أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - لطيف شاكر - الرئيس والاقباط في عيد الميلاد















المزيد.....

الرئيس والاقباط في عيد الميلاد


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 08:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قامت الدنيا في مصر ولم تقعد علي زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية المرقسية لتهنئة الاقباط بعيد ميلاد السيد المسيح بين موافق ورافض وبين مؤيد وشاجب حتي اتهمه السلفيون السفهاء بالكفر ويجب الاستتابة بسبب زيارة بيت الله المسيحي
الكنيسة احدي مؤسسات الدولة واعرقها واقدمها والرئيس يذهب عادة الي كل المؤسسات في اعيادها للتهنئة , بصفته الدستورية نحو هذه المؤسسات وللتاكيد علي احترامها وضمان العلاقات الودية مع افرادها , كعيد الشرطة وعيد القضاء وعيد القوات المسلحة وفي مناسبات عديدة للازهر ...الخ
وعندما يزور الرئيس المؤسسة الكنسية فهو واجب دستوري لانه المسئول امام الشعب والدستور عن سلامة هذه المؤسسات وتبادل الاحترام لانه رئيس الدولة , ولايجب ان يميز بين مؤسسة واخري مادامت مؤسسات وطنية ومسالمة .
وفي المادة الدستورية الخاصة بالرئيس مادة 53 :
"المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الإجتماعى، أو الإنتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأى سبب آخر.
التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون
تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء علي كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض"
وزيارة الرئيس السيسي هو احترام للدستور وتفعيله, وعدم التمييز بسبب الدين وهذا ما خاب فيه الرؤساء السابقين واخلوا بمواد الدستور وفشلوا في ادارة مصر واحترام الشعب لهم.
اذا فزيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية واجبة وفرح بها الاقباط , بل اعتبروا الزيارة وكلمة التهنئة بمثابة اكليل فوق الرؤوس ووسام فوق الصدور , وكان التصفيق الحاد معبرا عن ابتهاج الاقباط والترحيب به حتي حاول الرئيس السيسي اكثر من مرة ان يسكتهم عن التصفيق المستمر دون جدوي وطال التصفيق حتي انصرافه بعد تقديم كلمة التهنئة ..كان منظر رائع وخالد بين االرئيس والاقباط سيسجله التاريخ باحرف من نور .
اما تقاعس الرؤساء السابقين المحسوبين علي مصر لزيارة الكاتدرائية لتهنئة الاقباط , انما يدل علي عدم الاهتمام بأعرق مؤسسات الدولة المصرية التابعة لرئاستة الدستورية والذي يصدق علي انتخاب البابا اداريا , وهنا الواجب الدستوري ان يهنئهم يوم عيدهم في عقر دارهم بغض النظر عن اية اختلافات لاتمس أمن الوطن . ويجب ان يكون الرئيس اولي الناس باحترام الدستور وحماية وحدة الشعب .
ويرجع سبب عدم قيام الرؤساء السابقين بواجبهم الوطني نحو الاقباط الي :
تعصب الرئيس (السادات "المؤمن" نموذجا)
جهل الرئيس (مبارك نموذجا )
كراهية الرئيس (مرسي نموذجا )
اضافة الي :
ارضاء الشارع الاسلامي وليس المسلمين
وكسب ود العرب عامة والاصوليين خاصة
وعندما قام الرئيس السيسي المحترم بهذه الزيارة فهو يحترم الدستور ويؤكد علي تبادل الاحترام والود مع الاقباط , لذلك تهلل الاقباط لانها لم تحدث من قبل في عصرنا الحاضر ,منذ الانقلاب العسكري الديني عام 52 ,وان كان عبد الناصر قام بافتتاح الكاتدرائية لكن لم يزورها للتهنئة واكتفي بارسال مندوب ,وهذا مافعله السادات الذي اعماه التعصب وقسم الشعب الي عنصرين وحدد اقامة رئيس الكنيسة ولم يكن مبارك الا صورة باهتة من السابق المذبوح , واستمر علي سياسته الرعناء التي اتسمت بالغباء ,حتي جاء مرسي فكان الاسوأ علي الاطلاق والاكثر كراهية وفسادا , فكان نصيبهما السجون وقيد حريتهم اسوة بالخارجين عن القانون .
