عبد العالي كركوب
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 12:00
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يدل مفهوم الإرهاب في القانون الجنائي بالإضافة إلى تعاريف أخرى مشتركة على "تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف و الذعر و يكون موجها ضد أتباع دينية و أخرى سياسية معينة أو هدف إيديولوجي…"، و من أهم الأحداث التي عرفها العالم "أحداث 11 سبتمبر بأمريكا" و " أحداث شارلي إيبدو بفرنسا"، هذا ما يروج له الإعلام الرسمي طبعا، علما أن هناك أحداث عرفت نسبة قتل كبيرة و نذكر من أهمها: المجازر التي قامت و لازالت تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. لكن ليس إشكالنا هو تعريف مفهوم الإرهاب و تحديد أهم الأحداث التي يمكن وصفها بالإرهابية، بل إشكالنا هو هل مقولة الإرهاب واقع أم مجرد إيديولوجيا زائفة هدفها إتمام مشروع العولمة و ظهور حركات امبريالية جديدة و تعبير عن وجود صراع حضاري محض؟
إن مقولة الإرهاب ليست واقعا حقيقيا، مما يجعل من هذه المقولة مجرد إيديولوجيا تعمل من خلا لها جهات سياسية دولية على تنفيذ مخططاتها الامبريالية، فأحداث "11 سبتمبر" كان سببا رئيسيا لغزو العراق و أفغانستان باسم محاربة الإرهاب و تحقيق الديمقراطية، و أحداث "شارلي إيبدو" كذلك مجرد مسرحية لتهيئ مخطط جديد ربما يستهدف دولا عربية-إسلامية جديدة…
و ما يثير الاشمئزاز هو أن معظم مجرمي الحروب هم من يدافعون عن السلام و يحاربون الإرهاب، بدءا بالرئيس الإسرائيلي ثم الرئيس الأمريكي…
كفى كذبا و بهتانا، فالإرهاب لا علاقة له بديانة معينة كمعتقد رمزي، بل تابع لتنظيم سياسي امبريالي - يمكنه أن يوظف الدين كوسيلة فقط - و أنا لا أدافع عن منفذي الأعمال الإرهابية، و لا أدافع عن ديانة معينة، بل أدافع عن حق الإنسان في الحياة، و حقه في العيش وفق أسس الديمقراطية الحقة. هناك من سيتساءل و يقول: ماذا استفادت أمريكا بتنفيذها لمسرحية 11 سبتمبر؟ و ماذا ستستفيد فرنسا من أحداث شارلي إيبدو؟ ! الجواب واضح، نحن أمام صراع حضاري، صراع الغرب و الشرق... الإسراع باستكمال التنميط و التطبيع.. و القضاء على الثقافة الشرقية التي تعيش آخر رمق من حياتها، قتل ما تبقى من الأواصر الثقافية التي تعاني الازدواجية: التقليد الغربي / التشبت بالهوية الشرقية...
من هذا المنطلق، لا يمكن تحقيق الحداثة ما دمنا نأخد بأسبابها فقط، و ما دمنا لا نقدم نقدت ذاتيا لموروثنا الثقافي العربي الإسلامي...
#عبد_العالي_كركوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