|
ماذا اصاب العالم في هذه المرحلة ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 11:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نرى التخبط و الفوضى في كل مكان دون استثناء، و هذا لم يحصل الا اثناء الحروب العالمية، فهل يمكن ان نسمي الوضع بداية الحرب العالمية الثالثة، ام هي الحرب ذاتها و بالظروف العالمية الموجودة و تغييراتها و تغيرت معها الحروب ايضا . نسير وسط تناقضات و هيجانات و قتل و تشريد و كتم الانفس و التضيق في الحرية و القبض على الديموقراطية و نشر الدكتاتورية و ابتلاء اكثر شعوب العالم بالامراض الجسدية و السياسية و الفكرية و العقيدية على حد سواء . لم نجد زاوية ولو نائية كانت في العالم و لم تكن فيها مشلكة او اضطراب او نوع من الحرب جراء ما اصاب العالم من الامراض المستعصية نتيجة الصراعات المختلفة و السياسة الجشعة لاكثر الدول العالم قوة و ثقلا و مكانة و المؤثرة على كل شبر من الارض، و نتيجة الاصرار على ضمان المصالح الخاصة على حساب المصالح العامة و الخاصة للاخرين و القيم و المباديء التي التزمت و آمنت بها الناس، و نتيجة طبيعية لسيطرة الفكر و التوجه و القيادة للقطب الاوحد وفق ما تمليه عليه طريقته في السيطرة على العالم باي ثمن كان . تتبادر الى الاذهان مجموعة من الاسئلة التي تفرض نفسها بعد التمعن في الوضع السياسي العام الذي نعيشه و ما اصابنا نحن بني البشر في العالم . هل انه صراع العصر وما يفرز منه هو نتيجة طبيعية للتحولات التي تفرض نفسها، الى ان يستقر الوضع على حال و هي مهزوزة الان من كافة الجهات و لا يمكن ان تستمر على ما هي عليه، هل نهاية الصراع المعلن وفق ما نيظٌر له القطب الراسمالي العالمي، هل نجني اليوم ما انتجته اخفاقات ما عمل عليه القطب المسيطر و الردود الفعل الطبيعية لفشل نظرية نهاية التاريخ ، ام السبب الرئيسي الوحيد هو سياسي قح لا يمكن ان يرتبط بالفكر و الفلسفة و الثقافة العامة باي شكل كان . ما التاويل الثقافي و الدلالات المعرفية لكل ما يحصل و يحدث يوميا في كل زوايا المعمورة، و منه بسيط و طاريء و منه عابر، و منه ناتج عمل و ما تهدف اليه الكتل و المجموعات و هي تسير وفق خطط و مناهج مبنية على افكار و نظريات تعتمدها الدول، و هناك في المقابل ماموجودة من التي تعج به منظمات مختلفة العالم و تقصد التاثير على مسيرة الحياة للناس، و يمكن ان تكون من نتاج قوى متصارعة فيما بينها دون قصد او تخطيط مسبق، و كل جانبي تريد له موطيء قدم و السيطرة على مسار ما يصل اليه العالم في نهاية الامر او بالاحرى في نهاية هذه المرحلة التي برزتها ظروف مابعد مرحلة الحرب الباردة . المتاكد منه هو هنا في منطقتنا، ما يجري كله على حساب الحرية و المفاهيم الانسانية التي تريد النخبة الثقافية التوصل اليها . و انها معرضة للافرازات السلبية التي تفرض نفسها جراء الخلل في ادارة الامور او العمليات الارهابية التي تحدث في اية منطقة في العالم، و التي مصدرها ما نبع في هذه المنطقة من الافكار ومصادره مثالية و في مقدتها الدين و ما فيه، و خاصة ان لعبت به اصحاب المصالح لامور خاصة سياسية كانت ام ثقافية و تهدف الى فرض ما تؤمن في كافة بقاع العالم في النهاية . ان التناقض في النظرة الى المفاهيم وصلت الى حال، يمكن ان نعترف بانه هناك ما يُقٌدس ما ليس محلا للتقديس و ينبذ ما هو المفيد للانسان و ما