|
قصيدة: سباعيات امرأة نكدية.. / بنعيسى احسينات
بنعيسى احسينات
الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 20:57
المحور:
الادب والفن
سباعيات امرأة نكدية.. (حول كيد النساء )
(تلك المرأة التي تحول حياة الأسرة إلى جحيم، وهي هنا في القصيدة، امرأة مفترضة متخيلة، تجتمع فيها كل الصفات النكدية المعروفة ب"كيد النساء"، المتفرقة عند بعض النساء في الواقع. والغرض من القصيدة، مساهمة في وعي المرأة بأخطائها والعمل على تجاوزها إصلاحا للمجتمع ومرضاة لله واستحسانا ورضا العباد.) بنعيسى احسينات
هي امرأة نكدية مفترضة بصفاتها.. كل المساوئ تجتمع فيها.. كل المشاكل تصدر عنها.. في كل النساء بعض منها.. ربما متشبعات بكثير من نكدها.. تكاد لا تسلم أي أنثى من تأثيرها.. فويل لمن تقع في حبال شياطينها.
تبغي الطاعة والدلال أبدا من بعلها.. نحبذ سماع: " أنت جميلة".. بل ترداد: "أحبك"، كل ساعة.. لا تقبل الأوامر بالمرة.. ترفض النقد ولو بالإشارة.. تستبد، في كل حديث، بالكلمة.. فويل له إن لم يعمل على إرضائها.
تقول دوما: "هل تحبني؟" لزوجها.. باستمرار تسأله.. إن قال: نعم، لا تصدقه.. بل تشك في قوله وتصده. إن قال: لا، ولو مازحا، تصدقه.. وهي غاضبة منه لا تتحمله.. فويل له إن لم يُجبْ عن أسئلتها.
في غرفة النوم، تولي له ظهرها.. ففيها تطرح مشاكلها.. وفيها تحقق مطالبها.. تصده إذا ما لمسها.. تتمارض إذا ما طلبها.. يستجيب فقط لرغبتها.. فويل له إن حاول أن يستَقضَها.
تتهمه باستمرار وبجرأة بخيانتها.. تجعل له خليلات وهميات.. تبحث في ثيابه عن بصمات.. عن أثر خيانة وتجاوزات.. شاكة في أخلاقه بامتياز.. تتعامل معه بلغة الابتزاز.. فويل له إن حاول ولو مرة إقناعها.
تُجري تحقيقات معه في حينها.. مستفزة إياه في كل ليلة.. بل في كل ساعة.. وفي كل دقيقة.. عن أشياء تافهة.. لا تستحق أي وقفة.. فويل له إن لم يستجبْ لأمرها.
تقيم له دوما محكمة خاصة بها.. في كل صباح ومساء.. تصدر في حقه حكم القضاء.. مع التنفيذ والأداء.. وبأعمال شاقة هوجاء.. تعكر صفوه بالجفاء.. فويل له إن احتج ضد أحكامها.
تُقَولُه دائما ما لم يقله حقا لها.. فإن قال: لا لم أقل، تكذبه.. وإن أقسم، لا تصدقه.. عليه أن يردد ما تقوله.. تجعله يشك في نفسه ويصدق، مرغما، ما قولته به.. فويل له إن حاول لحظة، مجادلتها.
باحثة باستمرار عن عيوب زوجها.. تكشفها أبدا أمامه.. وأمام الناس، بها تحرجه.. وأمام العائلة، لا تحترمه.. وعن أشياء تافهة، توبخه.. وفي أي مكان، تحتقره.. فويل له إن حاول، مرة، الرد عليها.
أفراد عائلة الزوج، دم أسنانها.. بدون سبب تكرههم.. توقع بينه وبينهم.. تحرضه دوما عليهم.. تحاول عزله عنهم.. تُكرهُ الأطفال فيهم.. فويل له إن فكر في معاكستها.
