تونس: محاكمة المدونين اولى رسائل الجمهورية الثانية

يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 12:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

شهدت تونس بداية السنة الجارية عدة أ حداث نذكر منها محاكمة المدون والناشط الحقوقي ياسين العياري بعد أن تم ايقافه في مطار تونس قرطاج الدولي يوم 24 كانون الأول ديسمبر الماضي بتهمة "المس من كرامة الجيش وإهانة قادة عسكريين " وقد استند قاضي التحقيق في المحكمة العسكرية بباب سعدون في توجيه هذه التهمة إلى تعليقات نشرها المدون على صفحات الفايسبوك. دامت المحاكمة زهاء ثلاث ساعات و انتهت بتأجيل الحكم إلى جلسة لاحقة مع الإبقاء على المتهم بحالة ايقاف.
وقد أثارت هذه المحاكمة عدة تحفظات منها أسباب إحالة مدني على أنظار محكمة عسكرية وخلو ملف القضية من أية أدلة تدين المدون حسب بعض المحامين الذين شهدوا المحاكمة كما عابت بعض الأ طراف الحقوقية على السلط القضائية و الأمنية التونسية اتباعها لسياسة الكيل بأكثر من مكيال في تعاملها مع النشطاء في إ شارة إلى تهمة المس من رموز الدولة و مؤسساتها الموجهة إلى المدون العياري وفي المقابل يمر " قصف اعلامي " للقائد العام السابق للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) طيلة ثلاث سنوات كاملة ودعوات إلى الإقتتال و القصاص على الهواء مباشرة دون محاسبة.
إن محاكمة المدونين و النشطاء في تونس ليست بدعة ولن تكون كذلك في قادم الايام خاصة مع تزامنها مع الإعلان عن رئيس الحكومة الجديد وهو مؤشر غير مطمئن ويبعث برسائل ظاهرها كما باطنها : تهديد ووعيد تحت غطاء اعادة هيبة الدولة أو بالأحرى إعادة رموز النظام الفاسد الى الواجهة بعد أن خرجوا صفر التهم من ذات الباب الذي دخل منه المدون ياسين العياري.
رئيس حكومة أسبق ينتخب رئيسا للجمهورية ويخلفه وزير داخليته وكلاهما خبر دواليب درة الوزارات السيادية في تونس ونقابات أمنية مشبوهة النشأة والدور تأمر فتطاع : هذا هو المشهد السياسي التونسي أوائل زمن اللامؤقت , مشهد أمني بامتياز تدل كل المؤشرات على أنه هو المشهد الدائم .
كانت الأحزاب ومنظمات و جمعيات المجتمع المدني زمن حكم الترويكا تحشد مئات وأحيانا آلاف الأنصار أمام المحاكم للدفاع عن صدور عارية قادمة من وراء البحار أما زمن الجزر الثوري فقد أصبح الدفاع عن بني الوطن تغريدا خارج السرب .

#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات