أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فواز قادري - بهية بين العسكر والحرامية














المزيد.....

بهية بين العسكر والحرامية


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 05:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قسم من الشعب المصري الذي لن يلبي نداء المعارضة بمقاطعة الانتخابات، غير الدستورية سيذهب صباح اليوم للمشاركة. وهذا ما ذكرني بتلك الايام السود والتي ما زالت في بلادي. فأنا لم اذهب يوما الي المزادات الاستفتائية التي اقامها الاسد، منذ استلابه للسلطة، لا منتخبا ولا متابعا، والتي علي الشعب فيها ان يشتري، الفقر، والخوف، والقمع، بصوته الذي لا يخرج من الحنجرة.
ولكن في مزاده الاخير، الذي اقامه قبل ان يودع، قررت الذهاب، (طبعا ليس ليختموا علي إليتي كما يفعلون مع النا س المقهورة) دون ان اعرف اي سبب من الاسباب الكثيرة، هو الذي دفعني الي ذلك. ويا ليتني لم اذهب، لكي لا أري، رؤوسا تطأطئ هكذا، عيونا يختلط فيها، الحزن، والخوف، والخجل.
كان الناس ضعيفين ومستلبين تماما. كم من الاشياء الجميلة تهشمت داخلي، وانا حائر لا اجد الطريقة التي اواسي بها أي احد منهم، ان اربت علي قلوبهم الواجفة، ولأقول: معلش أزمة وتهون، كما يقول الناس، في المصائب الكبيرة. كان سيل يتجول في عيوني، ولا يرضي ان يخرج كي لا يراه الناس. ولأنني لم استطع ان اصرخ، او ان أخرس، قررت الانسحاب لكي يساعدني الطريق علي اخفاء ما لم استطع اخفاءه.
في هذه المرة الأخيرة التي ذكرنا، ابتكرت اجهزة الاسد الامنية، ما سمي بالبطاقة الحمراء، وهي بطاقة بحجم الكف وزعت علي المستفتين، تدل أن حاملها واقع الي شوشته، في حب القائد الخالد.
وان كان خوفا من تبعات الايام القادمة. ناهيك عن الارهاب الحاصل في الاستفتاء والذي يدفعك للادلاء بصوتك في بئر الخوف العميق، المحفور لك في الاماكن الانتخابية المكشوفة للعيون الامنية العاهرة التي تراقب طوافك الي انتهاء حجك. وبعد انتهاء اللعبة انت مضطر الي ابراز هذه البطاقة في مراجعتك لأي من دوائر الدولة. وفي حال لم تكن قد اديت فريضة الحج الي الدوائر الاستفتائية (من استطاع اليها سبيلا ومن لم يستطع) لن يصعب علينا ان نخمن ما الذي سيفعله الخوف بالذين لن يستطيعوا دفع المعلوم.
في هذا الاستفتاء الذي اضطر مبارك الي تحويله الي انتخابا ت بكل التجاوزات الدستورية التي تمت والتي تقاطعه بعض المعارضة التي، لم تحاول ان تلعب مع اللاعبين في هذه المهزلة الجديدة. بل طرحت برنامجا معارضا للانتخابات وما بعدها. وكونها تري هذه الانتخابات ليست اكثر من حيلة جديدة سيمارسها مبارك بعد انكشاف اوراقه القديمة كلها والضغوط الشعبية المتزايدة علي شخصه وعائلته مع بعض العوامل الخارجية غير المساعدة كما كانت في الماضي. المعارضة لم يبق لها الا تجاوز الانتخابات واعتبارها ليست اكثر من محطة لتصعيد نضالاتها، خاصة، وكل المؤشرات تقول ان العسكر والحرامية لن يطلقوا سراح (بهية) بانتخابات حرة حقا ولن يتركوا النيل يمشي علي هواه ليسقي أرواح الاكثرية، الغلابة العطشانة للحرية اكثر من اي شيء، والذين ينتجون خيرات مصر كلها ويحصلون بالكاد علي ما يسد الرمق. وأن غير طويل العمر، مبارك يتهيأ، لصباغة شعره مجددا للظهورات الاعلامية اللاحقة، هذه المرة كرئيس منتخب من بين وفرة من المرشحين الذين لا حول لهم امامه، هو المتحصن بالعسكر، والحرامية والذي سيستنفر اجهزة الدولة كلها هذه المرة اكثر من كل المرات التي سبقت حتي لا تحزن حرمه علي يتم ابنها غير المحسوب.
ولأن الأمور لم تعد بكيفيتها القديمة، ولأن النموذج الاسدي والمباركي سيغيب عن هذه المهزلة حتما، فلن يري احد في اعين المصريين، نظرة الذل والانكسار التي رأيتها في اعين السوريين.
فالشعب المصري لم يعد ذلك الغلبان، الذي يجر كالخروف (كما حصل للسوريين ويحصل) فالمواجهات الحقيقية والطويلة، تبدأ بعد انتهاء هذه المهزلة.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستبقي (بهية) اسيرة العسكر والحرامية؟ انا اشك بذلك، اذا ارتفع صوت المصريين اكثر فأكثر هادرا: مصر يامة يابهية، يا ام طرحة وجلابية، الزمن شاب وانت شابة، مبارك رايح وانت جية .



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى فرج بيرقدار لأجل كل الذي تبقى...
- قصيدة غير طارئة إلى جنرال طارئ
- وديعة معاوية بين الأسد ومبارك
- مباراة موت بين أهلي وأهلي
- نصّ قصصيّ -ولادة قيصريّة-


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فواز قادري - بهية بين العسكر والحرامية