أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى ملو - تصوروا كيف سيكون العالم لو أن كل واحد يفعل -شرع يده-؟ !















المزيد.....

تصوروا كيف سيكون العالم لو أن كل واحد يفعل -شرع يده-؟ !


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 04:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثر الهرج و المرج هذه الأيام حول فاجعة شارلي إبدو التي راح ضحيتها صحافيون قضوا في هجمات إرهابية نفذها -على ما يبدو - من يعتقدون أنهم بأفعالهم تلك سيفرضون رأيهم و سيجعلون العالم يحترمهم و يحترم مقدساتهم,و الغريب في الأمر هو تلك الآراء التي جاءت مناصرة لهذه الجريمة التي يجب أن يندد بها كل ذي ضمير إنساني حي.
*الهجوم على المقدسات و الأديان أمر مرفوض.
لا يختلف اثنان في أن الاعتداء على مقدسات و معتقدات الآخر,كيفما كانت هذه المعتقدات و المقدسات,بما فيها الديانات الوضعية البشرية,إما بالسخرية و التحقير و إما بالسب و الشتم أو بغيرها من أشكال الاعتداء المادي أو المعنوي أمر مرفوض و غير مقبول,فالذي يجب أن يسود بين كل أبناء البشر هو الاحترام و التسامح,إن نحن أردنا تجنيب البشرية أنهارا من الدماء باسم المقدسات.
و لكن ماذا لو أظهر أحدهم سلوكا أو فعلا طائشا غير مسؤول بالاستهزاء و السخرية من دين ما معتبرا ذلك حرية تعبير,كيف تنبغي مواجهته؟هل نواجه هذا العنف الرمزي بعنف أشد منه؟ماذا سيحصل للعالم لو أن كل واحد أراد "أخذ حقه بيده"؟ألن يتحول إلى غابة ؟
الإنسان المتعقل و الرزين هو الذي يعرف كيف يرد و متى يرد,فليس الشديد بالصرعة كما قال الرسول(ص) الذي يزعم هؤلاء المجرمون أنهم يقتدون بسنته,إنما الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب,و عليه فالرد على الإساءة يمكن أن يتم بطرق أخرى سلمية ستؤدي رسالتها أفضل بكثير من اللجوء إلى القوة,فماذا لو تم -مثلا- تجاهل إساءة إبدو شارلي إلى الرسول؟هل كان ليعرفها أحد أو ليهتم بها و بما تقول؟ألم تكن تلك الجريمة البشعة تعبيرا عن غباء منفذيها الذين قدموا خدمة مجانية و إشهارا غير مؤدى عنه لفائدة هذه الجريدة التي انتقلت مبيعاتها من بضعة آلاف إلى ملايين من النسخ,بل و أكسبوها تعاطفا عالميا؟؟
*أفكار و مواقف خطيرة تروج!
أفكار خطيرة تلك التي تروج في بعض المواقع الإلكترونية حول ما حدث بفرنسا و الأخطر أن هذه الأفكار تأتي ضمن ما يسميه أصحابها مقالات رأي و في مواقع تعتبر الأكثر زيارات في المغرب,أما التعليقات فحدث و لا حرج,حتى أننا نشك هل يقرأ المشرفون على هذه المواقع ما ينشرونه من مقالات و تعليقات قبل النشر أم همهم التجارة و الفوز بأكبر عدد من الزيارات؟
هذه المقالات المتشابهة حد "الرتابة" و "الركاكة" و الملل يستغل أصحابها الفرصة التي تمنحها لهم تلك المواقع لتمرير سمومهم العنصرية و صب الزيت على النار عوض إخمادها,فهذا أحدهم"من كتاب الرأي يا حسرة" يقول في تحليل غارق في السخافة و الشوفينية:"السخرية من المسيح ليست عنصرية،لأن المسيحية دين الأغلبية المسيطرة في الغرب.أما إلصاق صفات الشر بنبي الإسلام،أو أنبياء بني إسرائيل،فهي عنصرية لأنها موجهة ضد الأقليات في أوروبا"يعني وفق هذا المنطق,فغير المسلم في المغرب-مثلا- الذي يشكل فيه المسلمون 99 في المئة من السكان,من حقه أن يسب و يشتم الرسول(ص) و لن يكون ذلك عنصرية مادام الإسلام هو دين الأغلبية؟ !
أما آخر فرأى أن ما وقع لشارلي إبدو هو انتقام من الله,و في ذلك يقول:"سبحان الله يُمهِل ولا يُهمِل،وعدُه حقّ لا يُخلِف الله الميعاد،هو وحده العليم الخبير المـُدبِّر لكيف ومتى،وبم وبِمن يكون القصاص مِن البَذيء المـُسيء لا خَلاص ولا مَناص".
أما ثالث فيشبه ما حدث بالفتوحات قائلا"وقد حقق هذا الفتح مكاسب عظيمة بسبب هذه الرسوم الخبيثة الساقطة..."
هذه نقط من بحر الأفكار الظلامية و الإرهابية التي تنشر في غفلة من وزارة الداخلية و وزارة العدل المطالبتين بالتدخل لوقف هذا النزيف,و إلا فإن المسؤولية ثابتة في حقهما,خاصة و أنها تمرر-كما قلنا سلفا-عبر مواقع يزورها الآلاف يوميا.
*هل فعلا نحترم المختلفين عنا دينيا؟
العجيب الغريب أن تجد الذين يروجون للأفكار الإرهابية التي أوردنا أمثلة عنها سلفا,تجدهم هم أنفسهم من يزعمون بأننا نحن المسلمون نحترم جميع الديانات و المعتقدات و لا نسيء إلى أحد من الرسل و لا إلى رسالاتهم,و أن الآخر هو الذي يتربص بنا الدوائر و يحاول إلصاق كل ما هو قبيح بديننا و رسولنا...(كذا),فهل نحن فعلا نحترمهم و نحترم معتقداتهم و رسلهم و دياناتهم ؟
