أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روند بيثون - عذرا ايها السادة انه موضوع ابادة














المزيد.....


عذرا ايها السادة انه موضوع ابادة


روند بيثون

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كثيرا ما يدور الحديث هذه الايام في الاوساط الجماهيرية والمحلية والدولية والاعلامية، وخاصة بعد سيطرة " داعش " على مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى ذات الاغلبية المسيحية و التهجير الكامل للمسيحيين منها، عن مشروع او مؤامرة تهدف الى اخلاء الشرق الاوسط بما فيه العراق، من المسيحيين السكان الاصلاء في المنطقة.. والاحداث الدراماتيكية الاخيرة و المؤشرات الواقعية على الارض، تؤكد وجود مثل هذه المؤامرة الكبيرة التي تحاك خيوطها في الخفاء وخلف الكواليس، من قبل جهات مازالت مجهولة الهوية والعنوان والنيات. ان وصف هذه المؤامرة ذات الطابع الجنائي بـ"مشروع اخلاء المنطقة من المسيحيين" ، يعتبر وصفا لطيفا ورحيماً وغير دقيق لهذه الحالة الخطيرة، فهو تجميل غير مقصود لبشاعة الجريمة التي ترتكب بحق المسيحيين وغيرهم من المكونات العراقية ومنهم (الايزيدية ، والكاكائية)، لأنه لو كان هنالك مثل هذا المشروع وان كان غير معلن، لأتضحت ملامحه من خلال صدور قرارات او وعود دولية على غرار وعد بلفور، و تسريبات اعلامية أو اجراءات أو تقديم تسهيلات لاستيعاب الاف المهاجرين، كأن يكون هنالك تسهيل للهجرة الجماعية، وتوفير وسائل نقل جوية وبرية، ومنح صفة اللاجئ لهم، وتحديد ارض معينة في دولة او عدة دول تستقبلهم، وغيرها من الاجراءات الاستثنائية ، التي تضمن اعادة استيطان هذا الشعب بشكل جماعي في ارض جديدة او في عدد من بلدان العالم، هذا الامر- فرضاً- لو كان قد تم بهذه الصورة الاستثنائية و السلسة والآمنة، لاعتبر جريمة نكراء و يرتقي الى مستوى الابادة الجماعية لشعب اصيل، ولكن واقع الحال ابشع و اخطر من ذلك بكثير! اذ بعد تهجير المسيحيين من مدينة الموصل و بلدات سهل نينوى منذ ما يربو على 6 اشهر، و نزوحهم الى اقليم كوردستان، وهم يعيشون في ظروف معيشية و بيئية و مالية و نفسية صعبة، في ظل غياب جهد الدولة و الوزارات ذات الصلة، و ضياع حلم العودة السريعة لبلداتهم، مما سبب في تفاقم اوضاعهم الانسانية والمعيشية، اضافة الى تحبيب و ترويج فكرة الهجرة الجماعية في اوساطهم من قبل مافيات ومنظمات واشخاص مجهولي الهوية والاهداف.. مما حدا بآلاف العوائل اليائسة والمستنزفة اصلاً ماليا و نفسيا، الى ترك الوطن الى دول الجوار ( لبنان، اردن، تركيا وغيرها)، على امل الحصول على لجوء في بلد اوروبي او في استراليا او امريكا ..الخ في غضون اسابيع أو أشهر، حسب الشائعات والاقاويل بهذا الخصوص. الا ان هؤلاء وعوائلهم المسكينة المغلوبة على امرها، ما ان وطأت اقدامهم هذه البلدان حتى صُدموا بشدة مما تلقوه منذ اليوم الاول من سوء المعاملة والاهمال، و خضوع معاملاتهم و طلباتهم باللجوء والهجرة للاجراءات القانونية المملة لدوائر الهجرة، ومقرات الامم المتحدة و روتينها المعتاد، حالهم حال الاخرين دون اي استثناء يذكر!. رويدا رويدا بدأت تتلاشى احلامهم وامالهم بالهجرة السريعة الميمونة. وطال بهم الانتظار هم وعوائلهم وهم عالقون في البلدان التي لجؤوا اليها بشكل مؤقت. وهاهم في غربتهم يتعرضون لاستنزاف في وقتهم واعمارهم وأموالهم- رغم شحتها-، منتظرين في طوابير طالبي اللجوء على ابواب الامم المتحدة ومنظمات الهجرة الدولية والسفارات، دون جدوى الا ما ندر، يوما بعد آخر تشتد حيرتهم و تسوء حالتهم النفسية، و يتعمق يأسهم و تضيق بهم سبل العيش، و يخسر اولادهم تعليمهم و مدارسهم، و اصبح العديد منهم ضحايا للمخادعين والمهربين والمتاجرين بمعاناتهم، بعدما خسروا ارضهم و املاكهم في وطنهم.. وهذا ابسط تصوير لملامح المشهد المؤلم الذي تعاني منه معظم العوائل المهاجرة التي تواجه المجهول والاقدار، و هي منكسرة متألمة مستضعفة و معففة.. أبعدَ هذا الوصف للواقع المرير والمزري والخطير الذي تواجهه هذه العوائل، الا يُعد ما يسمى " مشروع اخلاء الشرق الاوسط من المسيحيين والمكونات الاصيلة الاخرى) رغم بشاعته و لاانسانيته اكثر رحمة وانسانية، مقارنة بما يواجهونه اليوم على ارض الواقع من قساوة الحياة و شظف العيش ومرارة الانتظار؟ ان ما يواجهونه وهم في غربتهم، يستحق بجدارة ان نسميه "مشروع ابادة".. نعم "مشروع ابادة" وليس "اخلاء". لذا وجب التنويه للتصحيح يا سادة يا كرام، هل من مستجيب و معين يا اصحاب القرار و النفوذ؟ متى تهتز ضمائركم ان كنتم ومازلتم تمتلكون ذرة من الضمير؟!.



روند بيثون
[email protected]



#روند_بيثون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المسيحيون مواطنون أم رعايا في هذا الوطن؟
- عندما تصبح الشهادة ظلا لقامات الرجال


المزيد.....




- جراح قديمة وطاقة جديدة في عاصمة الثورة السورية
- غيراسيموف: قلة التدريب بسبب العقوبات الأمريكية وراء انهيار ا ...
- دوجاريك: إسرائيل لا تزال ترفض توصيل المساعدات إلى شمال غزة
- أكثر من مليون قتيل وجريح.. الأركان الروسية تحصي خسائر كييف خ ...
- حزمة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار ب ...
- زاخاروفا تعلق على إمكانية رفع -هيئة تحرير الشام- من قائمة ال ...
- شاهد.. شركة فضاء يابانية تلغي رحلة قمر صناعي بعد دقائق من ال ...
- مقتل شخصين على الأقل إثر اصطدام طائرة بمبنى شحن في هاواي
- نتنياهو يمثل أمام المحكمة من جديد بتهم فساد
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روند بيثون - عذرا ايها السادة انه موضوع ابادة