أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرضا حمد جاسم - فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد/ج1















المزيد.....


فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد/ج1


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 15:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من أين نبدأ يا مدينة النور و الذوق و الجمال لقد حصل ما حصل و دفنت جثامين الضحايا في فرنسا و اسرائيل...و لا نعرف هل قامت بلدية باريس بدفن جثامين الذين تورطوا في فجيعة الايام الثلاثة في باريس أم لا...أم هل سيتم رميهم الى قعر البحر.
اقول: لنقدم التهاني لمسيحي المشرق رغم المأساة التي يعيشونها على ايادي نفس الافكار و الافعال التي فتحت مجرى الدم في باريس هم و داعميهم القريبين و البعيدين...ليحرمونا من مشاهدة احتفالات مسيحيي الشرق في مثل هذا اليوم من كل عام عبر وسائل الاعلام...الرحمة و الذكر الطيب لكل ضحايا الارهاب في العالم و بالأخص منهم مسيحي الشرق المعذبين.
فريق شارلي ابدو المثير...المثير للمشاكل و المسائل و بالذات جزؤه الذي غادرنا بأمر من أحد خلفاء المسلمين من التَّيموّيين (ابن تيمية) الجدد... كان هذا الجزء يحمل شيء او يريد أن يُعَّبر عن شيء ببساطه و هدوء و ابتسامة ....فريق صحيفة شارلي ابدو الاسبوعية يقول : دعوني اقول ما اريد عن طريق الرسم المعبر...مستعملاً قلمي فقط ... و فمي و بصوت هادئ في مكان مغلق (مقر الصحيفة)... لكني غير مسؤول عن تفاعل ما اقول و ارسم مع كيمياء الغباء و الحقد الذي يزداد تركيز عناصره عند الغالقين عقولهم و الجاعلين ممن عاش قبلهم بأكثر من 1400 عام قدوتهم في اشارة غريبة كاريكاتيرية الى الأغبى و الأقبح و الأظلم في هذه الحياة.
كأي مجموعة ( هيئة تحرير شارلي ابدو) تبحث عن التمَّيز و الجديد و المثير و جدت ان احسن شخصية يمكن الضحك عليها او تجسيدها كاريكاتورياً هو محمد النبي الملعون من قومه و من محبيه قبل اعداءه... بشكل لم يحصل مع غيره ممن هم على شاكلته.
هنا نحاول و بهدوء ان نرد على السؤال الذي طُرِحَ و يُطرح و سَيُطرح :
لماذا يُسمح بإهانة رمز ديني يؤمن بقدسيته أكثر من مليار و نصف المليار مسلم من بينهم ملايين ممن يعيشون في اوربا؟
بعيداً عن الشك بما حصل او التفلسف في نوايا طاقم تحرير الصحيفة و ارتباطاتهم المزعومة و بعيداً عن أحاديث التآمر او المصالح و القصدية في تفسير ما جرى نقول:
الكاريكاتير فن يُحَّول الافعال و الاقوال الى خطوط ليسهل فهمها و تبيان حجم تأثيرها و الضرر التي تسببه لعامة الشعب مع شيء من الاستخفاف المثير للابتسامة التي قلَّت على وجوه الناس بفعل ضغط الحياة و التفنن في اخفاء الحقائق...فن قريب للبسطاء و العامة و منهم الفقراء او الذين لا يستطيعون لطم المفسدين و محاسبتهم
فن يجسد الحدث(فعل او قول) و يُبين خطورته و فاعله بشكل يفضح الفاعل أو يشيراليه مع حماية للفنان او الناشر لكون الصورة او الرسم المنشور لا يشبه صورة الفاعل...و حتى النصوص المرفقة بالرسوم فيها بعض الايهام.
فن لا يثير السخرية من الشخص نفسه انما من الافعال المنسوبة اليه بعد التأكد من صحتها...فن يأخذ الافعال و الاقوال ليدخلها على تقاسيم عامة لصاحبها...
في اي اتجاه يذهب فيه او يتخذه الدراس لسيرة محمد تجد ان السلف من اتباعه و محبيه و الذين يتخذهم ابناء محبيه و اتباعه في القرن الواحد و العشرين قدوةً مقدسةً لهم تجد أنه اكثر شخصية يمكن ان تضحك عليه الامم لا مساً به او تعمد الاساءة اليه دون التفكير به انما نقلاً و تجسيداً لما كتبه عنه اتباعه و ما يتناقلونه عنه من و في كتبهم التي وضعوها لتمجيده.
فكل كلمة أو قول استخفاف به تجده بشكل واضح و صريح في كتب اتباعه المقدسة
لم يأتي اصحاب شارب او كادر شارلي ابدو بأي شيء من خيالهم او من قصد الاساءة الى محمد انما وجدوا كل ذلك في الاحاديث المنسوبة اليه في كتب صحابته المبشرين او غير المبشرين بالجنة من يومه( محمد) الى يوم (خليفته او خليفة الله على الارض)"أمير المؤمنين" ابو بكر البغدادي.
اصحاب محمد هتكوا عرض محمد دون ان يرف لهم جفن او يغتالهم احد ...قتلوا من قالوا انه قال عنهما ريحانتا شباب اهل الجنة و عترته و آل بيته في حالة لم تحصل في كل التاريخ و لكل ما يسمونهم انبياء او رُسل...و هم (الاحفاد) يطلقون على منتهكي حرمة نبيهم )اسم او لقب او وصف ( أمير المؤمنين رض الله تعالى عنه و أرضاه ) و يطلقون عليهم ائمة السلف الصالح.
يقول السلف الصالح عن حبيبهم و نبيهم و شفيعهم يوم القيامة محمد ابن عبد الله بفخر و حماسة ان قوته الجنسية تعادل كذا الف قضيب مدجج بالقذائف و يقولون عنه انه تزوج بنت السابعة و يقولون عنه فلقَ فلانه و اغتصب زوجة فلان و قال كذا و قال كذا.
لم يأتي اصحاب شارلي ابدو بجديد او يتجنوا على محمد بشيء خارج التقديس الذي يرفعه له اتباعه
ربما الخطأ الكبير أو الجريمة الكبرى التي ارتكبوها (فريق شارلي ابدو) انهم لم يضعوا تحت تلك الرسوم الصحيحة و الحقيقية و المعبرة و المناسبة و المدعومة بنصوص مقدسة...لم يضعوا (ص) تحتها او بعد الاسم اي لم يقولوا (صلى الله عليه وسلم)...
هذه "جريمة و اساءة لمحمد غير مقبولة تستحق العقاب" و الباقي سواء الرسوم و الاشكال فكلها حقيقية و مسنودة و تجدها في القرآن و الصحيحين و في كتب مذكرات السلف الصالح. و نسي اصحاب محمد و اتباعه انهم يسبون محمد كل يوم بشكل لم يُسب به بشر او حيوان على سطح الارض...يخالفون اقواله التي يقدسونها بشكل ما خالف احد غيرهم قول سواء كان يقدسه او لا يقدسه...يقسمون باسمه و موقعه كذباً كل يوم بشكل لا يوجد من يقترب منهم حتى ولو بنسبة واحد من المليون.
لم اسمع من يسب يسوع او عيسى او موسى او ابراهيم من اتباعهم كما يسب اتباع محمد محمدهم...لم اسمع من يكفر و يكذب يسوع او عيسى او موسى من اتباعهم كما يكفر و يكذب اتباع محمد محمدهم.
عليه فأن رسومات صحيفة شارلي ابدو عن محمد لا جديد فيها و لا مستغربة و انما هي تجسيد لأقوال و افعال اتباع محمد في مشارقها و مغاربها و على مدى اكثر من 1400 عام و التي ينسبونها الى محمدهم.
انظر اتباع و اصحاب محمد و الناطقين بأقواله و السائرين على نهجه و هم يلصقون بكل فخر و اعتزاز و تقديس كل جرائمهم في سوريا و العراق و افغانستان و ليبيا و اليمن و غيرها الى محمد...أعتقد هذا يكفي لأن يخرس من يسأل السؤال الذي اجبنا عليه. و لا اتمنى ان يقول لي قائل اقرأ...فأقول قرأت و ربك الاكرم...
