سليم سوزه
الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 17:18
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لا ادري اين قرأت هذه المعلومة. ثمّة أكثر من 600 قصيدة او حتى أكثر، هجا فيها شعراء عرب كبار ومغمورون في صدر الاسلام النبي محمد (ص). شتمته وسخرت من رسالته.
أين تلك القصائد اليوم؟ لماذا لم يصلنا شيءٌ منها؟ بل ربما لم يسمع بها أغلب المسلمين في وقتنا الحاضر. السبب ببساطة شديدة هو أن المسلمين الاوائل تعاملوا معها بحكمة وذكاء. لم يتداولوها بينهم ولم يعروا لها ولقائليها أية أهمية فاندثرت وذهبت أدراج النسيان.
اننا بحاجة لاستعارة الحكمة من مسلمينا الاوائل ونتعامل مع اساءات صحيفة شارل ايبدو الفرنسية بمثل تعاملهم آنئذ.
يوم أمس نشرت هذه الصحيفة رسما كاريكاتيريا جديدا في محاولة تحدي واضحة لعواطف المسلمين. يظهر الكاريكاتير النبي محمد وهو يحتسي الخمر مع كتابة تحته تقول "ان شارل ايبدو اكثر تسامحا من هذا النبي". هذا التصرف الاهوج قد لا يثيرني او يثير الكثير من عقلاء المسلمين لاننا نعلم عظم النبي ومكانته لكنه يبقى عملا غير اخلاقي ولا مهني. هو استفزاز واضح وعلني لمشاعر اكثر من مليار مسلم تحت لافتة الحرية.
عجبني اليوم كلام احد المذيعين في اذاعة KTAR News الامريكية حين شجب هذا العمل الاستفزازي مخاطبا الصحيفة الامريكية وحكومة فرنسا : انتم فقط تتحرشون بالدب دون مبرر You are just poking the bear with no reason. عليكم ان تعوا انكم بهذا العمل تجعلون حتى المسلم الاعتيادي يصطف مع المسلم المتطرف فهل انتم قادرون على مواجهة ردة فعل الدب اذا انتفض؟ انتهى كلام المذيع.
هي ليست دعوة لتبرير العنف ضد الصحيفة فليس كلامنا مسموعا عند المتطرفين اصلاً لكنها محاولة لفهم اصول العنف ومبرراته.
المسلم يختلف عن المسيحي ، فرسم المسيح في اشكال ساخرة لا يثير "المسيحي الحديث " ولا يشكل ذات الاستفزاز لان المسيحي الحديث تعود هذه الظاهرة وصارت جزءا من مسيحيته ان يرى النبي عيسى في اشكال آدمية بسيطة وساخرة ، يضحك ، يبكي ، يشتم ، يلفظ الفاظا معيبة ، في حين أن الاغلبية الساحقة من المسلمين مازال يعتبر تصوير النبي او تجسيده على الورق حراما وانتهاكا لقدسيته. فما بالك في الشتم والانتقاص!
مشكلة الصحيفة انها تتعامل بذات المنطق الغربي (المسيحي الحديث) مع عقل المسلمين رغم انها تعرف ان المسلمين لم يبلغوا الرشد بعد في ردة فعلهم تجاه هكذا استفزازات.
هذا يعني انها لا تقع في المشكلة بل تشتريها.
أخيراً اقول هل تستطيع الصحيفة السخرية من عقيدة اليهود؟ هل باستطاعتها مواجهة اللوبي اليهودي اذا اتهمها بمعاداة السامية؟؟
#سليم_سوزه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