وزيارة السيسي لها عدة دلالات :
كسر التعصب الرئاسي الغبي وكأن الاقباط جالية لاقيمة لها وهم جزء اصيل من مصر وشعبها
وضع اساسا يحتذي به للرؤساء مستقبلا (اطال الله عمر السيسي ورئاسته لمصر)
تعديل الخطاب الديني الذي يحض علي كراهية الاقباط وعدم تهنئتهم وتضييق الخناق عليهم
رد الاعتبار للاقباط وتكريس المواطنة المصرية للجميع دون تفرقة
والزيارة بمثابة صفعة قوية علي قفا الاسلاميين عامة والسلفيين والاخوان خاصة الذين اباحوا عدم تهنئتهم بل وقتلهم (برهامي وعمارة والعوا نماذج)
كلمة الرئيس
كانت كلمة الرئيس من القلب متدفقة بالحب فمست القلوب وهزت العواطف واثارت المشاعر واسعدت الاقباط , كلمات قليلة لكنها هادفة ومثمرة ,لم يتعود الشعب علي مثل هذه الكلمات السهمية الرائعة , خلافا لرغي الرؤساء السابقين وكلامهم التافه والفارغ من محتواه والذي لايشبع من جوع ويحمل في طياته الضغينة والكراهية والكذب والتلفيق .
هنأ الرئيس الشعب المصري في عيد الميلاد المجيد ,ومن منبر الكنيسة اعاد لمصر مصريتها و للمصريين هويتهم المصرية ,وذكًر الشعب بالحضارة المصرية واعلن امام العالم كله حقيقة الحضارة المصرية التي فاقت كل الحضارات وعلمت الجميع الكتابة والهندسة والفلك والصناعة والادب الي آخره من آليات الحضارة ودعائمها .
انها حضارة الاهرام وليس الخيام
والمسلات العظيمة وليس النخيل
وابو الهول الشامخ وليس الجمل
والنهر العذب المتدفق بالخير وليس الابار المشققة التي لاتضبط ماء والمحيطات المالحة
والولاء للوطن الذي يضم الجميع دون تفرقة لان الاديان عادة تسبب الضغينة والكراهية فقد خلق الله الوطن اولا قبل الدين وقال فنان الشعب سيد درويش اللي يجمعهم اوطانهم عمر الاديان ماتفرقهم فالوطن هو الحضن الدافئ للمصريين والملاذ الوحيد من اضطهاد الحكام والغطاء من قسوة التفرقة والظلم .
الدولة والكنيسة
الدولة كانت في تنافر دائم مع الكنيسة ليس لاي سبب سوي الاختلاف في الدين
فبعد الانقلاب العسكري الديني عام 52 ,ناصبت الدولة العداء للكنيسة ,وتغاضت عن قتل الاقباط في مجازر عديدة يندي لها الجبين المصري والضمير العلمي, دون ان يقدم احد للعدالة ,واعطي المسئولين الضوء الاخضر للارهابين الاسلاميين بحرق الكنائس والاعتداء السافل علي البنات القبطيات بالخطف والاسلمة الجبرية وابتزاز المسيحيين وسن قانون الاذراء للدين الاسلامي دون غيره وعدم ترقي الاقباط الي الوظائف العليا التي يستحقونها او المراكز الهامة بالدولة واصبح المسيحي مواطنا درجة ثانية او دونية , وتعاملوا مع الاقباط بالذمية الكريهة واغتصبوا حريتهم وسلبوا حقوقهم . .
