أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم














المزيد.....

كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


كتاب قادسية صدام

2- وارد بدر السالم

كما قلت في الحلقة الأولى في عراق ما بعد الاحتلال أختلط الحابل بالنابل بعد أن نصب المحتل رجال ساسة فاسدين لصوص لا يحملون أي مشاعر وطنية إزاء بلدهم العراق وينفذون أجندة دول الجوار حتى أوصلوا العراق إلى حافة التقسيم، وصار العراقي يقتل العراقي باسم الطائفة والدين والقومية. في ظل هذا الخراب ضاعت المقاييس. وتسيد في المجال الثقافي كادر البعث نفسه محتمياً بغطاء هذه الطائفة أو تلك أو بهذا الحزب أو ذاك، وهذا الموضوع ممكن الرجوع إليه في موضع غير هذا.
هنا سأتناول كاتب آخر نشر قصة في الجزء الرابع من كتاب - قصص تحت لهيب النار- قادسية صدام 1983 – دار الشؤون الثقافية بغداد. والكتاب مصدر بإهداء يقول (إلى أمل الأمة وفارسها الرئيس القائد صدام حسين).
الكاتب هو –وارد بدر السالم- وهو كاتب بعثي شغل مناصب عديدة في صحف النظام، وتفرغ زمن الحرب ضمن آله الأعلام المطبل لها. الانتماء الصافي للبعث أتاح له حرية في اختيار مواضيع قصصه، فهو لا يخاف من رقيب. إذ هو أصلاً رقيب على نصوص الآخرين، وسنلمس ذلك من خلال تحليلنا لقصته المنشورة في هذا الكتاب "حلم الشقائق". ففيها يصور جندي رامي في دبابة في طريقه للالتحاق بوحدته فرحاً مستبشرا، بعودته إلى جبهة الحرب متخيلا لحظة حلوله بحضيرة الدبابة، وهذه طبعا مشاعر منافية جدا لحالة إنسان ممكن أن يقتل بأي لحظة حتى لو فرضنا جدلا أن الحرب عادلة وحتى هذا المفهوم عاد وهماً بعد سقوط أيديولوجيات المدن الفاضلة، ليس ذلك فحسب، بل كل الأدب الإنساني لم يصور جنديا فرحا مشتاقا لجبهة حرب. بل الإنسان دوما يطمح لحياة الأمان والعيش بسلام. هذا المبنى الحسي المقلوب يناسب أحاسيس الكاتب الجالس في مقرات الصحافة في بغداد في دعة يراقب ويسوق إعلاميا قيم القتل والموت لا الجندي (كنت جنديا على فترات متقطعة منذ 1982 حتى 1985 في جبهة الحرب وخبرت حياة الجندي وكيف يفكر وبماذا يحلم. صور الزميل الروائي جنان جاسم حلاوي في روايته الملحمية –ليل البلاد- التي صدرت عن دار الآداب بيروت، حياة الجبهات في فصول مرعبة). فيرسم الجندي المسكين المساق إلى حتفه كأنه عشق تلك الحرب ولحظة القتال يقاتل بروح الحبيبة لنقرأ:
(وكان يبرز، بين شبكات الأمطار، وجه امرأة ما، يشع مع البرق الخاطف، كنت أحس أنها معي على الساتر وأنها اليد التي تضغط زناد البندقية ص77).
لا أدري ما أصف من يقلب الصورة الحقيقية لبؤس جندي في جبهة حرب كانت وقتها تبدو بلا نهاية بهذه الكيفية. لا أدري. لكنني أتسائل:
- إلا يحس الآن وارد بدر السالم بتأنيب ضمير؟!.
لا أعتقد ذلك، فقد قابلته عام 2013 في دار الشؤون الثقافية وكنت ذاهبا لاستلام نسخا من روايتي الوثائقية – في باطن الجحيم – بمكتب – نوري أبو رغيف – وهو يحمل بيده طلبا لعودته إلى وظيفته السابقة زمن الدكتاتور كموظف وخبير بدار الشؤون الثقافية، وكان مرحا وأهداني مجموعة قصصه – المعدان – التي أعاد طباعتها بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية.
المهم نعود إلى قصته الفائزة بالجائزة الثانية في مسابقة من مسابقات قادسية صدام كما هو مذيل بمدخلها. هذا الجندي المسكين يحلم بالوصول إلى وحدته ليسجل حسب النص ذكرى جديدة يعني مأثرة في القتل وهذا ما كان يحلم به وهو يصاب بشظية، تخيلوا شخص على وشك الموت بدلا من التفكير بشريط حياته كما هو معروف ويحدث لكل البشر حتى وهو على فراش موت طبيعي، فكيف بجندي مساق لحربٍ لا ناقة فيها ولا جمل، تعالوا نقرأ كيف صور –وارد بدر السالم- تلك اللحظات وهو لابس ملابسه الزيتوني وجالس في مكتب مريح في مكتب جريدة الثورة في بغداد:
