أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل سيلتزم المغرب بتوصيات مؤتمر الإسكندرية ؟














المزيد.....

هل سيلتزم المغرب بتوصيات مؤتمر الإسكندرية ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 16:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كل الدول العربية تجد نفسها في مواجهة مفتوحة وشرسة ضد الإرهاب وشبكات استقطاب الجهاديين إلى مناطق التوتر التي تتسع دوائرها لتشمل عموم الدول العربية . والمغرب العضو في الجامعة العربية ، معني بالتحديات التي يواجهها الأمن القومي العربي وبالجهود التي تفرضها هذه المخاطر والتحديات . ذلك أن مواجهة الإرهاب ومخططات التنظيمات الإرهابية تتجاوز إمكانات الدولة الواحدة اعتبارا للوسائل التي بات الإرهابيون يستعملونها في الاستقطاب والتجنيد ،حيث أصبحت هذه التنظيمات شبكة واحدة عابرة للحدود ؛ الأمر الذي جعل الاعتماد على المقاربة الأمنية وحدها في محاربة الإرهاب عاجزة عن القضاء عليه . فلا أحد ينكر أهمية الجهود الأمنية والعسكرية المبذولة في محاربة الإرهاب لكنها تبقى محدودة إذا لم تدعمها جهود فكرية متعددة المستويات والأهداف . إذ لا يكفي اعتقال العناصر الإرهابية أو قتلها لحماية الشباب والمجتمعات من خطر التطرف والإرهاب ، بل لا بد من التصدي للبيئة الحاضنة لهذا الوباء وللعوامل الفكرية والدينية والاجتماعية المغذية له . هذه الحقيقة فطنت إليها ، متأخرة ، جامعة الدول العربية ، فبادرت إلى عقد عدة فعاليات ومؤتمرات علمية في القاهرة والمنامة والكويت ، كما استدعت مثقفين من مختلف الدول العربية لإعداد دراسة حول أسباب انتشار التطرف والإرهاب وسبل مواجهتهما ؛ وستُعرض نتائج الدراسة على الاجتماع الوزاري للجامعة العربية . وما يهم من مبادرة الجامعة هذه أمران اثنان : أولهما اعتماد الجماعة العربية لنتائج هذه الدراسة وتلك التي توصل إليها أو بلورها مؤتمر الإسكندرية الذي انعقد على مدى ثلاثة ايام (3،4،5 يناير 2015) . فلم تعد الجامعة العربية إطارا سياسيا لمعالجة المشاكل بين الدول الأعضاء ، بل صارت ملزَمة بتنويع أنشطتها ومشاغلها لتشمل مصير الشعوب والأنظمة نفسها في ظل تنامي خطر الإرهاب الذي بات يستهدف وجود وأسس الدول العربية في المقام الأول . ثانيهما مدى استعداد المغرب لتنفيذ النتائج والتوصيات التي ستتبناها الجامعة العربية في مواجهة التطرف والإرهاب. ذلك أن الإرهاب وتفجير العبوات والأحزمة الناسفة ليس سوى ثمار ونتائج لبذور التطرف التي يطفح بها الخطاب الديني والبرامج التعليمية والإعلامية . والمقاربة الأمنية تعالج النتائج وليس الجذور ؛ وطالما ظلت الجذور نشطة تقذف بعقائد التكفير والكراهية وتحرض على القتل ، فإن الإرهاب سيتمدد ويزداد خطره . فرغم مرور 14 سنة على أحداث 16 ماي الإرهابية ، لم يتم تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على خلاياه التي هي في ازدياد ، لأن منابعه ظلت نشطة تغذيه بلا انقطاع . وما يجري في المغرب لا يختلف عما يجري في غيره من البلدان العربية من تفريخ للخلايا الإرهابية وإعداد للمخططات الإجرامية . لهذا يُطرح السؤال اليوم : هل تملك الدول العربية ، وضمنها المغرب ، كل الجرأة لمراجعة الخطاب الديني والبرامج التعليمية والإعلامية بما ينسجم مع قيم العصر ؟ إن المدخل الأساس لمواجهة التطرف والإرهاب يستوجب التعجيل بـ :
ــ إعادة النظر في الفقه الإسلامي عبر إخضاعه للمراجعة والغربلة وفتح باب الاجتهاد أمام الفقهاء والمختصين في باقي أصناف المعرفة لإنتاج فقه إسلامي مؤنْسن ومنفتح على قيم حقوق الإنسان . فالغاية من الاجتهاد هي بناء إنسان كوني يؤمن بقيم الاختلاف والتعايش ويحترم معتقدات غيره من البشر . ولا يستقيم هذا البناء إلا إذا تم التصدي لفقه البداوة والاسترقاق والقتل الذي يشرعن سبي النساء وتعنيفهن وتزويج القاصرات وقتل المرتد ورفض المكتسبات الحضارية . لا بد من رفع سقف الأهداف التي ينبغي أن يتوخاها الاجتهاد مثلما حصل مع مدونة الأسرة .
