حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 11:05
المحور:
الطب , والعلوم
جوائز نوبل الخمسة، أعلي وأرفع جوائز يمكن الحصول عليها، اختياراتها صائبة، تكريمها مرموق للمتفردين في الأدب والسلام العالمي والكيمياء والفيزياء والطب. ويُمكن تقسيم جوائز نوبل إلي أقسام ثلاثة؛ قسم متعلق بالعلوم الإنسانية متمثلة في الأدب، والقسم الثاني يعكس جهوداً متميزة لخدمة السلام العالمي، أما القسم الثالث فيكرم المبدعين في العلوم التطبيقية الأساسية في مجالات الكيمياء والفيزياء والطب لما فيها من نقع للبشرية جمعاء.
لكن لما هذا التقسيم؟ لأنه يعكس بلا لبس واقع الدول التي ينتمي إليها الفائزون تحت شمس العالم. فإذا تناولنا جائزة نوبل للأدب لوجدنا بغير عناء أنها تعكس عبقرية فردية تمكنت من التأثير في عالمها، محلياً كان أو دولياً؛ إنها لا تتطلب تفوقاً علمياً أو صناعياً، إنما مقدرة فردية فذة علي التعبير الأدبي عن الواقع مهما تدني وساء وتدهور . أما جائزة نوبل للسلام فتعلي من شأن من بذل جهوداً متميزة لخدمة السلام والبيئة في أي مكان من العالم. لذا فإن العديد من جوائز نوبل في الأدب والسلام تذهب لأفراد من دول العالم الثالث، فقد فازت امرأة كينية بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، وسبقتها نشطة إيرانية، كما فاز بها السادات وياسر عرفات. أما جائزة نوبل للأدب فقد سبق أن فاز بها الأديب المصري نجيب محفوظ وأدباء آخرون من أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
لكن الأمر بالغ الاختلاف فيما يتعلق بجوائز نوبل في الكيمياء والفيزياء والطب، إنها محصورة إلي درجة الاحتكار في الولايات المتحدى الأمريكية وأحياناً أوروبا إلي أن فاز بجائزة نوبل للكيمياء عن هذا العام عالمان من إسرائيل. تعكس هذه الجوائز بيئة تقدس العلم حاضنة للعلماء، تحترمهم وتوفر لهم كل سبل النجاح والاستقرار والآمان، نجاحهم للمجتمع، تكريمهم له، إنه مجتمع يحفر مكانه باستحقاق تحت شمس الحاضر والمستقبل.
تُقاس الدول بمدي تقدمها في العلوم واحترامها للعلماء وأساتذة الجامعات، أما من سواهم فالنسيان مثواهم، في الحياة قبل الممات، حياة بلا معني ولو كانت الأنفاس داخلة وخارجة،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