أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2














المزيد.....

رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


عندما يسرق السارق أو يقتل القاتل يحاكم وينال الجزاء هذا من العدالة لكن من العدل أن يحاكم أولا كبار القوم وسادته ومن جعل السرقة خيارا والقتل حل , هؤلاء هم المجرمون الحقيقيون , رأس المؤسسة الأجتماعية التي تحرص على ديمومة الخطأ وتراعي خطيئتها عندما تحاكم المخطئ بصفة مجرم تنتهك العدل مرتين وتنتهك العدالة في كل يوم مليون مرة , كان هذا من مقدمة فصل باسم العدالة الضائعة من كتاب الغريب , في عالمه الأفتراضي لم يلاحظ أحد يرتكب جريمة ليس لآنهم ملائكة لكن المرشد الأجتماعي والعين المسماة الرقيب الأجتماعي تعمل من أعلى لتراقب أي تحريف في المستويات العليا كي لا تنزل هذه الخطوط المنحرفة للأسفل لتتوسع القاعدة هناك .
الفقير الذي ممرنا به أنا وصديقي عدنان لم يكن أمامه حلول متاحة تنبع من طبيعة وجودنا الأخوي غير أن يكون مجرما يستبيح القانون ليأخذ حقه بالقوة أو يبيع إنسانية للذل من أجل أن يستجدي حقه بأبخس الأثمان , العدالة تفترض أن يجلد ويحاسب رأس السلطة الأجتماعية في المجتمع لأنه يتستر على السارق الكبير والمجرم العظيم الذي سد كل الطرق أمام محاولات هذا الفقير كي ينال حقه ومع ذلك يجلس هذا المجرم على دكة العدالة ليوزع نتائج جرائمه على الضحايا وبالمساء يحمد الله ويشكره لأنه أرسى حكم لإبليس بين الناس .
واقعنا مصاب بدوار مزمن لا ينفك بدون أن نعود لنحاكم آدم على فعلته تلك عندما سمح لولديه أن يتنازعا , يقول صديقي عدنان في كتاب الغريب بالضد من فكرتي أن آدم لم يكن يعلم بما يدور بين الأبناء , لم يكن يعلم الغيب ,أقول له كان عليه أن يحرص أكثر كي لا يشم ولديه ريح إبليس وقد أغراه في المرة الأولى وقد تاب الله عليه واسقط عنه الحق العام والخاص , فمن يتوب عليه الآن وقد أهمل واجبه مرة أخرى بالأصغاء للكلمة الأولى أنادي الآن باسم إنسانيتي أن يحاكم ولا يمكنني أن أبرر له شيء .
لا يمكننا أن نتحول للصورة القديمة قبل العقل لمجرد أننا لا نستخدم طرائقنا المعتادة للتواصل ,الإستذئاب شكل من أشكال الأستحمار وكلاهما لا يتفقان مع كوننا بشر لدينا خيارات متاحة أكثر من أي كائن لنعرف أفضل الطرق الممكنة للتواصل ,تتلخص نظرية عدنان هنا أن التردد في اللجوء للعقل واحدة من مصائبنا القديمة والأهم من ذلك أن لا نجعل العقل واحد من الخيارات ,إنه دوما المسلك الأول في البحث عن نحن وسط تزاحمات الأنا وفوضى الذات .
سمعت أصل هذه الفكرة عندما كنا نتجحفل لمعركة قاطع نفط خانه نفط شاه عام 1986وجدته أمامي صدفة كانت قطعتنا العسكرية في مرحلة إعادة تشكيل وصدرت الأوامر بترك المعسكر والالتحاق بقاطع الفيلق الثاني , نزلنا عند جامع أظن أنه كان أيضا قبر لولي لا أتذكر من هو وفي خروجي من الجامع وجدته أماما , تعانقنا وأخبرني أنه بصدد مشروع كتاب ,كانت أوراق مرتبة ومرقمة مكتوبه بقلم الرصاص ,قاطعته ماذا عن الحرب قال:.