يمكن ان يُقدس، و مع العلم ليس هناك يمكن اعتباره اكثر قدسية من الانسانية و ما يثبتها في العقلية البشرية في العالم، و هذا التناقض هو لب الموضوع المخالف عليه و هو ما تفرضه السياسة و الصراعات و المعادلات المستخدمة في الحفاظ على المصالح الخاصة بعيدا عن القيم الانسانية المشتركة . هل من الممكن ان نتكلم عن المازق الاخلاقي عالميا ايضا و الذي يعتبر مفهوما فضفاضا مختلفا عليه، و المقياس مختلف لما هو اخلاقي و ما ليس له صلة بالاخلاق و دس في مساحته زورا و بهتانا، و انما وُجد من اجل تضييق للحرية و الضغط على النفس باسم الاخلاق . و من جانب اخر على العكس من ذلك ان ما يهم الانسان يُضرب عرض الحائط باسم الحرية وليس له صلة بالحرية، و انما من اهم ما يمس الانسانية معرفة و ثقافة و مصلحة سلبا . و في المقابل هناك انواع من العنف و مصنف سياسيا و مصلحيا يجرم عليه، و يحلل الاخر لاسباب و دواعي سياسية او لهدف بعيد المدى تريد القوي المسيطرة فرضه و هي تبرره باسماء و حجج عديدة، و لم يُنظر الى العنف باعين متساوية وعادلة و لم يحكم عليه بقانون موحد عالميا و لم يُعرٌف تعريفا موحدا كما هو حال الارهاب . انها العوامل الاساسية لتجسيد التناقضات الكبيرة التي تسيطر على العالم. و ان ما اصاب العالم نتيجة طبيعية للفروقات الشاسعة بين الشعوب من الجانب مما سبق الكلام عنه من حيث الثقافة و الفكر و العقلية و ما نتجته الصدامات و الصراعات المختلفة و الحروب و الاحتكاكت والمواجهات المحتدمة بين الشعوب على كافة المستوياتو في جميع اركان العالم . اذا ان ما اصاب العالم لا يمكن فهمه بكل جوانبه بشكل يمكن الباحثين تحديد عوامله و اسبابه بشكل دقيق، و انما يمكن تحديد الخطوط العامة له، و عليه لا يمكن التفاؤل بالوصول الى الهدوء و الاستقرار النهائي طالما بقت المسببات غير معلومة المصدر و الشكل و الهدف بشكل واضح و دقيق، و الاعتباط في تقييم الواقع بما تفرضه الصراعات ايضا وهي تضغط كي تميل المقيٌم نحو ما يفيد جهة على حساب الاخرى . ان ما اصاب العالم من الامراض المختلفة يُصعب تشخيصها ان لم تكن مستعصية على التشخيص اصلا، و لم تُكتشف الادوية الضرورية لعلاجها حتى اليوم .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا الاهمال في قيادة محاور البيشمركة مع داعش
-
الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟
-
البرلمان العراقي و لجان التحقيق
-
اهل القلم الموالي للسلطة اشد من أهل السيف
-
المجتمع الدولي يغض الطرف عن السبايا الايزيديات
-
ليس حبا او كرها بامريكا
-
لحد الان لم يعثروا على قتلة ساكينة جانسز في باريس !
-
لازال العراق مبتلى برجال العهد المباد
-
ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!
-
هل فرضت ايران منطقة عازلة في الاراضي العراقية الحدودية ؟
-
التناقض البنيوي للمجتمع العراقي الى اين ؟
-
هل يمكن انتاج الفاشية من اتباع مجريات التاريخ الاسلامي ؟
-
من يتمكن من هزيمة الارهاب في منطقتنا، و كيف ؟
-
هل تتحقق المواطنة الحقيقية في العراق ؟
-
منظمات المجتمع المدني و دورهم في العراق
-
يمكن الاستفادة من انخفاض سعر النفط في العراق ؟
-
الشجاعة لا تكفي لوحدها
-
توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص
-
هل تعقمنا من البعثية في كياننا ؟
-
هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|