الأدلة على عدم إسلام الحسن باتيلي .

صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 16:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في إطار محاولة المسلمين التنصل من تبعات المجزرة التي قاموا بها بحق صحفيي شارلي ايبدو ، تتصدر هذه الأيام قصة الموظف المالي "الحسن باتيلي" الذي أنقذ الرهائن اليهود المحتجزين .. صفحات الجرائد و مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث يسعى المسلمون وبالتركيز على هذه القصة أن ينفوا تهمة الإرهاب عنهم بالقول أن حسن باتيلي هو المثال للمسلم الحقيقي ، وان ليس أنه الإرهابي احمدي كوليبالي ؛ لكن الحقيقة (وكما سنثبت بالأدلة الآن ) فالحسن باتيلي ليس مسلم لا من قريب ولا من بعيد ، و أن احمدي كوليبالي هو المسلم الحقيقي الصادق .

أول الأدلة التي تؤكد أن حسن باتيلي ليس مسلم هو انه والى الكفار على حساب أخيه في الدين (لو كان مسلم طبعا )كوليبالي ، فكما نعلم من شروط صحة الإسلام لدى المسلمين هو التزام المسلم بالولاء و البراء إتجاه الكفار ، حيث على كل المسلم وفي كل الظروف موالاة المسلم ومعاداة الكافر ، وإذا عدنا لحالة حسن فهل والى حسن أخوه في الإسلام كوليبالي ليصح إسلامه ، أم انه غدر به و أنقذ اليهود أحفاد القردة والخنازير ليحشر معهم لاحقا .

الدليل الثاني على أن حسن ليس مسلم هو انه ناقض مبدأ رئيسي من مبادئ الإسلام وهو" مخالفة الكفار والمشركين" فالقران يقول "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " و حسن باتيلي اليوم بما فعل صار محط مديح و رضا الغرب حيث مثلا منحه الرئيس الفرنسي الجنسية الفرنسية تكريما له ، في المقابل شكره رئيس الوزراء الإسرائيلي على ما فعله ، فهل يمكن اعتبار حسن على ملة الإسلام في هذه الحالة ، أم أن الأصل وكما قال القرآن أنه على ملة الكفر لأنه محط رضا الغرب ؟ .

الدليل الثالث على أن الحسن ليس مسلم ، أن الحسن لم يثر للرسول ولم يتحرك لنصرة الإسلام كما كان المفروض منه أن يفعل ، فحسن مثلا وحين سئل حول لماذا قمت بإنقاذ اليهود فقد رد كما جاء على موقع فرونس 24 ( أن هذا لأننا جميعا إخوة ، وأن القضية ليست يهود ومسيحيين و مسلمين ، فكلنا في قارب واحد ) وكما نرى فهذا الكلام ليس بكلام مسلم ، فالمسلم كان ليرفض أصلا إنقاذ اليهود ، فالمسلم مأمور بقتال الكفار ليدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وليس أن يعتبرهم ، فهل من ما نراه يمكن القول أن حسن باتيلي هو مسلم ؟

طبعا الجواب هو "لا" فكل الأدلة تشير على أن حسن باتيلي هو غير مسلم ، فهو لو كان فيه ذرة إسلام لكان انضم لكوليبالي في ذبح اليهود ، فهذا هو التصرف السليم من المسلم كما يأمره دينه ، وليس أن يناصر الكفار ويواليهم وهو طبعا ما يفضح لنا زيف الرواية الإسلامية ، فالحسن ليس مسلم وهو لو كان بآرائه هذه بين المسلمين لكان سجن أو قتل ، فمما يجب ذكره هنا أنه ومنذ فترة قليلة بعد فاجعة شارلي ايبدو فقد تم جلد مواطن سعودي يدعى رائف بدوي بهمة الترويج للبرالية ، ولو تتبعنا كلام حسن ومواقفه التي سردنا الآن لوجدنا أنها نفس كلام رائف تقريبا ، فرائف لم يدعو سوى للإخوة وللحب بين الناس كما يقول حسن ، ورائف لم يسعى سوى لتعزيز قيم الحرية والتآخي كما فعل حسن ، فهل من المتوقع إذن أن يكون حسن مسلم ومثيله رائف بدوي يحاكم بتهمة الردة ونشر قيم اللبرالية ؟ .

عموما افترض هنا أن البعض يحرقه قلبه ليرد علي بالقول أن ذلك التي تنتقده هو الإسلام المتشدد ، وان هناك مسلمين مسامحين مخالفين لهذا ، وشخصيا اصدق هذا الكلام ، لكن يبقى أن ردي على هذا هو انه بالنسبة للإسلام فهؤلاء المسلمون المتسامحون الذين يشار لهم هم بمثابة الكفرة ، فحين تكون مسلم يؤمن بالمواطنة فأنت بنظر الإسلام كافر ، وحين تكون مسلم تؤمن بحرية التعبير فأنت بنظر الإسلام كافر ، وحين تكون مسلم تؤمن بالعيش مشترك وبقيم الإخاء و المساواة فأنت كافر ، ولن نحتاج هنا أن نذكر أصحاب هذا الرأي أن المصادر الإسلامية تقول أن النبي محمد حطم أصنام قريش ، و أنه طرد أصحاب الأديان الأخرى من الجزيرة العربية ، فهل هذا النبي المذكور في مصادركم يا متسامحين نبي تسامح ، ام هو نبي شمولية ؟ .

افترض إذا قلتم انه نبي تسامح فالمفروض أن يتم رمي كل ذلك الكلام في القمامة لأنه واضح انه لا يمكن أن يجتمع تحطيم الأصنام و الإيمان بحرية المعتقد (وعن نفسي أقول انه لن يتم ذلك لان القيامة قامت حين طالب البعض بتنقية البخاري من حديث سخيف هو حديث القردة الزانية ، فهل إذا كان هذا جرى من أجل حديث بائس كهذا ، فهل نتوقع أن يتم المس بقدس الأقداس عند المسلمين وهي سيرة فتح مكة ) ، أما إذا لم يكن ، فإذن كلامنا هو الصحيح و هو أن حسن باتيلي ليس مسلم ، وأنه حين فعل ما فعل فهذا لأنه خالف الإسلام وتبنى قيم الكفار من تسامح و أخوة وإيمان بالوطن ، فحسن لو كان مسلم لكان فعل ما فعله كوليبالي ، لكن و لأنه ليس مسلم فقد حماهم ؛ و هنا عموما يجب التوضيح أن حسن وحتى لو قال انه مسلم ويمثل الإسلام الحقيقي ، فهذا كله أوهام ، لان الإسلام الحقيقي يأمر بقتل اليهود والمشركين ، ولا يأمر بحمايتهم ، وعليه فحسن فحتى لو أدعى الإسلام فهو كافر بنظره .

#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات