الضياع

خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 18:20
المحور: الادب والفن
    

بعدما انهي مصطفي المزروع الجريدة ركنها في زاوية قريبة منه في رف خشبي من مكتبته القريبة من سرير منامه في غرفته البائسة المؤجره .دار قديمة ذات طابقين طراز بنائها يوحي وبكل تأكيد عن ثراء وغني أهلها ،هاجروا وتركوها لخادمتهم الأرملة. أمرة أرمله وحيدة يقارب عمرها عمر أنشاء بيوت المدينة الكبيرة المتراصة على جاتبي نهر يشطرها الى نصفين يرتبطان بجسور خشبية اسطورية كبناء الدور ذات الطراز البنائي المتناهي في شكليه الجمالي وغير المعهود. مدينة تنفرد بهذا البناء دون غيرها من المدن في شتى ارجاء العالم القديم والحديث منه ومدن المستقبل ايضا. المرأة في عمر تعدى الثمانين ،وسيلة عيشها تعتمد إيجارات الغرف وأغلبها في معظم الأحدان فارغة إلا من مصطفى المزروع فهو مقيم لا دار له ولا اهل ،يمتهن حرفة أصلاح الأحذية المستعملة وصبغها ،كان في الصف السادس الأبتدائي عندما فقد أهله في دارمؤجرة لواحد من الدور في المنطقة ذاتها .شملته هذي العجوز برعايتها وأسكنته في أحد الغرف الغرفة ذاتها منذ الطفولتي ولا تزال سكنه الذي لا يفارقه فهي تطل على المسكن المفقود مع عائلته ظل وحيد مع العجوز ترهاه ويرعاها . اراد النوم مبكرة تلك الليلة لكن شئ ما دفة الى الجريدة خطرة بباله قراءة صقجة الوفيات هذه المرة ،فليست من عاداته قراءتها، قرءها جميعا لم يجد في الإعلانات مايعنه او يفيده ،قبل طيها واعاتها لمكانها شاهد اعلان غير مرئي اعلان فيه اسمه بالكامل مكتوب وبخط بارز اعلانا ينعه وبتاريخ متغير يبدأ منذ تاريخ فقدان أهله وينتهي في يومه يقف في هذا التأريخ .ترك الجريدة في يده أخذه الفزع والذهول يدور حول نفسه ، أطل من الشباك نحو بيتهم القديم رآه مهجور وكما هو، نزل مسرعا تعثر بالسلم الحجري وسقط الى الأسفل فاقد الوعي ،بعد بره عاد له وعيه وجد نفسه ممدد مقابل غرفة العجوز، دفعه الفضول لأخبارها وما يعمل ،فهي تتمتع بذكاء خارق في تفسير الأوهام طرق باب الغرفة أنتظر وأعاد طرق الباب عدة مرات دفعته شكوكه لفتح الباب ،سابقة لم يفعلها من قبل أنفتح الباب بعد جهد وعناء دخل فوجد العجوز ممدده في فراشها في الغرفة وفي مكان قرب سريرها وعلى السرير ورقة كانت وصيتها له مكتوب فيها اسم وعنوان صاحب الدار وما تملك لنفسها وما ادخرت لصاحب الدار طوال السنين من مبالغ الإيجارات وحمّلته هذا الإرث ليكون الوريث على ما أدخرته في حياتها فهو وريثها من بعدها ولا غيره

#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات