أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي لّطيف - إلى الدالاي لاما الرابع عشر - Dalai Lama The 14th.














المزيد.....

إلى الدالاي لاما الرابع عشر - Dalai Lama The 14th.


علي لّطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


إلى تينزن غياتسو؛ الدالاي لاما الرابع عشر - Dalai Lama The 14th.


مرحباً سيد غياتسو.

في مقالة في التايمز الهندية (Times of India) قلت يا سيد غياتسو : أن مستقبل السلام في العالم بين أيدينا نحن الشباب والشابات تحت ال30 سنة, وأن الحوار هو الحل الوحيد لكل مشاكل العالم.
أنا لا أرغب في معارضتك وخاصة بعد أن أعلنت نفسك ماركسياً في ذات المقال, لكنِ أريد أن أقول لك أنه يجب عليك أن لا تُعول علينا نحن البالغين من العمر أقل من ثلاثين سنة, وخاصةً نحن الذين نعيش هنا في زمن "جئناكم بالذبح". الحرب أثرت علينا, أكلت لنا كل ذواتنا, أنا مثلاً أعني لا أستطيع أن أكون ايجابياً أبداً هذه الأيام, أتظاهر بأنني إيجابي وبلا بلا بلا لكنْ في الحقيقة أنا كاذب فارغ وإنسان مريض جداً.
تخيّل يا سيد غياتسو أنه لمدة ثلاث سنوات تعيش وأنت خائف من الموت, والموت يا سيد لا ينقص, بل يزيد يوماً بعد يوم, ويتطّور أحياناً إلى ذعر وبرانويا سيئة جداً تتدخل في علاقاتك مع الناس, أنا على سبيل المثال لا أصدق أنني وجدتُ نفسي أكره هذا الكم من الناس وأتمنى لهم مصيراً سيئاً كأن تأكلهم الضباع بعد أن يُشَردوا في تشاد لمدة لا تزيد عن سبعة أيام وهم عراة.
أعلم أنك قد عشت وتعيش في الخوف أيضاً بسبب الصينيين الذين يتظاهرون أنهم يفهمون تعاليم ماركس, لكن الأمر مختلف بيني وبينك, أنت في النهاية إنسان مشهور جداً حول العالم, وموتك سيحزن الكثير, أما أنا يا سيد غياتسو فلستُ مهماً, أعني عندما يموت 5 في انفجار ما, أو يُذبح 10 في جريمة ما في درنة أو الرقة أو قرية صغيرة في جنوب اليمن أو في بيشاور أو مغارة صغيرة في جبال هندوكش في أفغانستان, سأكون أنا إن كنت أحد الضحايا مجّرد رقم لزيادة العدد في شريط الأخبار وعلى لسان الاعلاميين والاعلاميات وهم ينقلون الخبر كالببغاوات اللاتي تعمل في السيرك مع المهرجين.
أما أنت فستكون جنازتك مهولة, وسيبكي عليك الملايين, وسيُشعل الملايين الشموع من أجلك, وستكون حديث الجميع في التويتر والفيس بوك, أنا لربما سأبكي عليك, وإن لم أبكي فسأحزن, وإن لم أحزن, فسأشرب نخبك.

على العموم ما هو هذا السلام الذي تتكلم عنه أيها البوذي العجوز؟
أمس شاهدت فيلماً يُدعى "Birdman" بالطبع هو فيلم شاهدته بصورة غير قانونية بعد أن حملّته من موقع Thepiratebay الذي أقفله قادة العالم الذين مشوا يداً بيد في باريس من أجل 12 فرنسياً ميتاً لا من أجل 100 ألف إنسان على الأقل ماتوا في العام الماضي بسبب "جماعة جئناكم بالذبح", أتعلم لما أقفلوه يا سيد غياتسو؟
أقفلوه من أجل أن تُحتكر المعرفة والفن والجمال لأصحاب رأس المال فقط, أما نحن الذين لا نعرف أي رئيس أمريكي على ورقة الدولار لا حق لنا في المعرفة والفن والجمال.
في الفيلم "ريجان" الشخصية الرئيسية قال وهو يخاطب نفسه بشخصية البطل الخارق "Birdman" التي كان يمثلها في سلسلة أفلام تافهة وناجحة ذات يوم :

People, they love blood. They love action. Not this talky, depressing, philosophical bullshit.
الناس يحبون الدماء, يحبون الأكشن, وليس الكلام الفلسفي الكئيب التافه!