الجريمـــــــــــــــــة:
1.كنت في صبيحة ذلك اليوم في باريس قرب محطة قطارات سانت لازار عند الساعة الواحدة بعد ظهر...و كان الزحام على اشده و الاسواق عامرة والهدوء المعتاد للشعب كما هو....علمنا بما جرى عن طريق الهاتف.
جريمة كبرى بحق ابرياء لم يقترفوا ذنباً و لم يسيئوا الى أحد و لم يفكروا الا بنشر الابتسامة على وجوه الناس التي ربما لا تريدها فكانت تقابل تلك الجريدة بإهمال يمكن استخلاصه من مبيعاتها الاسبوعية التي لا تسد نفقات الاقلام و الاحبار المستخدمة في تحريرها...حتى ان هذه الصحيفة لم تجذب لها وجوه الاعلانات التي تديرها الرؤوس الكبيرة الصناعية المالكة للصحافة و الاعلان .
شابين أخوين (32 و 34 عام) هم ربما كل من بقي على قيد الحياة من عائلة كّواشي... كانت تتكفل بإعاشتهم و اعالتهم مراكز الحماية الاجتماعية اي ان تربيتهم مسؤولية الدولة الفرنسية و ظهر ان احدهم مهتم بالموسيقى و الحفلات و حتى الصعلكة.
و كانت الشرطة و دوائر المعلومات الفرنسية تعرف عن احدهم الكثير و قد حُكم عليه ثلاثة سنوات سجن لتجنيده الارهابيين لإرسالهم الى العراق لكن لا احد سأله كم قتل هؤلاء الارهابيين من العراقيين...و لم يُحمله أحد مسؤولية ذلك. ثلاثة سنوات سجن ربما عن تسببه بقتل المئات من العراقيين و تخريب البلد...ثلاث سنوات سجن قضاها يتدرب داخل السجن و يجند الاخرين و يطلبمنهم التوبة ولهم بشفاعته المغفرة و يحثهم على نبذ المعاصي (خمر مخدرات احتيال سرقة اغتصاب) وذلك بالتوبة الى الله التي يملك طريقها و يحفزهم على غسل "ذنوبهم و ذنوب ابائهم و اجدادهم" بالتطوع للقتال في العراق و سوريا و يشرح لهم بطولاته و ينقل لهم صور الضحايا هناك و تقطيع اشلائهم و حرقهم...ثم يُطلق سراحه و هو مزهواً بأنه كسب العشرات الى طريق الله طريق " الحق" داخل السجن.... ثم يغادر الى اليمن و يعود دون سؤال او استفسار او حتى مراقبة...كم جنَّد هذا " المصلح""المؤمن""الصالح""التقي""العابد" ... دوائر الامن الفرنسية التي ربما تعلم عدد من جندهم في سبيل "الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية " التي تنشدها للعراق و سوريا مستلهمة النموذج السعودي المجسد لشرعة حقوق الانسان...و ربما تعرف الاسماء و العناوين و الاعمار و أين يتواجدون الان و كم قتلوا من السوريين و العراقيين.
نشر الصور "المسيئة" تم منذ سنوات...وهذا يعطي دلالة ان الموضوع رغم اختفاءه على مستوى الشارع لكنه بقي محبوس في صدور و ادمغة الحاقدين المسلوبين الارادة و العقل متحينين الفرصة الملائمة لتنفيذ العقوبة التي قررتها محاكم التفتيش...