_شيء من الجنون لا غريب في الأمر لقد تعود الإنسان أن يقتل نفسه في كل مرة ليعود يبكي على قبره , اللعنة على الغراب الذي علم الإنسان كيف يواري جريمته , هو من أرتكب ذاكرة القبور .
_ لا أظن أن للغراب وغيره من العجمان في خطيئة صاحب العقل .
_ لو كان عاقلا حقيقيا قبل أن يدفن أخيه لحاكم عقله أول مرة وينزل به القصاص بدل أن يسارع لإخفاء الدليل الذي سيعذبه , بعدها أصبح من السهولة بمكان أن نقتل ونسارع بدفن الضحية , ترى معي كم هو سخيف هذا الكائن الذي يستغفله طائر مشؤوم .
_ ولكن يا صديقي لو ترك الجثة لما طاق أحد العيش .
_ كان خيارا أفضل كان من الممكن أن يرتدع الإنسان بهذه الكيفية , يعيش معذبا بالذنب بدل أن يستر ويستتر ليعود ليمارس نفس الفعل ,إنه ليس بإرادة السماء هذا من سنخ فعلة إبليس مرة كشف السوأة وأخرى غطى ما لا يتغطى .
_ العيب إذا في تكوين العقل حيث من الممكن أن يخدع بسهولة وهنا نرد ذلك إلى من صنع العقل كما وصفت .
_ نعم ولا .
_ كيف يكون الجواب بالنقيضين .
_ نعم للأولى ولا للثانية , العقل ناقص ولكن في مستوى تفكير البشر ومن وظيفته أن يتعلم كي لا يخدع .
_ وماذا عن اللا الثانية .
_ الصانع غير مسئول عن سوء الاستخدام , منحك الحق وبحرية أن تكون ملاكا أو تكون الضد وكله بالعقل .
منذ أن رسخت هذه الفكرة ببالي كنت أقارن بين ما نتج من لقاء الشيخ الدرويش لمرة واحدة وبين علاقتي مع ذات الرجل التي أمتدت لسنوات ,الحصيلة مختلفة إذا أنا المسئول عن الخيبة ألتي تزداد مع كل صفحة أقرأها من كتاب الغريب .
لم يعد أمامنا الآن ومن قبل فرصة أن نستمر كما كنا وكما يعكسه الواقع للنجح أن نسعى للكمال ,الشيء الوحيد والمتاح أن نعود للمصنع الأول نتخلص من الزوائد التكوينية واللواحق المضافة المشوهة لصورة أدم الذي سجدت له الملائكة , حتى هذه الفكرة بدأن أفكر جديا في أن أهجرها عندما يكون بني آدم مجموعة من المجانين واللصوص والقتلة وووو في حين أن الملائكة لم تقترف حتى ذنب الرؤيا لوجه الله دون أن يريد , هذا الكائن الصلف وتحت أنظار الله يتحدى فكيف اقتنعت الملائكة أن تسجد للطين .
من المؤكد أني لست شيطانيا ولا من محبذي فعلته أبدا , لكن هناك أمر محير حقيقي يداهمني في كل مرة أنظر للواقع وأنت تسير وكل شيء من حولك لا يوحي بما مكتوب بالرسالات , النظافة واحدة مما أقترن بالإيمان بالله ودليل على الإقرار بالفوقية والتحتية والواقع ملئ بكل ما يعكس مدلول الفكرة , هل من الصحيح أن نؤمن فقط بما جاء ونترك رسل العقل ينامون تحت أفياء منبر الدين .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة
- ملامح عصر الأزمة
- حديث خاص بصوت عال
- الإبداع في قراءة النص
- كيف نقرأ النص
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة
- حق الإيمان وحرية التدين
- التصحيح وممارسة حق العود


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2