|
حصادالثورة المخملية-
الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون
الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 21:29
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مضت سنوات أربعة على مثل هذا اليوم الرابع عشر من شهر جانفي من عام2011، يوم اجتاحت الجماهير المنتفضة منذ 17 ديسمبر 2010 الشوارع الرئيسية لعاصمةالبلاد و تجمهر عشرات الآلاف أمام وزارة الداخليــــة حيث تنشـط غرفة العمليـاتالخاصة و يدير أعمال قمع الانتفاضـة وزيري الدفاع و الداخلية و كبار ضباط الأمن والجيش.
رفعالمتظاهرون شعار : "الشعب يريد إسقاط النظام" و قابله الإصلاحيونبشعار "ارحل" ، مستهدفين العميل بن علي وحده دون نظامه. رحل بن علي فيذات اليوم فارا الى السعودية في ظروف غامضة واهتزت أركان نظام الحكم بقوة تحتالضغط الجماهيري و لكنه لم يسقط ، إذ سرعان ما تداركت القوى الامبريالية و تلكالعميلة لها الوضع و أوهمت الشعب عبر وسائل دعايتها المضللة أن "ربيعا"قد حل بتونس و أن "ثورة الياسمين" قد تحققت ، و ما على الشعب سوى أنيقبل بنهج "الانتقال الديمقراطي" كيفما رسمته و أعدت خططه الدولالامبريالية وفق برنامج متشابه البنود طُبّق في العراق كما في تونس و أفغانستان واليمن و مصر و ليبيا و مستعمرات و أشباه مستعمرات أخرى.
تم تداول عملاء الامبريالية: الدساترة و الإخوانجية على السلطة فجاءت حكومةمحمد الغنوشي و من بعدها حكومة السبسي لتخلفها حكومات الجبالي و العريض و جمعةالمؤقتة.
و مضت تلك الحكومات الرجعية العميلة إلى جانبمجلس تشريعي مستحدث تحت مسمّى "المجلس التأسيسي" في ذات نهج نظام حكم بنعلي و من قبله "بورقيبة" متبعة خياراته و غرقت في العمالة للامبرياليــةو أغرقــت البلاد في المديونيــة و التبعيــة لرأس المال المالي الأجنبي و بنوكه وصناديــقه و مؤسساته . و عمّ الفساد و تعاظم نفوذ الفاسدين و زاد معدلالجريمة حتى بلغ الأمر الى حد الاغتيالات السياسية (كاغتيال الشهيد شكري بلعيد ومحمد البراهمي). واستفحلت ظاهرة البطالة، و أغلقت عديد المؤسسات الاقتصادية أبوابهامعلنة عجزها و إفلاسها ، و انتشرت الأوبئة حتى أن أمراضا قديمة عادت للظهور بعد أنكادت تنقرض لتفتك بالسكان من جديد.و تراكمت أطنان القمامة داخل المدن و خارجها...
أماأسعار المواد الاستهلاكية الضرورية فهي في ارتفاع مستمر تزامنا مع تدني متواصل فيقيمة العملة المحلية (الدينار) في مقابل العملات الأجنبية، و مع انخرام خطير فيالميزان التجاري و ارتفاع في معدل التضخم و تدهور القدرة الشرائية لذويالدخل المحدود من العمال و صغار الموظفين و غيرهم.
و قابل حصاد "الثورة المخملية"الكاذبة نمو مفاجئ لثروة المتداولين سلميا على السلطة من الائتلاف الطبقي الرجعيالعميل و ارتفاع في رواتب كبار الموظفين و ضباط الأمن و الجيش جزاء لما فعلوه ضدالشعب من أعمال قمع و قنص و تعسف خلال أيام الانتفاضة التي ذهب ضحيتها مئاتالشهداء و الجرحى و سُجن نتيجة لها الكثيرون ممن شاركوا فيها فيما أُطلق سراحالمتٱ-;-مرين و القتلة و صدرت في حق أغلبهم أحكام مخففة لا تعادل أبدا ما ارتكبوه منجرائم بعد أن رفضت أجهزة البوليس تقديم الأدلة حول جرائمهم و لم يقع البحث جديافيها أثناء المحاكمات الشكلية مع إخفاء هوية كل اللذين أطلقوا الرصاص الحـي علىصدور أبناء الشعب المنتفض و شاهدهم الجميـــع يقتلـون الناس إلا خلفاء بن علي فيالحكم ومنهم الباجي قائد السبسي الذي صرح بكون القناصة لا وجود لهم و أن أمرهممجرد إشاعة ...
و اليوم، و بعد ما أفرزته مهزلة الانتخاباتالتي قاطعتها أغلبية شعبنا، يعود الدساترة و من ضمنهم التجمعيون إلى دفة الحكم منجديد و بشكل سافر و يصطف ورائهم الإخوان العملاء (النهضة)، و الجبهة الإصلاحيةالانتهازية البرجوازية الصغيرة.
لقد أصبح الفرز الطبقي و الوطني واضحا لا لبس فيه و تشكلت جبهتان: جبهة الائتلاف الطبقي الرجعي العميل للامبريــاليةومعه القوى الانتهازيــة البرجوازيــة الصغيرة المصطفة حول نظام حكمه من جهة، وجبهة الشعب بزخمها الجماهيري من العمال و الفلاحين الفقراء و سائر الكادحين والمحرومين و التي اصطفت ضمنها جميع القوى الوطنية الديمقراطية الثورية المعاديةقولا و فعلا للامبريالية و عملائها.
ولئن كان ميزان القوى الحالي يميل لصالحالجبهة الأولى خاصة بعد إتمام عملية الالتفاف على انتفاضة شعبنا و استعادة أطرافالتحالف الطبقي الرجعي و العميل لوحدة صفوفهم بدعم و بتمويل من الامبريالية فإنالحال ليس ثابتا بل هو متغير بالضرورة بتغير أوضاع و نتائج الصراع الطبقي و الوطنيالدائر والمستمر حتى تحويل الموازين لصالح الجبهة الثانية و تحقيق ثورة فعلية تعصفبأركان و بامتيازات ومراكز نفوذ العملاء و أسيادهم الامبرياليين و تؤسس لجمهوريةتحقيق التحرر الوطني الديمقراطي بأفق اشتراكية.
يا جماهير شعبنا:
لإن لم تحقق انتفاضة 17 ديسمبر 2010 إنجازاتو مكاسب جوهرية و لم تشكل نقلة نوعية في تاريخ بلادنا لعفويتها و لغياب التنظيمالثوري القادر على تأطيرها و توجيهها في اتجاه تصاعدي حتى تحقق أهدافها و لخيانةالقسم الأكبر من البرجوازية الصغيرة لشعبنا و طموحاته ، فإن تلك الانتفاضة تبقى علامة مضيئة تنير الطريقالوطني الثوري الذي سينتصر حتما إذا توفرت و نضجت ظروف ثورة فعلية معاديةللامبريالية و عملائها و يبقى من واجب كل الوطنيين اليوم توحيد صفوفهم و تنظيمها فيجبهة وطنية واسعة تعمل على رفع مستوى وعي العمال و الفلاحين الفقراء و سائرالكادحين من أبناء شعبنا وتؤطر نضالاتهم في اتجاه ثوري مستوعبة الدروس من أخطائهاو متداركة لنواقص ممارستها حتى تحقيق الأهداف المنشودة و في مقدمتها إسقاطالنظام.
-عاشت نضالات شعبنا الكادح
-المجد و الخلود للشهداء
-الخزي و العار للعملاء و الانتهازيين
#الوطنيون_الديمقراطيون_الماركسيون_اللينينيون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|