الاخوين كواشي.؟ هذا يعني ان السلطات الفرنسية لا تعرف بخروجها من البلد...و لم تكلف السلطات الفرنسية نفسها تدقيق و مراقبة حركة المطارات فيها. ستُثار اسئلة عن المراكز الاجتماعية التي عاش فيها الاخوين كواشي وحياة بومدين و دور تلك المراكز في تنشأت الثلاثة؟ كم من الاسلحة و المواد المتفجرة التي يمتلكها الارهابيين على الاراضي الفرنسية و كيف حصلوا عليها؟ و كيف سيتم البحث عنها بدون عيون امنية مخلصة لا تساهم او تساعد بالإرهاب من جهة و تحارب نفس الارهاب من جهة اخرى؟ و هل سيتعاون المسلمون مع السلطات الفرنسية بعد (كلنا شارلي و أنا شارلي)؟ كم عدد الخلايا النائمة من الارهابيين و أماكن تواجدهم؟ فشل النظام الاجتماعي الفرنسي الذي ولد في ظله الارهابيين و عاشوا و تعلموا؟ ماذا قدمت مراكز الدراسات المتضخمة "بالشهادات و الخبراء و المحللين" كل تلك الفترة؟ 6.السلطات الغربية تحركها امريكا البعيدة جداً... لا تعلم لا هي و لا مراكز دراساتها المنتفخة ( الباحثين و الخبراء)... أن كل ارهابي يُقتل هناك في ساحات العراق او سوريا او غيرها او هنا في أوربا سيظهر من يثأر له الان او في المستقبل...و كل واحد منهم له اصدقاء و اخوة و اقارب تطالب به باعتباره " مظلوم" في نظرهم ...مظلوم لأنه وِلِدَ على التُراب الفرنسي و تَعَّلم في المدارس الفرنسية و عاش من العمل على التراب الفرنسي او من مساعدات النظام الاجتماعي الفرنسي و سكن في المساكن التي تقدمها الدولة الفرنسية و تزوج على التراب الفرنسي...و السلطات الفرنسية تحد من سطوة الاهل على اولادهم و بناتهم.. هكذا يقولون و يبررون و تسمع هنا اقوال الاباء : (أفرانسه تريد الدراري و ما تريد الاهل)(أفرانسه تريد اولادنا يفسدو).(سنشير الى مراكز البحوث في الجزء القادم) وكذلك يكون "مظلوم" في نظرهم عندما يُقتل هناك لأنه في نظرهم ايضاً مغرر به او أن الغرب أساء تربيته أو أن الغرب من صنع الحكام الذين حاربهم و يمكن الاستدلال على ذلك من تصريحات اقاربهم و كيف انهم لا يذمونهم انما يتأسفون على فقدانهم و انهم ذهبوا ضحية جهلهم اي ضحية عدم كفاءة النظام التعليمي و الاجتماعي للدولة ... و من يقتل هنا ايضاً برئ فربما دفعته الدولة او غُرر به (كما يقولون) ...او انه تعرض لغسيل الدماغ داخل الجوامع او المراكز او داخل السجون الفرنسية التي تدعمها و تديرها الدولة.... و هم في الكثير مما يطرحون على حق لا تبريراً مني لقصور فهمهم و لا مساندةً لهم لكنهم يملكون ما يبررون به اقوالهم تلك. أتحدى السلطات الفرنسية ان تقوم باستقصاء او استفتاء لكل المسلمين(أو شريحة الشباب منهم) في فرنسا و معهم "اصدقائهم من الاجانب" و أن تُعلن نتائجه... استفتاء من سؤال واحد فقط و الاجابة عليه فقط ب (نعم) او(لا) و السؤال هو : هل تعتبر الاخوين الكّواشي مجرمين؟ نعم أم لا... لتصطدم السلطات بالاجابة لا تستغربوا لو سمعتم في الاعلام عن تشكيل كتائب ال "كّواشي" سواء في اليمن او في داعش او النصرة او ليبيا...و لا تستغربوا لو سمعتم ان هذه الكتائب ستكون من ضمن المعارضة السورية المعتدلة التي ستقوم أمريكا بتدريبهم و التي تتنافس على استضافتها كل من تركيا و قطر و السعودية( حلفاء فرنسا و امريكا في حربها على الارهاب) ...