ــ تشجيع حرية الفكر والإبداع بوضع تشريعات تحميهما من فتاوى التطرف وفقه التكفير . والأمر يستوجب هنا تجريم التكفير بكل أشكاله ومعانيه .
ــ دعم وتشجيع نشر الإنتاجات الفكرية المستنيرة مع منع كل الكتب والمجلات التي تنشر التطرف وتغذي الكراهية والخرافة وتناهض حقوق الإنسان .
ــ دعم الفرق الفنية وتشجيع الأعمال الإبداعية التي ترقى بالذوق وتنمي المواهب ، فضلا عن تأهيل وبناء المسارح والفضاءات الفنية والثقافية لاستيعاب أنشطة الأطفال والشباب وحمايتهم من الانحراف والتطرف
ــ توحيد نظم التعليم بالقطع مع المزاوجة بين التعليم الأصيل والتعليم العصري . فقد غدت شعب التعليم الديني حاضنة للتطرف ومغذية له .
ــ تحديث النظام التعليمي ومناهجه بهدف بناء مواطن يؤمن بقيم الاختلاف والتعدد والتعايش ، ويستمد قيمته من إنسانيته لا من عقيدته أو عرقه أو جنسه . مواطن يحترم عقائد غيره .
ــ تطوير الإعلام بما يخدم قضايا الوطن والإنسان ويرقى بالوعي والذوق والأخلاق . إعلام يقطع مع الخرافة والدجل والتطرف .
إن الوعي بمخاطر الإرهاب الذي بات يتهدد كل العالم ويوحد مخاوف العرب وهواجسهم سيجعل مهمة الحكومات العربية أكثر يسرا في التعاطي مع قضايا تجديد الخطاب الديني وتحديث مناهج التعليم إن هي امتلكت الإرادة والجرأة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدواعش بيننا ويسيرون أمورنا .
- هكذا استغاثت إيمان الغريس
- الريسوني أشد عداء وتبخيسا للمرأة .
- الخطاب الديني ومناهضة كونية حقوق الإنسان .
- إنها حكومة الإهمال والحڴرة .
- وزراء مفترون في حكومة -حالقة-.
- خطاب الملك يقتضي إعادة بناء تحالفات دولية جديدة.
- رسائل تونسية للشعوب العربية.
- إنهم يخربون الوطن ويقتلون الاعتزاز به يا جلالة الملك.
- شكرا داعش على كشف عوراتنا .
- قطع الأعناق وقطع الأرزاق ملّة الدواعش.
- بنكيران يجبر الشعب على الاحتجاج.
- أمريكا تزرع الإرهاب ولا تجتثه .
- داعش : خلافة الدم والنحر والنكاح .
- حرية الاعتقاد لا تعني شرعنة الطائفية .
- حاميها منتهكها .
- ماذا لو أُرسِل المحرضون على الجهاد إلى جبهاته ؟ !!
- من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟
- خطة بنكيران :الشعب في خدمة الدولة .
- الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المست ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل سيلتزم المغرب بتوصيات مؤتمر الإسكندرية ؟