شابين يحملان كلاشنكوف عدد2 يترجلان بكل هدوء و ثقة و شجاعة من سيارة في منتصف الشارع ...غير معتبرين لأهمية الوقت و الحسم السريع في مثل هذه الامور...دخلوا مقر الجريدة وهم يعلمون ان هيئة التحرير في اجتماعها الاسبوعي و نادوا بالأسماء على المطلوبين و نفذوا فيهم حكم الاعدام بقرار منهم او من حاكم بعيدا عنهم الاف الكيلو مترات...دخلوا في نقاش مع الاخرين و انسحبوا كما نُقل عن متطوعة انكَليزية قالوا لها انهم لا يقتلون النساء كما نُقل عنها....ابدلوا مخازن العتاد في وسط الشارع (وقوف السيارة ممنوع و فيها مخالفة مرورية) و ظهر ان احدهم لا يعرف تثبيت مخزن العتاد في سلاحه ليقوم الاخر بذلك...لا توجد سيارة امامهم و لا سيارة خلفهم و هم في منطقة مهمة في قلب باريس...لم يعتدوا على المواطنين الاخرين الذين ظهروا في شرفات مكاتبهم و منازلهم بعد سماعهم لعلعة الرصاص و ظهر احد الارهابيين و هو يكرر اسم نبيه محمد و يتكلم مع من تواجد في الشرفات و سمعنا في الشريط الجديد احدهم يقول (انهم عرب ...هذه فرنسا.)...الفليم الذي انتشر كان من المواطنين اي لا توجد كاميرات مراقبة أمام مقر صحيفة مثيره للمشاكل و قد تعرضت للاعتداء و التهديد و الشرطة تعلم ذلك بكل دقة و تفصيل.
تقدمت باتجاههم سيارة شرطة عالجوها و صعدوا بهدوء تام و لا حقوا سيارة الشرطة و هربوا.
كان باستطاعتهم قتل المزيد من المدنيين سواء في الطريق او محطة الوقود التي توقفوا فيها او في اليوم التالي لكنهم لم يفعلوا ذلك. كان الهدوء يميز تحرك الاخوين كواشي منذ البداية حتى مقتلهما كما ظهر من الذي تيسر من معلومات. من أين لهم هذا الهدوء و تلك الثقة العالية بالنفس؟؟؟؟؟؟؟
هنا لا نؤشر الى ان هناك "مؤامرة" انما نشرح حال ما حصل و كيف أن هؤلاء غير متحسبين و غير مرتبكين و غير مستعدين جيداً و بالذات للوقت و الانسحاب.
2. كان يمكن لهذه الجريمة ان تُدار بشكل اخر لولا الضعف و الارباك الذي غطى حركة الحكومة الفرنسية و اجهزتها الامنية التي ضُربت في الصميم و بالذات في اليوم التالي لمذبحة شارلي ابدو الدامية حيث حادث مروري عرضي في مكان اخر من العاصمة باريس نتج عنه مقتل شرطية فرنسية بسلاح ارهابي اخر و لاذ بالفرار في منطقة مزدحمة ايضاً...ليعود نفس الارهابي ليدخل مجل تجاري يديره مواطن فرنسي من الديانة اليهودية ليحتجز رهائن و يقتل منهم اربعة ابرياء...
الحادث الارهابي كان يجب ان يكون متوقعاً من قبل السلطات الفرنسية بعد ما يجري في العالم و دور فرنسا فيه ...أكيد كان لدى السلطات الامنية الفرنسية معطيات او تصورات بهذا الخصوص(...أن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم) و الشعب يعرف التصريحات و التهديدات و المشاركات و كان مطمئن لقوة اجهزة الامن ...لكن المصيبة في ان الشعب لمس الانهيار التام امام ضربة ربما بسيطة بالقياس لما تتناقله و كالات الانباء عما يجري في العراق و سوريا و ليبيا...ماذا لو ظهر اكثر من 500 ارهابي في احياء باريس مع حواضن لهم في ضواحيها؟
ربما لحصل نفس ما حصل في الموصل...ماذا لو رافق هذه العملية هجوم من سكان الضواحي على باريس حتى و لو بشكل غير مسلح؟
ماذا لو رافق هذه العملية الاجرامية نقل حي و تحريض و تلفيق من قنوات فضائية عربية كما حصل في تونس و مصر وسوريا و ما يرافق ما يجري في العراق؟
ماذا لو ظهر شخص في الضواحي او حتى في قلب باريس يحرض المهمشين و هم اكثرية شبابية كما ظهر بعض الغربيين بين "ثوار ليبيا و تونس و مصر"(غربيين من سكانها الاصليين او متجنسين) يحرضون ثيران بنغازي؟
ماذا لو كان هناك اعلام معادي يحرض ضد مراكز البوليس و الدوائر الحكومية و هُوجمت تلك المواقع من البعض و انتشر السلاح؟
هذا جزء من بدايات ما جرى في المشرق...