و ربما ستدفع هذه الدول رشى كبيرة لترشيحها لاستضافة هذه العصابات. في زيارته الاخيرة للعراق و التقاءه بالسيد البارزاني في اقليم كردستان تسرب خبر او تصريح :ان اولاند تسلم قائمة بأسماء الف ارهابي اوربي او فرنسي...أنا هنا اطالبه بالكشف عن اسماء الفرنسيين منهم... او يجيب على السؤال التالي : هل تم ايقاف المعونة الاجتماعية عن الفرنسيين الذين وردت اسمائهم في القائمة؟ او بصيغة اخرى...هل تم قطع المعونات الاجتماعية عمن تبين و تأكد لدى السلطات انه يقاتل في سوريا او العراق او ليبيا او اليمن؟ و هل تم قطع المعونة الاجتماعية عن المتهمة حياة بومدين و متى؟ أنا لا اعرف لكن الاجابة ستؤدي الى شيء آخر. 7.تصريح "البطل" اردوغان الاخير الذي قال فيه : (يعترضون علينا اننا نسمح بعبور الارهابيين الى سوريا ...عليهم ان يدققوا في جوازات سفرهم) ماذا يعني هذا التصريح؟ هذا يعني اعترافه بأن الاوربيين هم من يرسلون الارهابيين و تركيا تحترم قرارات و جوازات و مواطني أوربا فتسمح لهم بحرية العبور و التنقل...و كأني به يقول لو تم منع اي من حملت تلك الجوازات لكانت الحكومات الغربية اول المعترضين على اعتبار أن ذلك إهانة لمواطنيها و عدم احترام للوثائق الرسمية الاوربية...و ربما ستقوم الدول الاوربية بالتعامل بالمثل!!! 8.ما تفسير تصريح رئيس الرابطة الفرنسية للائمة/ امام مسجد درانسي/ حسن شلغومي حين قال : ( يمكننا ان نتفهم الغضب ولا يمكننا ان نتقبل الانتقام)...هل المقصود بالغضب هو ما قبل جريمة شارلي ابدو أي غضب المسلمين على نشر الرسوم... او بعدها أي غضب الشارع على الجريمة و اتهام الاسلام.؟ هل المقصود بالانتقام هو جريمة شارلي ابدو او الانتقام بعدها من محمد بإعادة نشر تلك الرسوم؟. أنا افهم ان المقصود هو ما قبل وقوع الجريمة و حصولها و ليس ما بعدها...لكن هل هذا تصريح مقبول في مثل هذه الحالة...رفض القتل واجب على الجميع و نزع كل العبارات او الكلمات او الاشارات بقتل المخالف من كل الكتب و الاصدارات و الدوريات مقدسة كانت او غير مقدسة (مقروءة او مسموعة او مرئية)...لأن وجودها عند البعض يعني اتخاذها او اعتمادها من المقابل بحجة الدفاع عن النفس و هو هنا على حق تام حتى لو بادر هو لقتل من يكفره و يريد قتله...يجب تبليغ الجميع ان من يحكم في هذا القرن هو القانون...و من يمنح الجنسية او الصحة او التعليم او العيش ليس الله او اسماءه الاخرى انما القانون عليه هو من يدير الحياة هنا و من يعتمد نصوص خاصة به عليه ان يترك الامتيازات التي تقدمها له النصوص الاخرى...لكن على من يطبق القانون ان يكون مخلص له و دقيق في تطبيقه و لا يكيل بمكاييل عدة...انا شخصياً حصلت على الجنسية الفرنسية وفق القانون الفرنسي فواجب عليَّ أن أحترمه بدقة...لكن على من يشرف على تطبيق القانون ان يكون عادلاً في تطبيقة لأنه بخلاف ذلك يصبح متجاوز على القانون الفرنسي و هنا يكون لي الحق و وفق الضوابط ان اطالبه بتطبيق القانون بكل السبل المشروعة وفق القانون نفسه لأن تجاوز تلك السبل المشروعة تجعلني اخالف القانون و نكون سواء انا و المخالف الاخر. افهم الانتقام يعني بالكلمة او بالرسم او بالتجاهل أو بالمقاطعة ما دام هناك قانون و محاكم و اعراف تسمح لك بذلك ( لا نريد ان نضع قوانين جديدة هنا فلا يمزج أحد موضوع انتزاع الحقوق و موضوع الثورة و الثوار على مغتصب ارض او مال او حق...