واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 18:39
المحور:
الادب والفن
لا اعرف السر الذي يكمن وراء الكثير من الاشياء .. طفل بعمر الخامسة بكلمة واحدة يجعل اباه لا يتوقف عن البكاء ؟ يفرش الاب ذراعه ليتوسدها رأس الطفل الصغير يوسف فينظر الى أبيه وعيناه تترقق بالدموع النقية : ابي اذا مت أنت من يعطيني ذراعه لأنام عليها ؟ ابي اذا مت من سيلعب معي ؟ الموت في العراق اصبح بلا طعم واصبحنا نمر عليه بلا عيون .. هل بتنا قساة القلوب الى هذه الدرجة ؟ يوسف الذي ايقظني خمس مرات يحتاجه العالم .. يحتاج العالم الى بريء يثور في مكامنه البراءة .. الا يكفي ان نموت في كل يوم ؟ يوسف لا اعلم مالذي اقوله لك .. بني انا اعرف شيئا واحدا فقط في هذه الدنيا وهو انني لا اعرف شيئا .. الحيرة عندما تواجه الرجل لا ينفك بصب اللعنات على نفسه ويقسو عليها بل ويجلدها جلدا من غير رحمة .. لماذا كل هذا العذاب ؟ يوسف يا أنا عسى ان تكبر وتقرأ كلماتي وتفهما وتعيها جيدا .. لا يمتلك اباك الاسم الاعظم ولن يكون .. عشنا على اطهر بقعة في الكون وكان انتماؤنا سببا لعذاباتنا غير المؤجلة .. بني .. يا قطعة مني آسف على كل شيء لم استطع ان احققه لك ولأخيك أرغد .. لا امتلك إكسير الحياة ولن يكون .. حجم اللوعة التي تركتها اسئلتك لن يمحا صدقني .. الدوران حول الذات يفقدني التركيز ويجعلني اشعر باني لا اعرف اجابات كثيرة .. انا اردد دائما مع نفسي عبارتي : انا استاذ فاشل وتلميذ ناجح .. الحياة عندي ليست عنوانا وليست كتابا وليست مسرحا كما يظن البعض بل هي دوامة ودوامة فقط .. تعيش اختلاجات الذات والمجتمع وتحاول ان تخرج بشيء مهما كان يسيرا وبسيطا لكن لا وجود للقشة التي تحاول ان تعطيك املا بالخروج .. كيف تخرج من شيء لا تعرف ما هو ؟ ولماذا انت فيه ؟ العقل امر غير مرغوب فيه هنا ؟ ابني ستكبر ان شاء الله وربما تحاول فك طلاسم لم يستطع فلاسفة الدائرة المغلقة باجمعهم ان فك جزئية واحدة منها .. حاول ان تقرأ الابوة من منظارك لا من منظار رجل لا يعرف كيف بدأ رسم الدائرة وأين ومتى هي النهاية .. تحياتي ..
[email protected]
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