(كان يرى نفسه ثقيلا جدا، وكان ثمة قوى آسرة تشبك قدميه.. ينبغي أن أصل وأسجل مع الأصدقاء ذكرى جديدة..أنه من العبث أن تصطادني شظية سخيفة.. أوف.. لو كان أمامي فصيل بشرى كامل.. لو سرية.. والله ما خفت وما أتعب نفسي.. قنبلة مهداد وينتهي الأمر.. ص82).
هكذا يصور – وارد - ويزور مشاعرنا مشاعري الجندي الذي عانى في الجبهات ورأى الأهوال والذي كان يموت مقهورا مسكينا مناديا في لحظاته الأخيرة أمه وأبيه وأحبابه متشبثا بالحياة دون جدوى.
والجندي الملتحق في القصة يلقي حتفه في قصف وهو في طريقه إلى وحدته، وهذه اللحظة يصورها – الرقيب وارد (أكيد كان مسئولا عن شعبة التوجيه السياسي فيما لو أرسل للمعايشة في جبهات الحرب لأشهر) يصورها وكأن الجندي المسكين دخل جنة من الزهور والسعادة لحظة مغادرته الحياة التي يختم فيها قصته. وهذا نص خاتمة قصته
(غامت الأشياء حوله وطوقها السراب، تذكر فيها جبل الغبار وضجة العصف وهو يرتفع – عندما كان منطلقا بسرعة هائلة – إلى الفضاء. وانه أصبح الآن خارج حدود الكون وجاذبيته الكبيرة التي كان ينوء بثقلها الهائل. فغمره مساء بارد وامتدت تحته بحيرة عريضة من الشقائق الحمراء وحامت فوق رأسه ملايين الفراشات صاعدة هابطة مثل أزهار ملونة.. ص83).
بماذا أصف هذا التزييف لعذاب العراقي الذي قدم قرابة المليونين بين قتيلٍ وجريح في حرب لا معنى لها.
ماذا أصف – وارد بدر السالم – الذي رأيته بشوشا وهو يقدم إلى نوري أبو رغيف أوراق معاملته للعودة إلى منصبه في دار الشؤون الثقافية في الشهر الرابع من عام 2013.
عجبي من كائنات مشوهة ليس لها علاقة بالإنسان وتصدر كتابا وروايات.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (4)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدباء قادسية صدام -1- عبد الخالق الركابي
- -مثل طفل يقفز من الرحم إلى العالم. قلب أبيض. عالم أبيض وصرخة ...
- من حصاد زيارتي إلى العراق الشهر الماضي 12-2014 1- حمود الخيا ...
- بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهي ...
- في مديح المهبل
- لا تموت من وقت
- عددت مساوئي وهي خير من يعرفها
- صائد العصافير
- الواقع كوحدة حية والنص الروائي
- شوقٌ مستحيل
- ليش.. ليش.. ليش؟!
- حصار وتبعثر
- ملف عن الفنان التشكيلي العراقي العالمي بشير مهدي
- عراقي.. وطني كابوس لا صحوة منه
- عالم بلا كراهية
- التيار الديمقراطي العراقي في الدنمارك - عيب والله عيب -
- مريم الأوكرانية
- «في باطن الجحيم» للروائي العراقي سلام إبراهيم تُترجم إلى الإ ...
- من سلام إبراهيم للعراق في لحظته الراهنة
- سلام إبراهيم: فى حواره مع الأهرام العربي: الأحزاب الدينية «ت ...


المزيد.....




- معرض مسقط الدولي للكتاب يسلط الضوء على -التنوع الثقافي-
- مصريون يحصدون جوائز محمود كحيل وغزة محور لأعمال فائزة
- أخرجته حفيدته.. -الحاكم العسكري- فيلم عن واقع فلسطين منذ الن ...
- الممثل السوري جمال سليمان يحرج معجبة مصرية: -أبوس أيديك سيبي ...
- نقابة الفنانين السورية تمنح فضل شاكر العضوية بمرتبة -الشرف- ...
- -إيليزيوم- الهندي يحقق انتصارا سينمائيا في موسكو.. ويتوج بال ...
- فنانة مصرية تكشف حقيقة زواجها من محمد صلاح
- الفانتازيا وتاريخ النكسة.. -صلاة القلق- تفوز بالجائزة العالم ...
- ما الذي يعنيه أن تكون صحفيا فلسطينيا وسط الإبادة؟
- فيلم عيد الأضحى؟! .. موعد عرض فيلم الغربان لعمرو سعد في السي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم