|
واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..مداخلة للدكتور رياض عبد
قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 19:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..مداخلة للدكتور رياض عبد في نص المداخلة التي بعث الصديق استشاري الطب النفسي المقيم في بريطانيا د.رياض عبد ننشرها لأهمية ما جاء فيها من افكار جديرة بالنقاش. عزيزي د. قاسم شكراً لإرسالك المقال المنشور في جريدة المدى حول الهجوم الإرهابي على مجلة شارلي هبدو. لابد إنك قد خمنت من ردودي على صفحتك في الفيسبوك أن لدي خلافات جوهرية مع مضمون المقالة يمكن تلخيصها بما يلي: أولاَ لقد وصفت الإرهابيين بالمتطرفين دينياَ و صحفيي المجلة بالمتطرفين العلمانيين وبذا فقد أعطيت إنطباعاً بأنك تضع المجرم البربري المتعطش للدماء والضحية المسالم الذي فقط يستخدم قلمه أو ريشته على قدم المساواة. ثانياَ لقد أشرت في مقالك الى أن الصحيفة تلقت "تحذيرات" والأصح انها تلقت تهديدات بالقتل والتفجير وغير ذلك وهناك بون شاسع بين الإثنين. ثالثاً لقد ذكرت في بداية المقالة إن كافة الأديان فيها إعتقادات يعتبرها الآخرون سخيفة. ثم أعطيت مثالآً واحداً فقط من الديانة الهندوسية. هل الهندوسية الديانة الوحيدة التي تحتوي على إعتقاد من الممكن إعتباره سخيفأً؟ أم إنك إخترت هذا المثال لكون قراؤك المسلمين لن يعيروا إهتماماً لإهانة الهندوسية. الا يناقض هذا دعوتك في المقال الى عدم التعرض الى مقدسات أي من الأديان؟ أم إنك تقصد عدم التعرض للإسلام فقط؟ رابعاَ إن دعوتك البلدان الأوربية الى تشريع قوانين لتجريم التعرض لمقدسات الأديان هو بمثابة دعوة للتخلي عن منجزات حضارية دفعت فيها أوربا ثمناً غالياً لتحقيقه. كذلك فإن حرية التعبير هذه هي ليست فقط للتسلية والترفيه وإنما لها أهداف وتبعات غاية في الأهمية والخطورة. فالذي تستطيع أن تسخر منه من الممكن كذلك أن تخضعه للدراسة والتمحيص والتحليل دون خوف من عقاب. وطبعاً هذا بعيد كل البعد عن روح الإسلام الذي لايسمح بأي مراجعة أو بحث أو تحليل معمق لمقدساته وقد أدى هذا الى تراكم الخزعبلات دون أن يكون بإستطاعة أي كان أن يصحح المسار. ونتيجة الأمر أن المسلمين اليوم لايدركون أن تأريخ دينهم ومعظم تعاليمه منتحلة. فالأوربيون أدركوا منذ عدة قرون أنه عندما تبدأ بتحريم المس ببعض المقدسات فليس بإستطاعة أحد أن يوقف عملية توسيع رقعة التحريم الى أن تكمم الأفواه عن كافة الخزعبلات. لذا ففي رأيي أن مقترحك لن يجد أي صدى في الغرب. ولكن أنا لدي مقترح بديل وهو أن أي مسلم يجد نفسه غير قادر على تحمل حرية التعبير في الغرب الذي يسيء الى الإسلام أن يشد الرحال الى أي بلد إسلامي يريد بشرط أن يصطحب معه كافة أفراد عائلته وأن يتخلوا جميعاً عن جنسياتهم الغربية. أنا أعتقد أن هذا المقترح سيكون مقبولاً لدى كافة الحكومات الغربية وحتى من الممكن أن تتبرع هذه الحكومات بمبلغ نقدي محترم لمن يريد المغادرة. مع أطيب التمنيات د. رياض عبد – بريطانيا
عزيزي الدكتور رياض
شكرا لك على مداخلتك القيمة والجديرة بالمناقشة،واحترم ما جاء فيها واتفق مع بعض افكارها ،باستثناء انك قولتني ما لم اقله ،و"استنتجتني" ما لم اقصده. وبدءا ،انا احترم شخص صاحب كل فكرة حتى لو كانت فكرته تبدو لي سخيفة..هذا يعني انني احترم المؤمن واحترم الملحد على السواء،وانني اناقش وأفنّد واحاجج الآفكار..ولا أسخّف أو اتهكّم او احطّ من قدر الآخر بسبب فكرة يحملها. مرّة اخرى..علينا ان نفرّق بين الشخص والفكرة ،وان نرقى الى مستوى الحوار والتفنيد بالحجة للأفكار حيث هو الأسلوب الراقي والمهذّب والمنتج ،فيما استهداف شخص الآخر بتسخيفة والسخرية منه يفضي الى الكراهية فالعدوان فالعنف فالانتقام..الذي دفعت الشعوب ثمنه باهضا..ونخشى ان تدفع اكثر بتطور تكنولوجيا اسلحة الدمار.. وهذا هو هدفي من كتابة المقالة.