كوليبالي قتل شرطية بعد يوم من مجزرة شارلي ابدو...و هرب ...كيف هرب والبلد المفروض ان تكون في اعلى درجات اليقظة و الحذر بعد جريمة شارلي ابدو...ثم يعود في اليوم التالي...يوم الجمعة و مطاردة الاخوين كواشي لا تزال مستمرة و دماء ضحايا شارلي ابدو لم تجف ليدخل الى محل تجاري و يثير الرعب و يقتل اربعة ابرياء و يحتجز اخرون...
أي متابع لما جرى يلمس لمس اليد هشاشة الوضع الامني و السياسي للدولة الفرنسية...اي شخص مهتم بالوضع العام لا يعذر السلطات الفرنسية على تخبطها و هشاشتها...صحيح انها حددت اتجاه الارهابيين كواشي...لكن هذا لا يمنع من اتخاذ الحذر او الاخذ بالحسبان احتمال وجود مناصرين لهم او وجود مخطط محكم يعمل على تشتيت جهود السلطات الامنية ...هذا يعرفه ابسط متعلم او متابع...لكن يبدوا ان ذلك كان بعيد عن السلطات الفرنسية او تشتت حالها... ان كان... تحت تأثير الصدمة.
صدمة كبيرة للدولة الفرنسية بجميع مؤسساتها...اظهرت هشاشة هذه الدولة و غباء( ضعف) القائمين عليها.... فقد انهارت الرئاسة من خلال دعواتها للدول لإعلان موقفها مما جرى بطريقة توجيه الدعوات للمشاركة في مسيرة يوم الاحد ...لا اعرف هل يتوقع الرئيس اولاند ان يرفض طلبه هذا احد..؟ انها دعوة يظهر فيها توسل الدعم....فحضر كل من يشتاق لتناول الطعام الفرنسي في مطابخ الإليزيه...فكانت بحق تلك المسيرة العظيمة الشعبية لكن جزئها الرسمي كان مجموعة من ارهابيين و داعمين للإرهاب و قتله و دكتاتوريين و قامعي شعوب و محيكي مؤامرات و مشاركين في دعم و تبني الارهاب و شخصيات بعضها كارتونية و بعضها مشبوهة و بعضها ملطخة ايديها بالدماء...و لا تخلوا طبعاً من شخصيات محترمة حشرتها الدعوة مع تلك الشخصيات القذرة.
3.الجريمة الكبرى الاخرى التي تم التغطية عليها بعد ذلك لكنها ستترك شرخاً هائلاً في المجتمع الفرنسي الا وهي (كلنا شارلي) او (انا شارلي)....من رفعها تحت تأثير الصدمة التي اهتزت لها الجمهورية غبي ركبته حالة الانهيار فتخبط بجريمة لا تقل عن مقتل الصحفيين و المواطنين الابرياء في المتجر الفرنسي.
رفضت نسبة عالية من الشعب حمل راية(كلنا شارلي) او (انا شارلي) لأنها تعني وقوفها ضد جزء مهم من الشعب و لأنها لم تكن يوماً من متابعي او قراء شارلي ابدو او تعرف محرريها المنزوين المنغلقين الرافضين للكثير مما في الشارع الفرنسي...هذا لا يعني انهم لم يتعاطفوا مع الضحايا...
هذه اللافتة الخطيرة التي دفعت أقارب ضحايا المتجر من الديانة اليهودية و بعد ان غطت لافتة (كلنا شارلي او انا شارلي) على دماء ضحايا هم في المتجر لتختفي الجريمة التي تعرضوا لها خلف (انا شارلي و كلنا شارلي)... ان ترفع( انا يهودي)...و هذه الصورة (كلنا شارلي أو أنا شارلي) سوف لن تختفي من الأحداث في كل العالم فقد رفعها المسلمون في اماكن اخرى بصورة (كلنا محمد) و (انا مسلم) و هذه حالة خطيرة تعجز خلال الفترة القادمة الحكومة الفرنسية من ان ترفعها من قلوب المسلمين و اليهود في فرنسا...و بالذات بعد الحضور المركز لنتنياهو و ليبيرمان وغيرهم و التي ظهر ان الدعوة لم توجه اليهم (لا اعلم دقة ذلك لكنه حسب التسريبات و هذا الجاري في الشارع) و الدعوات التي اطلقت للمواطنين الفرنسيين من الديانة اليهودية و الردود المضادة لها من الحكومة الفرنسية.
