ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 23:55
المحور:
الادب والفن
من «عصفورة حريتي» - المفني عمره في الأحلام
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
بغداد 27/01/2005 (دينيا: تأصيل مرجعية العقل | سياسيا: الإسلامية الديمقراطية)
وهكذا أفنيت عمرك أحلاما لا تتحقق
وكلمات لا تتحرك
وصمتا صاخبا
وضجيجا غير مسموع
أراك أبدا تتضوء بالظلال
وتتظلل بالعراء
وأبدا مستغرقا في لاأدرياتك السرمدية
ستين عاما أفنيتها متزودا بوقود الحركة
وأنت تحرقها في حركة أزلية السكون
تنتظر إعجازا من علياء الغيب
ناسيا أن الغيب لا يمطرك بإمداداته
إلا إذا استمطرته بفعلك
لا بالدعاء والتمني
والاستغراق في الأحلام
تطلعاتك أحلام
مشاريعك أحلام
كلماتك أحلام
إطراء المطرين عليك أحلام
وإعجاب المعجبين بك أحلام
وإيمانك بنفسك أحلام
كل شيء فيك أحلام
من يدري لعلك لست إلا حلما
وهما
لن تستيقظ منه
إلا عندما توقظ إلى العدم
حيث يتلون الوجود بتلاوين العدم
ويتلبس العدم ملامح الوجود
يا حامل مليون مشروع
ولم تحقق منها إلا ركاما من أحلام
أحلام .. أحلام
ستبقى غارقا في طول الأمل
تظن أنك ستُميِّئ
بل ستؤلِّف
فيتجاوز عمرك المدى النوحي
من أجل أن تحول أحلامك
إلى مشاريع
إلى حركة
إلى واقع
أم أمستعد أنت لوقفة
بين يدي من إليه المعاد
وبين يديه الحساب
ومنه الجزاء
فتجد أمامك جيشا من مخلوقات بتراء
تشكوك إلى بارئكما
إذ تركتها بتراء
شوهاء
فتسأل عنها
فتجيبك أنها مشاريعك البتراء
المبدوءة أبدا من غير اختتام
لأنك كلما بدأت بمشروع تركته يتيما
لا بل مسخا
من غير أن تتكامل أعضاؤه
كلمات .. كلمات .. كلمات
تمنيات .. تمنيات .. تمنيات
أحلام .. أحلام .. أحلام
تظن نفسك
أنك تحمل مشروع تغيير العالم
تغيير الإنسان
تغيير الوطن
تغيير الثقافة
تغيير اللغات
تغيير عالم الألوان وعالم الأشكال
وتصحيح كل شيء
إلا أنك لم تخط ولو خطوة
باتجاه تغيير ميليمتر مربع واحد
من هذا العالم اللامتناهي
حتى هذه الكلمات
ما هي إلا عبث
فإنك سرعان ما ستتركها بتراء
وإن أتممتها ستدفنها في مقبرة النسيان
مع مشاريعك
إنك تبقى تتنظر الإمداد الغيبي
والحدث الإعجازي
في أن تمطر عليك في غفلة من الزمن
سحابة بعشرة ملايين
من اليوروات أو الدولارات
حتى تحرك بها مشاريعك
أمنية .. حلم .. دعاء
والفعل؟ .. والحركة؟ .. الخطوة؟
إجاباتك هي أبدا لاأدرياتك اللامحدودة
إنه اللاجواب .. الحيرة
اليأس الآمل
أو الأمل اليائس
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