الأمر لا يحتاج إلى كثير جهد للإجابة عن هذا السؤال,فمن يسمع الأشرطة التي تباع في أسواقنا و يروج لها باعة متجولون(أطفال في الغاب يجهل من يحركهم و يدعمهم) يطلقونها على آلات تسجيل متحركة بمكبرات صوتية مزعجة,كلها دعاء بالترمل لنسائهم و تيتيم أطفالهم و جعلهم هم و أموالهم غنيمة للمسلمين,سيتأكد فعلا أنه نعم الاحترام ما نكنه لهم.من يسمع خطباءنا و فقهاءنا و هم يصفون ديانتهم بالتحريف,و يصفون معتنقيها بالمحرفين,بل في أكثر الأحيان بالكفار,سيعرف أنها قمة الاحترام ما نضمر لهم و ما نظهر,من يقرأ أو يسمع "ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"(ربما كان ذلك صالحا و مقنعا عندما كان المسلمون يشكلون أقلية قليلة جدا),سيكون على يقين أننا فعلا نحترم الاختلاف و نحترم دياناتهم,من يسمع و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم(و كأن المسلم سيرضى عنك قبل أن تتبع ملته),سيتيقن أننا نحترمهم و نجلهم,و على ذكر الملة يطرح السؤال:إذا كان من حق المسلم الدعوة لدينه و نشره,فلماذا يمنع ذلك على غيره؟أهذا هو الاحترام؟لماذا يسمح لنا نحن المسلمون بنشر القرآن الكريم و بيعه في الأماكن العمومية في"بلاد الكفار"و يمنع عليهم فعل نفس الشيء في "بلاد الإسلام"؟أهذا هو الاحترام؟لماذا نمنعهم في بلادنا و نطلب منهم أن يعطونا الحرية في بلدانهم؟لماذا يحق للمسلمين تأسيس جمعياتهم و مساجدهم هناك,و ممارسة شعائرهم بكل حرية و أحيانا في إخلال تام بالنظام العام و احتلال الفضاء العمومي و عرقلة حركة السير(صلوات الأعياد في الشوارع مثلا),في حين يمنع عليهم فعل نفس الشيء عندنا؟لماذا يسمح لمواطنيهم بتغيير دينهم و الدخول في الإسلام أو في أي دين شاؤوا جهرا و ليس خفية و يمنع ذلك على مواطنينا,بل الخطير دعوة بعض الأصوات المتطرفة إلى تطبيق ما يسمونه حد الردة على من يعلن "خروجه عن دين الجماعة"(و إن لم يكن يوما قد أعلن دخوله فيه),و الأخطر إلصاق تهمة التكفير الجاهزة لمن تجرأ على الدعوة إلى حرية المعتقد,خاصة و نحن نعرف مدى خطورة هذه التهمة,التي تجعل حياة صاحبها في غير مأمن في مجتمع غارق في التخلف و الأمية؟؟
إذا كان هذا هو تعاملنا معهم و مع معتقداتهم,مع العلم أننا في موقع ضعف,ضعف صناعي,ضعف تكنولوجي,ضعف علمي,ضعف ثقافي...,و حيث إننا مجرد مستهلكين لما ينتجون,حتى إننا نستعمل منتجاتهم لسبهم و شتمهم(و يا للغرابة),فلنحمد الله تعالى على تعاملهم معنا,لأنه في كل الأحوال تعامل لطيف و في قمة الإنسانية,و لكم أن تتخيلوا يا معشر المسلمين كيف سيكون تعاملنا معهم لو أننا المسيطرون و المتفوقون,أضعف الإيمان أننا سنصنع منهم الصابون أو النقانق ؟ !
*ماذا لو قام الرسول (ص) من قبره؟
ماذا لو قام الرسول(ص) من قبره و رأى ما يفعله هؤلاء المجانين باسمه زاعمين أنهم مقتدون بسنته؟هل سيرضى عن ذلك؟
الجواب طبعا لا,لأن ما يقومون به لا علاقة له بأخلاقه عليه السلام,فهل كان(ص) يقتل من يخالفه الرأي أو حتى من لا يؤمن به,لا بل حتى من كان يسبه و يسخر منه؟ ألم يتعرض عليه السلام لمختلف أنواع السب و الشتم و التنكيل؟ألم يسب و يشتم و ينعت بالمجنون و الساحر و الشاعر...فهل حدث أن قتل أولئك الذين كانوا يسبونه؟هل سن لكم الرسول(ص) سنة دون غيركم يدعوكم فيها لقتل كل من يسبه؟؟
تقولون بأن على الآخرين احترام مقدساتكم و ديانتكم,قولوا لي بربكم,منذ متى تعلمتم احترام معتقدات و أديان الآخرين؟؟ألا تصفونهم بالكفار؟ألا تمنعون في بلدانكم بناء معابدهم و كنائسهم و نشر كتبهم الدينية,في حين تنشرون القرآن الكريم بكل حرية في بلدانهم؟؟وتلبس نساءكم ذلك البرقع المخيف الذي ما أنزل الله به من سلطان,حتى أن المرء لا يستطيع أن يميز هل هو فعلا أمام امرأة أم أمام شبح؟؟
ماذا تريدون؟؟
تخيلوا لو طردكم "الكفار" شر طردة من بلدانهم بعد أن وفروا لكم جميع الحقوق,و العمل و الحرية و المستشفيات و المدارس,ماذا سيكون مصيركم؟؟تخيلوا لو منعوا مساجدكم كما تفعلون أنتم مع معابدهم؟؟تخيلوا لو يصفونكم بالكفار كما تفعلون أو بأنكم لستم على شيء كما تقولون عن دينهم؟تصوروا لو أن الرسول(ص) الذي كان يحسن حتى إلى من يعتدي عليه و يظلمه و لعل زيارته لليهودي الذي كان يؤذيه أثناء مرضه لخير دليل على أنكم بعيدون كل البعد عن سنته و معاذ الله أن تكونوا سالكين طريقه؟وتصوروا العالم كيف سيكون لو أن كل من "اعتدي" عليه أو على مقدساته يأخذ حقه بيده؟تصوروا لو أن الذين تسفهون دينهم صباح مساء قاموا "بشرع يدهم"؟تصوروا فقط؟
"أقل" ما يمكن تصوره هو بحر من الدماء تعوم وسطه رؤوس مقطوعة و أشلاء متناثرة و بطون مبقورة و عيون مفقوءة
الخلاصة أن الرسول لو نهض من قبره لتبرأ منكم !!