اما بناء الكنائس بات حلم لايتحقق ومن المستحيلات انما هدمها وحرقها من المسموحات والمقبولات مع صمت المسئولين , وصار الظلم متفشيا والكراهية سمة عصورهم الحزينة علي الاقباط ولاحق لهم ولا دية تعويضا عن قتلهم او سلبهم , واذا رفعوا صوتهم فسيف خالد بن الوليد دائما مشهرا علي رقابهم في الحاضر كما في الماضي . فضلا عن ازدراء الديانة المسيحية في الفضائيات والصحف والمجلات يوميا دون استحياء أو أدب ..انه حرب السيف والقلم علي اقباط مصر
الكنيسة والدولة
الكنيسة في تناغم مستمر مع الدولة وتعزف دائما علي اوتار الوطتية ومحبة الجميع
قال الاب سرجيوس خطيب ثورة 19 علي منبر جامع الازهر :فليمت الاقباط ولتحيا مصر
وكان القول المأثور لقداسة البابا شنودة فارقا : مصر وطن يعيش فينا لاوطن نعيش فيه
ويؤكد قداسة البابا تاوضروس علي الوطنية : وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن
والمعني واحد للثلاث ان الدين لله والوطن للجميع دون تفرقة للدين اواللون اوالعرق ..الخ
والكتاب المقدس يحثنا ان نعطي مالقيصر لقيصر ومالله لله والقيصر يعني الوطن اي ان الوطن اولا والولاء للوطن قبل الدين والوطن امانة عندما نكون امناء في الوطن يأتمنا الله علي الامانة الابدية .
يقول يولس الرسول في رسالته لاهل رومية ص13: لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لان ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله ... فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة.
والكنيسة تصلي من اجل الرئيس في القداس الذي وضعه القديس مرقس الذي بشرنا بالايمان ويشنرك جميع الكنائس في المهاجر واوربا في الصلاة من اجل رئيس مصر فتتقول عبر «أوشية الرئيس» فى القداس الكيرلسى، «رئيس أرضنا عبدك، احفظه بسلام وعدل وجبروت، ولتخضع له كل الأمم الذين يريدون الحرب فى جميع ما لنا من الخصب، تكلم فى قلبه , من أجل سلام كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية، أعطه أن يفكر بالسلام فينا وفى اسمك القدوس، لكى نحيا نحن أيضاً فى سيرة هادئة ساكنة ونوجد فى كل تقوى وكل عفاف بك"
ويصلي الشعب القبطي ايضا من اجل سلام الوطن والعالم ومن اجل النيل والزروع وكل شجرة مثمرة ......الخ
اهلا بكم ياسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اعرق مؤسسة روحية بمصر التابعة لادارتكم الحكيمة ومسئوليتكم الرئاسية والدستورية فنحن نحبك ونحترم حكمتك وامتلكت قلوبنا بزيارتكم الكريمة وكلمتكم الثمينة .
دمتم لنا وعاشت مصر حرة سالمة .
المقال القادم : الازهر والكنيسة - الرئيس والزعيم – القدوة وتأثيرها – تعديل خطابات عديدة



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد علي مهاترات كاتبة
- ذبح العائلة المسيحية من تاريخ الاسلام
- القرضاوي..غباء وجهل وعيب
- كتاب -المسيحيون ليسوا نصاري-
- شجرة عيد الميلاد -الكريسماس-
- احلام لم تتحقق وحلم منتظر
- الشمس قوة الاله الكونية
- العين مرآة الروح
- الاٍعجاز العلمي الفرعوني
- مجلس النواب الوطني المرتقب
- اوقفوا انتخابات مجلس الشعب
- كتاب مسيحيون ولسنا نصاري
- سمات الاحتلالات الاسلامية
- هدف الغزوات العربية النهب والسلب وليس الاسلام
- جاء الوقت لاعتراف مصر بمذبحة الارمن
- اثار العهدة العمرية (شروط ووثيقة)
- التطابقات بين داعش (البنا) ونازية هتلر
- خطة تهجير مسيحي الشرق الاوسط
- عبد الناصر والسيسي والاخوان
- داعش يسترد بضاعته من النازية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - لطيف شاكر - الرئيس والاقباط في عيد الميلاد