أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - همسات على سرير العشق .. لوحة حكائية ملوّنة / قراءة نقدية ...بقلم / حامد عبدالحسين حميدي














المزيد.....

همسات على سرير العشق .. لوحة حكائية ملوّنة / قراءة نقدية ...بقلم / حامد عبدالحسين حميدي


شينوار ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


همسات على سرير العشق .. لوحة حكائية ملوّنة / قراءة نقدية

حامد عبدالحسين حميدي

لم تكن همساته التي اطلقها إلا زفيراً بل بوحاً ذاتياً ، تتجلّى فيه مكنونات تتسع كلما ضاقت حدقات قوافيه .. من ذلك البوح يتآلف نسيج عشقه البلوري المرصّع بنصفه الاخر الذي يمثل كياناً ملتصقاً به .. فلا مناص من ذلك الكمّ المتراكم من العواطف الجياشة التي يحاول ان يضعها في دائرة حدودها تنتمي له ... انه ( شينوار ابراهيم ) الشاعر الذي عشق نصفاً حياتياً غاصاً بعمق الوجدان .. في قصيدته ( همسات على سرير العشق ) أجد انساناً ضاجاً بالهدوء النفسي / متزناً يحمل وفاءه على اكتافه / معلناً ان لا طعم للحياة بلا امرأة تشاطره خوالجه المتخمة بتناقضات ومتقاربات ... لم يكن إلا ذلك الموج الهادر الوضّاء ...
ان ( السرير ) يمثل رمزاً للذة لكنها لذة مؤقتة ، تشكل اندماجاً موحداً لما بين ( المرأة والرجل ) في اطار علاقة ليست فردية ، بل هي مشتبكة بتجليات حياتية متضخمة بالصراعات .
فـ ( شينوار ابراهيم ) لم يصوّر( السرير / الجسد ) مثلما يصوره بعض الشعراء ، لكنه صوره بمنظر حسي رمزي بأسطورة تتلاشى امامه كل المشاهد البصرية .... نقرأ له :-

استيقظت
من حدائق
العشق
فراشة
بحجم حروف
قصائدي
من قلب نجمة
اضاءت
سماء قلبي
بحيرات
امواجها
تتراقص
بين اصابع
تشايكوفسكي
نغمات
سيمفونية
بحيرة البجع

لقد استطاع ( شينوار ابراهيم ) ان يحشد مفرداته في ترنيمات تداعب مشاعره ، مستخدماً كل ما يوفر له من الانسجام الروحي مع من تشاركه سعادته وحزنه ، افراحه واتراحه ، باعثاً صورة حالمة وكأنه يستيقظ من نومه الذي غصّ بجمالية الروح المتفائلة / ليجد كائنا ً يجسّ مخيلته تلكم الـ ( فراشة ) التي تحمل في خبايا روحه دفقة أمل وتفاؤل ، هي لم تكن إلا بحجم ما يحشده من القريض / هي ذلك البصيص من الضوء الذي يضيء حياته .. ثم نقرأ له :

لتحتضن الرمال جسدي
على الشاطئ
تعيد الحياة
الى اجفاني .....
....
اساطير ترسم جداول
جنوني
في لوحات
فرانتس مارك
بين زخات مطر
ثرثرات ريح
تغني
لولادة ربيع
في قلب الشتاء
نائمة
لغة الألوان ....

لقد هيّأ ( شينوار ابراهيم ) أدواته في تدرجات فعلية متناسقة ذات حمولات تتحول الى خطابية المفردة والتركيب ( استيقظت / اضاءت / تتراقص / تحتضن / تعيد / ترسم / تغني ) انه نشاط يشعرنا بولادة الحياة حيث انها مثلت انبعاثات داخلية متراصة / متناسقة في سلسلة تكاد انها تعطينا مسوغاً في الولوج الى فهم مدلولات المفردة والتركيب الذي يميل اليه هذا الشاعر / حيث انه ينقلنا الى عالمه .. بكل هدوء .. فلا نجد لديه الا لوحات مرسومة بفنية عالية / فكم من شاعر استطاع ان يحول مفرداته وتراكيبه الى لوحة حكائية ملوّنة في لغة اختلفت نوعا ما عما هو سائد ، اذ انها تسرد لنا ذلك الهوس الباطني ..