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب غريبة !!
- حكومة بنكيران و منطق -هذا ما وجدنا عليه الوزراء السابقين-
- مغاربة يطلقون عريضة لحل -حزب العدالة و التنمية-
- الإسلامويون و حمية الجاهلية:تعليقا على -التكريمات- المتتالية ...
- حلم لم يحقق حلمها !!
- Tit sdis(الثريا) أسطورة من الأساطير الأمازيغية,ماذا لو تتحقق ...
- دروس في النفاق أو كيف ترضي الجميع
- أخطاء فادحة في الامتحان الجهوي لمادة الاجتماعيات بجهة سوس ما ...
- لائحة الأصدقاء
- إلى عامل...
- حوارات -الزرود- أو الحوار من أجل الحوار
- هل الأزمة المالية مبرر لحرمان الناس من حقوقهم؟
- جاسوسة تتجسس على جاسوسة
- ...و مع ذلك فشبح-السنة السوداء- ما زال يلوح في الأفق!
- هل الجودة و الكفاءة تهمان فعلا ما يسمى وزارة التربية الوطنية ...
- حوار مع سراق الزيت ألماني
- سنة سوداء تلوح في الأفق و وزارة التربية الوطنية غير مهتمة
- كذب الكذاب و لو صدق!!
- -اللي فراس جميلة فراس جمال-
- توضيحات و ردود على عصيد.


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى ملو - تصوروا كيف سيكون العالم لو أن كل واحد يفعل -شرع يده-؟ !