أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - ستأتي العواصفُ تباعاً














المزيد.....

ستأتي العواصفُ تباعاً


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 19:01
المحور: الادب والفن
    


ستأتي العواصف تباعاً
***
حلَّ المساء
وأنا مازلتُ ـ منذُ الصبحِ ـ
أَنْسِجُ للعاصفةِ ثوباً مِن لقاحِ الزّهرِ
وبأنفاسِ الهيامِ أُطرِّزُ أكمامَهُ
فَعَنِّي لا تبتعدي قليلاً أو كثيراً
هي قالتْ : أُريدُه واسعاً ، فضفاضاً يَكْفي لإخفاءِ الخلاخِلِ
وبِسِحْرِهِ مِن اختطافِ وجهِ الدُّنا أتمكّنُ
أُريدُهُ جَذّاباً كي أُجَرّدَ البحرَ مِن أمواجهِ
لا تبتعدي
فالريحُ ثوباً تطلبُ
والليلُ يأتي وأنا بنشوةِ الثوبِ أَنْسَحِرُ
وعندَ بابيَ ستبكي عواصفُ
مرّةً تتوسّلُني ومرّةً إليَّ تضرّعُ
قبلَ أنْ أُلبِسَها ثوباً به تَطيرُ وتعصفُ
***
" ... قالَ النَّجمُ مِن بين يديكَ سقَطَتْ بِيْدٌ ..."
" ... إنْ أَضعتَ الطّريقَ إلى المَجَرّةِ فاتَخِذْ مِن رائحةِ القوافلِ دليلاً
واتْرُكْ الحاديَ يَغطُّ في حزنٍ شفيف ..."
" ... إياكَ أنْ تتبعَ الأثرَ ..."
***
وأنا في مدينةِ الخَيالِ أَتشتتُ
على مقربةٍ مِن بابيَ مُدنٌ تَحْتَربُ
وكتائبُ اجتَثَها صفيرُ الطيرِ
وجيادٌ أنيقاتٌ حطّتْ على دربِها الغوايةُ
نحو أسرّةِ الوقيعةِ تدفعُها وتُرشدُ
كي تُعيدَ لَلشطآنِ أسرارَها
على مقربةٍ مِن بابيَ
صَخَبٌ همجيٌّ بلباسِ هُجُوعٍ كان يتسيّدُ
ثمَّ باتَ يَتَكَبّرُ وظلَّ يرفلُ
***
وأنا في مدينةٍ للخيالِ أتَشَهدُ :
سرّحَ الرّبابنةُ البحْرَ والبحّارةَ
ولاذوا بصمتِ الموانيء
( هكذا احترَقت سفينةُ ابنِ ماجد في ميناء التواهي بعدنَ ... كان ذلك في عام الغدْرِ الميلادي 1986
جابتْ البِحَارَ وانشغلتْ مراراً بأحزانِ البَصْريين
كانت تُرى قادمةً
كلّما انفعلَ الموجُ على وجهِ شطِّ العربِ )
***
" ... إنْ زرتهُ قضيتُ وقتيَ وحيداً ... "
" ... يذهبُ لاصطياد الليل .. ودائماً إلى شباكِهِ يستدرجُ الظلامَ ... "
" ... ثم يقسرُني على الولوجِ إليهِ ... "
***
مللتُ ارتيادَ الفصول
وشمَّ النسيمِ في شَعْرِ الخميلة
مللتُ مِن ذِكْرِ أسماءِ الشهورِ
ولُعبة الأيامِ حين تدورُ
وتلك المدينةُ مدينتي الأولى
انتزعتْ مِن فوقِ الجدارِ بقيةً مِن ظلاليَ
وأسلمتْها لوحشةِ الطريقِ
تلك مدينتي الأولى
تابعتْ وشماً لقدميَّ
ترَكَتْهُ الأعوامُ على رصيفِ النّسيانِ
رعتْهُ حتى شبَّ عنِ الطّوقِ
فاختارَ ضياعَهُ : تلك المدينةُ لم تَعُدْ لي منزلاً
***
"... أيتها الرّياحُ التي سهرتْ على الأنينِ وأرّقَتْنا
لا توصدي أبوابَ النهايةِ ... "
" ... أيتها العاصفةُ لا تَلبسي ثوباً مِن نسجِ يديّ ..."
" ... سوفُ يَهجرُكِ عاريةً وإليَّ يعودُ ..."
***
وأنا هُنا على أرصفةِ مدينةٍ مُتَخَيّلةٍ أتسكّعُ
أنشرُ خياميَ بوجهِ الضّياعِ
وعلى بابيَ
تجفُّ خجلاً نسوةٌ مِن السَبْيِّ
وقبيلَ الولوجِ إلى داريَ
تلتفُّ احتِشاماً
فيما السماءُ تعبثُ بأجنحةِ الرّحيلِ
فلا تَبتَعدي عنّي قليلاً أو كثيراً
***
" ... هنا تَستعيدُ الحروبُ زهوَها ... "
" ... تتبرّجُ للحظةِ التي تأتي محملةً بقرعِ الطبولِ ..."
" ... فلا تُدخلْ حرباً مِن بابٍ حتى لو جاءتْ ضيفاً ..."
" ... فالغدرُ عادةُ الحروبِ ... "
***
وأنا في مدينةِ الحُلُمِ
سأحملُ إليها بحراً مِن أشواقٍ
فأيّ الألوانِ منها تُريدُ ؟
خرجتُ مِن صمتِ الحنينِ أشكو وحدتي
وقلتُ أُناديها علّها تسمعُ النداءَ
وتَستَجيبُ
سأخرجُ اليومَ
أَبحثُ عن بحرٍ يَليق بها
وإلى مدينتي الأولى
سأجلبُ بحراً بلونِ عينيها
فالمدينةُ مُختلّةُ التوازنِ
بلا موجٍ أو زرقةٍ
***
حلَّ المساء
وأنا مازلتُ أَنسجُ للعاصفةِ ثوباً
فلا تبتعدي عنّي
فالعاصفةُ ربما أخطأتِ السّبيلَ

12 ـ 01 ـ 2015 برلين/ الشارتيه
***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسدٌ صحراويٌّ
- صخب الخاتمة
- زرقاء في عشقها الأبدي
- سفر أخير في الهذيان
- في كلِّ ليل
- عربة الجنون
- عنِ التَهْميْشِ والبَصْريّ الطيِّب
- أبحثُ عنكِ في جسدِ الياسمين
- أشياء خارج الضياء
- حين تكون الدريئةَ
- أرض لهذا الغريب
- الإنتظار الأبدي
- استراحة مُتعب
- قصيدتان
- لسنا وهماً .. لسنا العابرين
- زمن البغايا
- أيُّها العاشقُ
- ثملٌ مِن ألمٍ
- دعوا الطائرَ يجوب السماء .. دعوا الطائرَ يرتجل الغناءَ
- رؤيا / دعوا الطائرَ يجوب السماء .. دعوا الطائرَ يرتجل الغناء ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - ستأتي العواصفُ تباعاً