اكيد استذر اليهود الفرنسيين ما جرى قبل ثلاثة سنوات من قيام المجرم محمد مراح من قتل الاطفال اليهود و معلهم في احدى المدارس و قصة محمد مراح مع الارهاب و مع السلطات الفرنسية الامنية و الاجتماعية... كما قصة الاخوة الكواشي و حياة بومدين.
كلنا شارلي أو انا شارلي...هل تعني ان رافعيها يؤيدون ما قامت به صحيفة شارلي ابدو؟ عادت لتفعله في عددها الاول بعد الجريمة مستنده هيئة تحريرها الى ايمانها بقناعاتها التي تعمدت بدماء رفاقهم....و هذا حقهم و فهمهم و قناعتهم التي تُحترم و فيه شيء من الوفاء للراحلين.
لكن الناظر للحالة من الخارج و بالذات بالروحية المريضة و اقصد هنا المسلمين سيقولون عن هؤلاء(حملة انا شارلي) كلهم ضد محمد و يؤيدون " الاساءة" لمحمد... مما يعطيهم(المسلمين) الحق وفق فهمهم الدفاع عن قدوتهم و نبيهم و يمكن ان يفكر البعض منهم و بالذات المرضى بحب نبيهم السطحي من اعتبار كل من حمل تلك اللافتة عدوا لهم.
من هنا أراد احدهم توريط الحوار المتمدن "اكيد تصرف بعاطفة و غباء و دون قصد سيء" في رفع هذه اللافتة التي تعني الانتقام و الدفع للفتنه والعمل على صبغ الحوار المتمدن بصبغة العداء للإسلام و المسلمين و نبيهم و قدوتهم حتى ولو في نظر البعض المتعصب...ثم هي دعوة مريضة" بدون وعي وغير مقصودة خارج العواطف" للحوار المتمدن لنشر تلك الصور المثيرة لمشاعر البعض...لذلك كان الموقف حاسم في الرد على هذا البعض الذي ربما لا يعرف ابعاد ما طرح او خطورة طلبه ذاك.
هذه اللافتة هي ما دفعت و تدفع الاعلام الفرنسي و الرئيس الفرنسي و رئيس الوزراء و البرلمان الى محاولة الدعوة المتكررة الى عدم ربط هذه الجرائم بالإسلام و المسلمين و التي تغطي هذه الايام كل تصريحات المسؤولين و ستستمر لفترة طويلة مستقبلاً ...ستعمل هذه التصريحات على تقليل تأثيرها لكن لا تُمحى نهائياً حيث انطبعت عميقاً عند عدد لا بأس به من المسلمين و ستذهب الى اللاشعور بعد حين لكنها ستظهر يوما بشكل مزعج ان لم نقُلْ خطير. اذكر لكم شيء غريب و هو لقاء نقلته احدى الاذاعات المحلية في فرنسا مع احد الفرنسيين من سجناء كَوانتنامو...و هو شاب عشريني لم يقضي وقت طويل هناك و اعلن فيه عن حالته و قال كلمة قد لا يمر عليها مسؤول فرنسي ...قال : لا زلت اعاني و اريد ان اُعالج من قبل طبيب نفساني !!!!!!!
الى اللقاء في الجزء الثاني



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية القضيب في نقد الحبيب/ للأديب أفنان القاسم
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج14/ الاخير
- عبد الخالق حسين و الزعيم / ج13
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج12
- الدقائق الاخيرة قبل الدخول الى الجديد
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج11
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج10
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج9
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج8
- الزميلة العزيزة مكارم ابراهيم
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج7
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج6
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج5
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج4
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج3
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج2
- عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم /ج1
- عبد الخالق حسين و أمريكا /ج13
- عبد الخالق حسين و أمريكا /ج12
- عبد الخالق حسين و أمريكا /ج11


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرضا حمد جاسم - فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد/ج1