ميالة للسحر والشعوذة بطبعها.. راغبة، ولو سرا، في اللجوء إليها.. ولو أنها تتظاهر بعدم الإيمان بها.. لا تخش الله في صنعها.. قريبة جدا من الشيطان.. بعيدة من الله بالعصيان.. فويل لمن يقع في حبال شراكها.
امرأة نكدية سليطة بعنادها.. كثيرة الشكوى مُوَسْوَسَةْ.. لا تعرف أبدا سعادةْ.. تكدر الحياة عنوةْ.. بشك وغيرة قاتلةْ.. وصنع أجواء مكهربةْ.. فويل له إن حاول مقاومتَها.
تشعل الفتنة دوما في ما حولها.. لا تخاف العواقبْ.. هَمها خلق المتاعبْ.. وحشد المصاعبْ.. ونشر المصائبْ.. والتلذذ بالمقالبْ.. فويل له إن سارع إلى توقيفها.
فاقدة للثقة في نفسها وغيرها.. تشك في الشك ذاته.. الآخر عندها جحيم بقدره.. ولو كان أحب الناس بمقداره.. بغير سبب تفتعل المواجعَ.. ناقمة تقض المضاجعَ.. فويل لمن لم يخضع لسيطرتها.
مفرقة لأي جمع عائلي بخُبثها.. تكره علامات الفرحة.. على محيا أفراد العائلة.. تجعل الحياة بلا صفاء.. تتعامل بنفاق مع الغرباء.. بطيبوبة مصطنعة جوفاء.. فويل لمن يخرج عن قواعد لَعبها.
زارعة للكدر دائما في محيطها.. ثرثارة إذا تحدثت.. مستبدة إذا تكلمت.. مالكة للحقيقة إذا نطقت.. لا تقبل النقد من أي إنس.. لا صوت يعلوا عليها ولو بهمس.. فويل لمن يحاول أن يبين أخطاءها.
منطق الكلام وهدوئه لا يُسعفها.. تُزبد وتُرعد بدون سبب.. تَصرخُ وتزمجر بدون أدب.. تُقدمُ دائما نفسها ضحية.. وتَخلقُ من لا شيء قضية.. تسعى لإثبات الغلط الواضح بالقوة.. فويل لمن أراد، ولو بسطا، أن ينصحها.
تجعل من "حَبة قُبة" في تقديرها.. تهتم بكل كبيرة وصغيرة.. تحشر أنفها في كل سريرة.. تنبش عن أسرار الناس.. ما بطن منها بالأساس.. تستنجد بالوسواس الخناس.. فويل لمن يحاول إخفاء سر عنها.
ناذرا ما تقبل تحملَ مساءلتَها.. وجوابها حقيقة بلا دليل.. أوامرها لا تخضع للتأجيل.. بل تنفيذها حرفيا وبالتعجيل.. لا تقبل الجواب بلا، عند الطلب.. ولا تعرف الانشراح، بعد الغضب.. فويل لمن لا يرضى أبدا بأحكامها.
لها صفات خاصة ملتصقة بشخصها.. حنانَة، منانَة، نمامة.. أنانَة، بكاءة، حداقَة.. أنانية، براقة، شداقة.. ماكرة، متكبرة، كذابة.. بغيضة، ماكرة، غيرانة.. فويل لمن يقع في مجال اهتمامها.
حية رقطاء تنفث السم من لسانها.. لا تعرف الشكر أبدا.. لا تعترف بالخطأ أبدا.. لا تعتذر عن الغلط أبدا.. بدون أي داع دائمة النقار.. دائمة النقد والانتقاد بلا مقدار.. فويل لمن، بأي تصرف، يعارضها.
تدعي المعرفة في كل تدخلاتها.. تتكلم أكثر مما تصغي.. لا تعرف أبدا ما تبغي.. تحتاج لمن يصغي لها.. تريد من يتحدث إليها.. لا لمن يقدم النصح لها.. فويل له إن حاول مقاطعتها.
