حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 00:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
حلوة زحايكة:
سوالف حريم- طفولة
لا أزال أستيقظ مرعوبة من صوت جرافات الاحتلال عندما بدأت بتجريف جزء من أرض أهلي التي احتلتها في حرب 1967، لا أزال أذكر جيدا عندما بدأوا بتجريف أرضنا واقتلاع أشجارنا وهدم بئرنا، وكان صراخي وبكائي يملأ الكون وأنا أشاهد عملية الجرف واعتقال كل أهلي، لن أنسى ولن أستطيع أن أنسى ذلك ما حييت. كنت يومئذ طفلة لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، تصورت جرافات الاحتلال غولا يبتلع أرضنا، وجنوده وحوشا يعتدون على رجالنا ونسائنا بالضرب ويعتقلونهم. خصوصا وأن الأرض المنكوبة ملاصقة للبيت الذي قتلوا المرحوم والدي فيه.
أستذكر هذا وقلبي يتقطع على أطفال قطاع غزة الذين تمزق أجسادهم مختلف أنواع القذائف التي تطلقها عليهم اسرائيل من البر والجو ومن البحر. فمنهم من يحلق في حواصيل طيور خضراء في الجنة، ومنهم من يتمرغ بدمائه جريحا، ومنهم من يعيش مرعوبا غير مدرك لما يجري حوله، ويتساءل عن سبب هذا الحقد وهذا الجنون الذي استهدف البشر والشجر والحجر، فماذا ستكون ردّات الفعل النفسية عند هؤلاء الأطفال؟ وأيّ كوابيس سترافقهم؟
1-8-2014
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