فهذه يعالجها قانون او دستور أما عندما لا يوجد مثل هذا القانون او الدستور(محلي او دولي)....فتعني اكراه تحت القوة يقابلها الرد بما يتيسر). 9.من يعيش في فرنسا يشعر انها قلقه اجتماعياً و للأزمة الاقتصادية العالمية اثر كبير و لا توجد في الافق حلول و تورط فرنسا مع امريكا في نزاعات خارج حدودها موضوع خطير في ظل هذا القلق الاجتماعي... و الرئيس الفرنسي و حزبه ضعيف و لا يتمتع بثقة الشعب حتى بعد ما جرى حيث وصلت سمعته في استطلاعات الرأي الى مستويات متدنية قياسية قبل جريمة الايام الثلاثة...ارتفعت بعض الشي لكنها ما زالت في موقع قياسي من التدني.(استطلاعات الرأي الاخيرة حصل فيها 40% بعد ان كان قبل الجريمة 19% فقط) فرنسا من الدول التي استعمرت دول كثيرة لفترات طويلة فكان مواطنيها على احتكاك بالأجانب نتج عن ذلك أن الكثير من مواطنيها من اصول مختلفة (ممزوجة) ... في فرنسا نسبة عالية جداً من ابناء مستعمراتها السابقة يحملون ما قامت به فرنسا من جرائم خلال فترة الاستعمار تلك و يثقفون بها اجيالهم الجديدة حيث لليوم و بغباء غير اعتيادي لم تنشر فرنسا ثقافة التسامح مع تلك الشعوب و لم تعترف بما حصل و تعتذر عنه ...يحملون عن فرنسا انها استعمرت و افقرت بلدانهم و قتلت الكثير من اهلهم وهي ليست صاحبة فضل في اقامتهم فيها او رعايتها لهم انما هذا حقهم... هذا يتم طرحة علنا في كل المناسبات و المستويات...و يعترف الكثير من الفرنسيين بذلك و يذمون فترة الاستعمار... تسأل الافريقي يجيبك انهم سرقوا الكاكاو و اليورانيوم و الموز و الحديد و الماس و قتلوا و تآمروا وووو...بعضهم يقول هذا بلدنا و هؤلاء الفرنسيون يتنعمون بخيراتنا...و تسأل العربي من شمال افريقيا يعدد لك كل ذلك و يضيف له انهم كفره سُراق (حلاليف)....فرنسا لم تتمكن من معالجة هذه المشكلة الخطيرة التي تمزق البلد و التي ستظهر في اي حالة ضعف قد تمر بها الجمهورية... هناك ما هو واضح و خطير و تعلم به السلطات و يستفزها كثيراً...لكنها لا تُفكر بأسبابه و هو : أن الكثير ممن يمثلون فرنسا في المحافل و المناسبات الدولية سواء داخل فرنسا او خارجها من الجاليات (حاملي الجنسية الفرنسية و المولودين على الاراضي الفرنسية) لا يحترمون النشيد الوطني الفرنسي و لا يرددونه و يفضلون الانسحاب من الفعالية على ترديد النشيد الوطني...ربما هذه الحالة فريدة في العالم ...لآنهم يعتبرونه يحمل مفاهيم عنصرية و استعمارية...(في أحدى المباريات التي حضرها الرئيس جاك شيراك تعالى الصفير في المدرجات عند عزف النشيد الوطني مما دفعه لمغادرة المباراة اعتراضاً على ذلك)...صحيح انها تحصل في اماكن اخرى لكن ليس كما تحصل هنا. الجاليات هنا يمكن تقسيمها الى عنيفة متهورة و اخرى هادئة (نتكلم عن الاغلبية من الطرفين) ... الجاليات الهادئة(كما لمستُ) هنا هي الصينية لأنها منشغلة بالعمل و التجارة والجاليات (المشرقية) العراقية و السورية و اللبنانية و الايرانية لأنها في غالبيتها لم تتلوث بفيروس الوهابية وليست تابعة لحكوماتها بل ربما معارضة لها ...أما التركية ففيها الكثير من الهدوء لانشغال الكثير منهم بالعمل و لكنها بدأت بالاقتراب من الدين السياسي و من الحكومة التركية أي أنها ستثير المشاكل مع أي خلاف سياسي بين أوربا و أنقرة و هذا محتمل و خطير جداً جداً و بالذات التوجهات العثمانية الامبراطورية التي يسير عليها أردوغان . والبعض من الجاليات تنتمي لأحزاب السلطة في اوطان ابائهم (أخوان مسلمين في تونس و المغرب و تركيا و غيرها و كذلك الاحزاب القومية الاخرى).(أعتقد ان الجالية التركية في المانية تختلف عنها هنا). و الجاليات الاخرى (أوربا الشرقية السابقة) المشغولين بقضايا اخرى قد تكون مُتعبه للسلطات في بعضها لكن لا سياسة ظاهرة فيها ...أو لا عنف سياسي في عنفها لحد اللحظة لكن الامور قد تتحرك باتجاه السياسة ايضاً عندما تستمر فرنسا بالمشاركة باللعبة الامريكية الخطيرة جداً للعبث باستقرار أوربا...كما اتوقع ان الاستخبارات (الشرقية) السابقة لم تَمُتْ بعد حتى بموت او تراجع منظومتها السياسية أو الادارية السابقة. فرنسا تختلف عن المانيا و الدول الاسكندنافية...هذه الدول لم تستعمر بلدان اخرى و هذا يخفف عنها ما خلّفه الاستعمار لكن الجميع يلتقي في تأثير النشاط الاسلامي غير الديني( العبادات) أي الاسلام السياسي و بالذات التكفيري قد لا يعلم البعض ان كل جزائري مولود قبل الاستقلال (1962) في الجزائر هو فرنسي الجنسية حيث كانت فرنسا تعتبر الجزائر جزء من التراب الفرنسي عليه كل جزائري يمتلك اهله ( اباءه و اجداده) جنسية فرنسية أو وثيقة فرنسية من زمن الاستعمار يحق له تقديم طلب للمحاكم الفرنسية لتزويده بالجنسية الفرنسية ( و قرار المحكة يقول ردها اليه و ليس منحه الجنسية الفرنسية) أي انهم ليسوا بطالبي لجوء انما هم فرنسيون فقدوا جنسيتهم او الظروف حرمتهم منها و ردها اليهم حق لهم و واجب على الدولة الفرنسية. [ بشرط ان يُقَدم ما يثبت حصول اهله على الجنسية الفرنسية لأن البعض من سكان الجزائر قبل الاستقلال رفضوا الجنسية الفرنسية لأسباب دينية او وطنية او عدم وصول الخدمات اليهم في مناطق نائية]...(أتذكر هنا زيارة جاك شيراك الاخيرة الى الجزائر و كيف استقبلته الجماهير هناك بمطالبتها بالحصول على الفيزا). المجتمع الفرنسي قلق يشكل المسلمين و اعوانهم ان صح القول ( ابناء المستعمرات الفرنسية) نسبة كبيرة نوعما قد تصل الى 10% و ربما أكثر من مجموع السكان و الاخطر انهم يشكلون نسبة عالية جداً من الشباب...و هم متوزعين على اغلب المدن الفرنسية و تربطهم قرابة او علاقات تبدأ بالدين و من ثم البلد و من ثم المدينة و من ثم العائلة و يمكن ان نضيف " الحرمان"...و من الاعتيادي ان تجد عشرة عوائل في مدينة صغيرة من نفس العائلة(مثل لتقريب الصورة اخوين جاءوا منذ الستينات تزوجوا ...خلَّف كل واحد منهم خمسة اولاد (بنات و اولاد) أصبحوا14 بين اخ و ابن عم تزوجوا خلفوا شكلوا اكثر من عشرة عوائل تحيط ببعضها يضاف لهم انسبائهم و اصهارهم و هكذا تتشابك. تقابلهم الشيخوخة من اهل البلد و العوائل الصغيرة و الابتعاد عن المشاكل و اختلاف العادات الاجتماعية... و كمثال :لو دخل خمسة شباب من هؤلاء في حي سكني لتمكنوا من غلق الحي حتى لو تم استدعاء الشرطة التي تأتي مسرعة لتجدهم شباب يلعبون لا تستطيع منعهم لكنهم سيعودون للحي في وقت اخر للحساب.