أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عبد الأمير الربيعي - علي هادي وتوت محافظاً للديوانية














المزيد.....

علي هادي وتوت محافظاً للديوانية


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 20:46
المحور: كتابات ساخرة
    


علي هادي وتوت محافظاً للديوانية
بعد إنقلاب 17تموز عام1968 , ومجيء البعث إلى السلطة , تم تعيين أحد ضباطهم المشاركين في الأنقلاب العقيد الركن علي هادي وتوت محافظاً للديوانية , بعد أن أنهى دوره في محاكمة المتهمين بالعمالة للصهيونية ,كما يدّعون وهم من كبار تجار يهود بغداد والبصرة الذي بلغ عددهم (27) عراقياً , ومن ثم محاكمة مجموعة من المعارضين لسلطة البعث من الضباط الأحرار كان أحدهم العميد الركن جابر حسن الحداد وآخرين , كانت طريقة المحاكمة أن صدر الحكم مسبقاً بالإعدام شنقاً حتى الموت للتجار اليهود المدنيين , والحكم بالإعدام رمياً بالرصاص على الضباط العسكريين المتهمين بتآمرهم على الثورة .
عندما حلَّ علي هادي وتوت محافظاً على مدينة الديوانية , أخذ يتفنن في متابعة أصحاب المهن الحرة وأصحاب المطاعم , ومتابعة تطبيق الشروط الصحية , فقررّ في يوم ما وعلى طريقة ولاة القصص وملوكها , أن يتنكّر ويذهب للتأكدّ من الأمر بنفسه , فلبسَّ الملابس العربية متمثلاً بملابس فلاحي الجنوب , من الدشداشة والكوفية والعقال واضعاً النظّارة السوداء , والسؤال عن أسعار الأكلات الشعبية ليلاً في المطاعم , ومحلات المرطبات والألبان , وأسعار الخضرة .
ذات يوم تنكر كحالته ودخل مطعم خضير في صوب الشامية , الجانب الصغير .
أخذ ركناً ثم نادى على السفرجي, وهو من يأخذ الطلبات , وقف السفرجي على رأسه وبدأ يسرد الأطباق والأكلات المتوفرة بشكل سريع بما تتطلبه مهنته وعمله : جلاوي , معلاك , كباب , تكة , كص على تمن , كص , قوزي, تشريب , يابسة , بامبية , أسود .....
ضاق علي هادي وتوت بالسفرجي , فطلبَّ متأففاً بلهجة ريفية جنوبية :
- بروح أبيّك جيبلي نص تكّة .
استدار السفرجي نحو جهة المطبخ وعامل الشوي المتخصص وهو يطقق بالملاعق وبصوت عالي.
- عندك نص تكّة للسيد المحافظ , وداريّ .
أكمل السيد المحافظ مشواره في الأكل (متزقنباً ) نص نفرّ التكّة , خارجاً من المطعم وهو يتأفف بسبب أكتشاف شخصيته .
ثم عادّ السيد المحافظ إلى شارع الصيادلة في الديوانية يتعقبه مفوظ من الشرطة المحلية للحماية , قاصداً محل صغير للكادح (زوّاد) , المحل مختص لبيع اللبن للمستطرقين , يقع مقابل محل سلمان الطبل لبيع الفواكه والمعلبات المستوردة على اليمين من الشارع , طالباً (كاسة) لبن , كان القصد من مرور المحافظ على المحل ليتأكد من تطبيقه للشروط الصحية , كان يقدم زواد للزبائن اللبن بكاسات الألمنيوم (طاسة) .
قدم زواد اللبن للمحافظ وهو يردد كلمات الأحترام والتقدير :
- تفضل استاذ لبن عمل خاص للسيد المحافظ.
- ................
وبخّه المحافظ طالباً توقيفه وفق المدة القانونية للتجاوز وعدم تطبيق الشروط الصحية في محل الكادح زواد.
بعد أن أحيل على التقاعد علي هادي وتوت , أصبح جليس داره في مدينة الحلة , حتى وجد ميتاً مستنداً على كرسي في حديقة بيته , كان هذا نموذج من محافظي الديوانية , ينفذ ما تطلبه سلطة النظام البعثي أيام الستينات من القرن الماضي .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)
- العلامة طه باقر مرمم الذاكرة العراقية
- الديوانية زهرة الفرات
- الكابتن جاسم محمد علي الهندي ... الهداف الأول لملاعب بابل ال ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- (نظرية الاصل الفضائي للسومريين)
- الصابئة المندائيون في العراق ...تاريخهم . عباداتهم. عاداتهم ...
- الأيزيدية .. للباحث والمفكر والإنسان زهير كاظم عبود
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- الحلة تحتفي بالشاعر العراقي سعد جاسم
- حوار مع المناضل حميد غني جعفر الاسدي (جدو) , ليروي قصة النفق ...
- سحر الحقيقة ..شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- واقع المرأة في المجتمع العراقي
- كيف نصنع الديكتاتور
- وداعاً ايها المناضل والصحفي سعد حمزة الغريباوي
- د. برهان شاوي وأسرار رواية مشرحة بغداد
- مأساة اكراد حلبچة والسلاح الكيمياوي
- الباحث عدنان حسين أحمد وأدب السجون
- الشخصية الوطنية موسى الطائي يروي المعالم المضيئة من تاريخ تن ...


المزيد.....




- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عبد الأمير الربيعي - علي هادي وتوت محافظاً للديوانية