تتوهم أشياء لا منطق ولا وجود لها.. تريد أن يقتنع الناس بواقعيتها.. متشبثة بقوة وإصرار بها.. لا أحد يستطيع إقناعها.. ولا تتراجع عن وهمها.. ولو سطعت الحقيقة أمامها.. فويل لمن لم يعمل على تصديقها.
ممثلة بارعة تتقن الأدوار كلها.. تارة تلعب دور الضحية.. وتارة دور المتسلطة.. وأخرى دور المقهورة.. تُلبسُ لمن تريد التهمة.. حرباء تتلون حسب الحاجة.. فويل لمن لم يفطن، قبلا، لدهائها.
فمهما وصفنا، ومهما قلنا فيها.. لم نف بالغرض إلى الأبد.. لم نفصح عن النكَد.. الكامن في الأعماق.. الغارق في الأنفاق.. الخارج عن الأنساق.. فويل لمن لم يفهم حقا قصدها.
حتى هي نفسها لم تنج من نكدها.. ضحية سهلة لمزاجها.. فريسة صائغة لعنادها.. ظالمة لنفسها وغيرها.. تطبق أبدا قبل التفكير.. تعلق أخطاءها على الغير.. فويل لمن يقع، جبرا، ضحية نكدها..
بائسة، لا تدري، حقا، مقاصدها.. نكدية بالرغم منها.. لم تختر سلوكها.. مضطرة رغما عنها.. ليست شريرة بطبعها.. إنسانة ضحية تربيتها.. فويل لمن يجهل أصلا حقوقها.
في كل الأفعال، لها حقا ما يبررها.. في الأصل تعاني من وضعها.. في الواقع تشكو من دونيتها.. في العائلة تفتقر لقيمتها.. في المجتمع تفتقد لمكانتها.. في العالم تحتاج إلى إنسانيتها.. فويل لمن يحاول سلب حقوقها.
إنها حقا غير ملومة أبدا عن أفعالها.. مُسَيرةٌ لا مُخَيرةٌ في سلوكها.. الخطأ آت من تربيتها.. من وسطها، من محيطها.. ندعو لها بالهداية.. وبكثير من التوبة والمغفرة.. فطوب للتي، للبر اصطفاها خالقها.
لكن، هناك رجال أكثر نكدية منها.. يحولون حياة أسرهم إلى جحيم.. بالتسلط، بالقهر الأثيم.. بالرعب، بالعنف الأليم.. وزرع الذعر في قلب الزوجات.. والتملص من مسئولية البنين والبنات.. فأين هي النفسُ اللوامةُ عنده وعندها؟؟
-----------------------------------------------
#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مارد الإرهاب.. / بنعيسى احسينات
-
ما بعد الربيع العربي.. / بنعيسى احسينات - المغرب
-
غزة تستغيث.. (قصيدة قديمة بعنوان جديد)
-
وضعية اللغة العربية الفصحى أمام اللهجات المحلية في العالم ال
...
-
العلم المغربي واستعمالاته السيئة: وجهة نظر نقدية.. / ذ. بنعي
...
-
سيدة السيدات.. / بنعيسى احسينات - المغرب
-
أسئلة حول النظافة والأمن وما بينهما بالخميسات.. / أبو أمل
-
من فظلكم، دعوني وشأني.. / بنعيسى احسينات (المغرب)
-
وداعا (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
-
الإنسان والبحر (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب
...
-
قمر الحفلة (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
-
شهور السنة (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
-
ألوان.. (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
-
بعد فصل الشتاء.. (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغ
...
-
لماذا البكاء أيها الطفل؟ (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسين
...
-
شمس الصيف (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
-
غروب الشمس (قصيدة مترجمة) / بنعيسى احسينات (المغرب)
-
اتركيني ! (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
-
إلى هذا الربيع الضائع (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات
...
-
الربيع (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|