أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - - كرنفال الموانئ - أركاديا الشاعرة منى صيام














المزيد.....

- كرنفال الموانئ - أركاديا الشاعرة منى صيام


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 23:04
المحور: الادب والفن
    


" كرنفال الموانئ " أركاديا الشاعرة منى صيام
تقول الأسطورة الإغريقية أن "أسخيلوس" عندما كتب القصائد الغنائية في مسرحيات يوريبيدس، كان يعيش في كهف بجوار البحر.. وشاعرتنا استبدلت الكهف بالميناء.. وركبت قارب اللغة كقبطان بارع، وختمت جواز سفرها بعدم مغادرة المجاز.. فحطت في جزيرة الشعر، ومثلما كان يفعل شعراء الإغريق حالما يرحلون إلى منطقة "أركاديا" في جزيرة "البلوبينز" اليونانية، ذات الطبيعة الجبلية البدوية الهادئة، هناك... حطت رحالها تتأمل وتنصت لهمس الكون، ولهمس النجوم، بعيدا عن الواقع المعاش من أجل متخيل جديد.. اغترفت منه المعرفة، واستمدت منه الشعر؛ فاستقت منه لغتها الخاصة العذبة الرقراقة، تداعب فراشاتها الملونة ساعة، وساعة تغوص كعروس البحر في أعماقه لتستخرج اللؤلؤ، بل تقطفه كأنه ورد الكلام؛ لتؤكد لنا أنه سراج للغة التي اختارتها..
من غير الشاعر باستطاعته الغوص في بحر اللغة والفكر..؟! من غير الشاعر يستطيع أن يغتسل في تبرج الليل وسكون نجومه..؟! هل عرفتم أحد يعتق الضوء كما يعتق الخمر..؟! كيف لشاعر يخبئ الليل في جيب السماء يطعمه العسل ويستحضر الأساطير القديمة..؟! هل رأيتم بحرا يخلو من النوارس..؟! وبرا جميلا لا تزوره الفراشات..؟! وبجعات تتراقص وتغتسل في شواطئه..؟! وسنونوات تحوم في سمائه معلنة عشقها للوطن..؟! هل عرفتم شاعر يهزُّ بجذع السماء ليتساقط المطر..؟!
إنها الشاعرة ـ منى صيام ـ في باكورة أعمالها الشعرية "كرنفال الموانئ" التي أدهشتني بقصائدها الخمسة والثلاثين، لتؤكد أنها شاعرة متمرسة تكتب الشعر منذ زمن طويل في تجربة جديدة مميزة خاصة بها، كأنثى وكشاعرة فلسطينية.. جاءت قصائدها أكاليل مدهشة يتألق فيها الإبداع اللغوي والفكري والروحي، كمحاولة للتعويض عن اليأس وخيبات الأمل والإحباط والكآبة، وللتعويض عن العلاقات الروحية والصلات الحميمة التي فقدتها الشاعرة ومجتمعها سواء في المنفى، أم في الوطن.. قصائدها لا تخلو من أيروسية مقنّعة مجازية تثير القارئ وتقوده إلى ساحات معركة الحياة مفعمة بالأمل والحب والسعادة لتنقلنا إلى جزيرة "أركاديا" اليونانية في بيئتها المثالية التي يسودها البساطة والسلام، أو كما يقول الشاعر، الطغرائي : " أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل "
أخيرا وليس آخرا نقول ما قاله، أدونيس: "الفرق بين الشاعر الكبير والشاعر الصغير، هو أن الصغير حين يعبر عن نفسه لا يعبر إلا عنها، وأن الكبير حين يعبر عن نفسه فإنه يعبر عن عصره كله.." وشاعرتنا في ديوانها "كرنفال الموانئ" إن لم تعبر عن عصرها، فقد عبرت عن المرأة التي هي نصف المجتمع..!



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سريعة لديوان -أنا لست خالدا - للشاعر: خالد شاهين
- قراءة سريعة لديوان -قصائد العشق المائة- للشاعر علاء الغول
- الفلسفة في قصيدة النثر في غزة
- -شهرزاد- الفلسطينية حامية للوطن والهوية
- أيها القوميون واليساريون، انتبهوا !! ورقة للنقاش..
- الامتحانات المدرسية مرآة تعكس التخريب في العملية التربوية !!
- نتيجة الثانوية العامة 2013 تحت المجهر ( نحن الذين فشلنا وليس ...
- المحاكم الشرعية في غزة تغش الناس وتضللهم !!
- حزيران يحتل المخيم !!
- عاصمة الفصول
- منفذ رفح البري نموذج لنظام الفساد والاستبداد المصري
- الفساد الإداري والمالي للأونروا بغزة وصل إلى التعليم ؟؟
- الأزمة المالية الفلسطينية ورواتب الموظفين
- -إبيجرامات- الشاعر عثمان حسين ذاتية المحنة وطنية الهوى
- الدستور الفلسطيني إلى أين؟؟
- لحظة انطلاق الانتفاضة المجيدة
- حرب غزة والحقيقة الغائبة!!
- رؤيا
- الوجه الآخر للفكر الوهابي..؟!
- صلاة


المزيد.....




- -سلمى وقمر- و-عثمان في الفاتيكان- يتصدران جوائز مهرجان أفلام ...
- -تحيا فلسطين- نصف قرن من نشيد مناهضة الحرب بالسويد
- إدارة ترامب تسمي مبعوثها لقيادة المحادثات الفنية على مستوى ا ...
- من هو مايكل أنتون الذي كلّفه ترامب برئاسة وفد المحادثات الفن ...
- فنانة تشكيلية لا ترى في الريشة أداة رسم بل أداة للبوح والحكا ...
- سيمونيان تغالب دمعها وتقدم فيلم زوجها المخرج كيوسايان (فيديو ...
- تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا ...
- -السِّت-.. ماذا تحمل الدورة الـ 9 من مهرجان -أسوان لسينما ال ...
- العراق.. مشاركة روسية في مهرجان -بابل- للثقافات والفنون العا ...
- بدايات القرن العشرين في المغرب بريشة الفنان الإسباني ماريانو ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - - كرنفال الموانئ - أركاديا الشاعرة منى صيام