همسات
تحكي للشمس
عن فاتنة
نزلت
من ابراج العشق
تقرع اجراس
الصباح
تقرأ فنجان العصر
تفتح
نوافذ الحب
تذوب دورب
الانتظار .....

في هذا المقطع يفصح الشاعر ( شينوار ابراهيم ) عن تلكم الانسانة التي تتراكم فيها مدرجات حياتية كبرى فهي ( همسات / فاتنة / ابراج العشق / اجراس الصباح / فنجان العصر / نوافذ الحب / دروب الانتظار ) وبذلك استطاع ان يجمع صور متعددة في امرأة واحدة كانت وما تزال تشكل في عمقه الانساني تمثالاً يعج بالدفء والحنان ، بنعومة ذلك العطف الانثوي المكنون في مراقص الانتظار ، ثم يقول :

فعيناك
يا سيدتي
يسجد لها البحر ...
حتى فينوس تخجل
ان تشرق بنورها
تنام على انغام
جمال اللؤلؤة
تصمت
يقف
لها البشر ...
تسحر
كل حواس العشق

ان ( شينوار ابراهيم ) ينظر بشاعريته الفذّة .. الى محبوبته / الى عشقه الابدي ليس كعقدة متأزمة بل متأملاً فيها ليراها كـ (البحر / فينوس / انغام جمال اللؤلؤة / حواس العشق ) في تدرجات وتنسيقات فعلية رائعة ومتناغمة مع احساسه الباطني مطلقاً جوانح قصيدته في ( يسجد / تخجل / تشرق / تصمت / تسحر ) لتعبّر عن خطابيات متواصلة لا انقطاع لها في تطريز كلامي له حضوره المميز ، حين يقول :

ابحث ..
احلق ...
ابحر
مع السحب
الى وطن
القمر ...
انادي ...
تعالي
يا اميرتي
نعانق
عودة الفجر ...
نلمس
وجه الليل
نسمع لحن
الحُب
في سريرالعشق
فكل ذكرياتي
لا تحوي
إلا انت ....


ان جدلية ( الوطن والمرأة ) لدى الشاعر مثلت دلالة بارزة حيث كونت لنا صورة مترابطة ما بينهما ( الوطن ) / ( المرأة ) رمزان احدهما يكمل الاخر ... لذا نجد أن ( شينوار ابراهيم ) يعبئ كل حمولاته في لغة شفافة تنساب ضمن خواص شعورية / هيأ بـ ( ابحث / احلق / ابحر / انادي ) فطغيان المتكلم اعطى له مشروعية الانا التي كانت محور قصيدته ، ليدل على أنه متمسك بمن عشقها تمسكاً لا نظير له ، ثم يوجه خطابه المباشر لمحبوبته حين يستخدم الفعل ( تعالي ) مهيّئاً لها ( نعانق / نلمس / نسمع ) صيغة الجمع ما بينهما وحدهما ، لانهما يمثلان قمة الاندماج والامتزاج الروحي .. ليطلق عنان صوته لذلك الحب المملوء بذكريات جوهرها ( أنت ) بإشارة اليها وحدها دون سواهاً لقد استحوذت على قلبه وشغاف روحه لتحول ( الشاعر ) هنا الى رمز التفاني والإخلاص .



#شينوار_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات على سرير العشق
- معيارية الرمز المكثف سمفونية النصر ... شنكال .. غمز التين !
- شنكال .. غمز التين !
- عشوائية السلوك الفيس بوكي
- قراءة وأضاءة على قصيدة الشاعر المغترب شينوار ابراهيم ((أنفاس ...
- ستائر الأنوثة
- خشية...!!
- فراشات دمشقية
- والدي....
- الى ضحايا هيت
- صناع الحياة
- من أنتفاضة الروح على حزنها وأستلامها للحزن وألألم
- حفيدات الشمس
- جعبة الغرباء
- القديسة كوباني
- انيس السمر
- قراءه أولية لقصيدة وسائدُ وَجَع للشاعر المبدع شينوار ابراهيم ...
- فتوحات
- شنكال تعانق البصرة
- دار جان للنشر في المانيا تمنح النائبة عن التحالف الكوردستاني ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - همسات على سرير العشق .. لوحة حكائية ملوّنة / قراءة نقدية ...بقلم / حامد عبدالحسين حميدي