[ هنا ارجو ان يُفهم أني اتكلم عن الموضوع بعمومية(أي نسبة كبيرة)...أي لا أشمل الكل ففيهم من المتميزين ما يدفع الجميع لتقديرهم و احترامهم و الاعتزاز و الفخر بهم] لو استطاع اي مختل عقلياً وصاحب ضمير فاسد مشلول من ائمة الفتنه توجيههم للنزول للشارع كما في ما يسمى بالربيع العربي لسقطت مدن بشكل "سلمي جداً" و الكثير يتذكرون أحداث ضواحي باريس قبل عدة اعوام و التي يمكن ان تستعر او تشتعل في أي لحظة و لأي سبب مهما كان صغير و تمتد بشكل سريع تستجيب لها أماكن بعيدة...و لولا تَعَّقُلْ السلطات و انسحابها الظاهر أمامهم لاحترقت المدن...أي لو تتم مقابلتهم بالرصاص كما حصل في البلدان العربية لكانت النتائج هي... هي ( الشعب يريد اسقاط النظام...) ...لأن من يُقتل في ضواحي باريس ينتفض اقاربه او اصدقاءه او ابناء بلده في مرسيليا البعيدة جداً...هذا الذي لم تُفكر به الحكومات و الاحزاب و البرلمانيين و داعمي الارهاب من الكثير من "المثقفين و السياسيين" الفرنسيين.... ستصل تظاهرات سيدي بوزيد و ميدان التحرير و بنغازي و درعا و كييف الى أوربا الغربية طال الوقت ام قَصُر و بشكل "سلمي جداً جداً جداً" لتهدد البلدان الاوربية مع تفاقم الازمة الاقتصادية و ستصل الى امريكا ايضاً . الى اللقاء في الجزء التالي الذي فيه التالي: (اعتقد سيحصل تغيير وزاري بعد فترة يخرج فيه وزير الداخلية كازانوف و آخرين منهم نجاة بالقاسم وزيرة التربية و لوغان فابيوس وزير الخارجية و كذلك المسؤولين في الاجهزة الامنية و الاستخباراتية. اعتقد ان اولاند مع تصاعد الدعوة ل (الوحدة الوطنية) سوف لن يمنح مناصب وزارية لشخصيات من اليمين كما فعل ساركوزي عندما عين كوشنير اليساري بمنصب وزير الخارجية... مجرد اعتقاد.)
#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد/ج1
-
نظرية القضيب في نقد الحبيب/ للأديب أفنان القاسم
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج14/ الاخير
-
عبد الخالق حسين و الزعيم / ج13
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج12
-
الدقائق الاخيرة قبل الدخول الى الجديد
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج11
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج10
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج9
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج8
-
الزميلة العزيزة مكارم ابراهيم
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج7
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج6
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج5
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج4
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج3
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج2
-
عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج1
-
عبد الخالق حسين و أمريكا /ج13
-
عبد الخالق حسين و أمريكا /ج12
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|