لنبدأ بـ(أولا) من مداخلتك: ان التطرف لا يقاس بهوية صاحبه ،بل بما يترتب عليه من نتائج..بهذا المعنى فان المتطرف دينيا لا يختلف عن المتطرف علمانيا..لأن سلوك كليهما يفضي الى الكراهية والعنف..وما ينجم عن التطرف بوصفه تعصّبا. الثانية.جاء فيها: "أشرت في مقالك الى أن الصحيفة تلقت "تحذيرات" والأصح انها تلقت تهديدات بالقتل والتفجير وغير ذلك وهناك بون شاسع بين الإثنين"،في حين ورد بنص المقالة: (..وبرغم انها هوجمت قبل اربع سنوات بقنابل المولوتوف،" ولا اعلم ما اذا كان السبب انفعالا ام عجالة. الثالثة:هنا قولتني ما لم اقله..فانا لم استثني الدين الاسلامي،بل قلت ان كل الاديان فيها معتقدات ومقدسات تبدو لآخرين سخيفة..ما يعني ان الاسلام بضمنها..ولك ان تراجع ورقتنا الموسومة (تساؤلات محرجة في الدين). الرابعة:تقترح بديلا لمقترحنا ان تقوم البلدان الاوربية بترحيل المسلمين غير القادرين على تحمل حرية التعبير في الغرب.والذي نعرفه ان حكومات البلدان الاوربية لن تسمح بدخول او بقاء المتطرفين المسلمين فيها..بل ان مخابراتها تلاحقهم في بلدانهم العربية والاسلامية..ما يعني ان مقترحك منفذ عمليا..فيما الهدف من مقترحنا هو اصدار نص من هيئة الامم المتحدة يمنع السخرية من اشخاص يعدهم الناس انبياء..ففي ذلك دفعا لقيام حروب اديان..فيما بينها ،وبينها وحركات علمانية. ان المعتقدات شأن شخصي وعلينا ان لا نسّخف الآخر لمعتقده.وثمة مفارقات عجيبة غريبة في هذا الشأن،مثال ذلك..أن ماركيسيين فرنسيين تحولوا بعد سنين الى الدين ..بل الى دين آخر!..فيما كبار قادة الحزب الشيوعي العراقي..كانوا ابناء معممين..ما يعني ان علينا ان نحترم اشخاص المفكرين والقادة الذين يغيرون معتقداتهم، وشخوص الافراد الذين تعدهم الشعوب انبياء او رموزا مقدسة. وثمة تساؤلات هنا: - ما الفائدة في تقدم البشرية من السخرية من شخص نبي؟! - ايهما انفع لتقدم البشرية..مناقشة ونقد افكار ومعتقدات دينية ،ام سلوك اشخاص تعدهم الناس انبياء او رموزا دينية؟ - وتساؤل لا اعرف اجابته..لقد قال مدير مجلة شارلي،الفنان المبدع الذي ندين جريمة قتله،(ان السخرية من الآسلام امر عادي كالسخرية من المسيحية)..وتساؤلي هو ..هل سخر من السيد المسيح؟..هل سخر من السيدة مريم العذراء التي هي في رأي علماء البيولوجي ..ليست عذراء..فيما هي في الدينين المسيحي والاسلامي عذراء؟! مرّة اخيرة..يتحمل مثقفو البشرية مسؤولية تاريخية في تجنيب الشعوب حروبا لأسباب سخيفة ،بأن يرتقوا هم اولا باساليب نقدهم بما يخدم الوعي الانساني الذي هو اداة التقدم الحضاري..وبدونها ستكون واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..بداية الفواجع في العالم الاوربي..فيما فواجع العراقيين ستبقى هي الأوجع..وليس لهم من نصير! تحياتي واحتراماتي.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..تحليل سيكوبولتك
-
كتابات ساخرة..حكايتي مع الستوته!
-
مؤسسة الفكر العربي..انجاز رائد
-
الصباح تحتفي ب(حذار من اليأس)
-
حكومات وبرلمانات ديمقراطية..تنهب شعبها!
-
ازمة العقل العربي المعاصر
-
الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (3 -3)
-
الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (2 -3)
-
الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (1 -3)
-
الدكتور حيدر العبادي - افعلها تدخل التارخ
-
السياسييون وعلماء الاجتماع
-
في سيكولوجيا خسارة الفريق العراقي
-
القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (3-3
...
-
القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (2-3
...
-
المؤتمر الوطني للتربية الايجابية - طموح وتحديات
-
القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (1-3
...
-
ماذا لو خرج الحسين الآن في بغداد؟!
-
ثورة الحسين..درس لحكّام هذا الزمان
-
القيم بعد التغيير وعلاقتها بالأزمة السياسية
-
نرجسية الفيسبوك
المزيد.....
-
مع شروق الشمس فوق واشنطن.. شاهد لحظة ظهور حطام طائرة في نهر
...
-
بعد التأجيل.. إسرائيل تبدأ بإطلاق سراح فلسطينيين من سجونها
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق القرآن في السويد، ماذا نعرف عنه؟
...
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق نسخاً من القرآن في السويد
-
إعادة بناء غزة ـ سعي مصر لجني مكاسب.. ما ثمن ذلك عند ترامب؟
...
-
مسؤول مصري يكشف سبب التأخر في إخراج المصابين في غزة عبر معبر
...
-
السويد تقدم لأوكرانيا أكبر حزمة مساعدات عسكرية منذ 2022
-
دولة أوروبية تواجه 72 ساعة من الظلام بسبب الخروج من نظام الط
...
-
هيئة الاتصالات الروسية تعلن التصدي لنحو 11 ألف هجوم إلكتروني
...
-
الجنود الفرنسيون يغادرون آخر قاعدة لهم في تشاد
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|