عن أي سلام تتكلم يا سيد لاما - إن سمحت لي أن أناديك ب السيد لاما - , ماذا تستطيع أن تقدم لأنصار داعش؟ هل تستطيع تقديم الجاريات والقِيان لهم؟ القوة؟ الاحساس المزيف بالتقوى عند قتالهم من أجل "الله"؟ أربع زوجات؟ المال؟ السلطة؟ الانتقام؟ الجنة؟
ماذا عن "العالم الأول" هل تستطيع أن تقدم لهم المال؟ الشهرة؟ البرستيج؟ One Million Dollar؟ الانتشاء؟ النشوة؟ النجاح؟ نجمة أفلام بورن؟ الضمان الاجتماعي والاقتصادي؟ حساب في البنك من غير ديون؟ الجنة أيضاً؟
الناس يحبون رؤية الدماء, الدمار, الخراب, الحروب, المال, الجنس, لهذا تكون أفلام الحرب والقتل والتفاهة والبورن.. إلخ هي أكثر الأفلام التي حققت أرباحاً في تاريخ السينما, بل في تاريخ الفن.
أنت يا سيد لاما لا تستطيع أن تقدم لهؤلاء أي شيء, لا أنت ولا البابا فرنسيس ولا شيوخ الأزهر, لذا ليس من حقك أن تُصرح أن مستقبل العالم في يدنا نحن البالغين من العمر أقل من 30 سنة, ليس من حقك أن تعول علينا وترمي باتجاهنا هذا الكم الهائل من المسؤولية الثقيلة التي لا نستطيع أن نحملها لا أن نتحملها أيضاً.
نحن يا سيد لاما ثقب أسود من البؤس والكآبة والشتات اللامنتمي للتاريخ, لن نتمكن من تكوين مستقبل يعمه السلام؛ أنا أعدك أن المستقبل الذي سنبنيه سيكون مشبعاً بالتفاهة والأنانية والقسوة البشرية والعبودية باسم الحرية ورحلات الفضاء والنهود والمؤخرات الاصطناعية وعمليات التجميل وشعراء تافهون وساسة ساذجون وشعوب أكثر سذاجة.
وعندما يا سيد لاما سيأتي خليفتك بعد عمر طويل إن شاء بوذا والسماء والتطور العلمي للبحوث الطبية, سنكون أكبر من عمر الثلاثين وسيخبرنا خليفتك في ذلك الوقت, سأكون في الخمسين من عمري وقتها :
"أن مستقبل السلام في العالم بين أيدي الشباب والشابات تحت ال30, وأن الحوار هو الحل الوحيد لكل مشاكل العالم."

في تلك اللحظة, سأخذ طائرة إلى المقبرة التي دُفنت فيها في التيبت ومعي ثلاث بطاريات الكترونية لقلبي الضعيف وسأتبول على شاهد قبرك ثم أبكي أسفاً على ما فعلت وأنا أقضي ليلتي في زنزانة صغيرة تبول فيها بعض التيبتيون الذين سرقوا دولارات السُياح في مركز شرطة صغير بجانب المقبرة.

تحياتي لقداستك يا سيد دالي لاما الرابع عشر.




علي الطيف.
23 سنة من ليبيا.



#علي_لّطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الذاكرة وطرابلس.
- سيلفيا بلاث - نِكْ والشمعدان (قصيدة مترجمة)
- عن ليبيا: الهاربون, المهجرون, اللاجئون.
- رسالة ألدوس هكسلي إلى جورج أورويل حول رواية 1984.
- يلعنُ مستشرقاً يُرشِد الجنرالَ الى نقطة الضعف في قلب شرقيّةٍ ...
- رسالة هنري ميلر لمحبوبته أناييز نين.
- رسالة هنري ميلر ل أناييس نين.
- ليبيا, ما بين الغرب والعرب.
- الشرق: ميلودراما الموت (I)*
- كيف أفهمُ الثورة؟
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (5)
- تحية طيبة ولا مؤاخذة ..
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (4)
- حذاري حذاري!
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (3)
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (2)
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - .
- الرقص هو الحل!
- الإنتقام كريه. مقال لجورج اورويل. *
- الصرصور المدخن.


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي لّطيف - إلى الدالاي لاما الرابع عشر - Dalai Lama The 14th.