أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1














المزيد.....

رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


3
مر أسبوع أو يقرب منه منذ أن اعتزلت في مكتبي داخل بيتي حتى لا أرغب بالكلام مع أفراد العائلة أعيد كل ما حدثني به صاحبي وأعيد كل الصور التي تطرق لها في العالم الأخر محاولا أقناع نفسي أن ما جاء به مجرد أمنيات فكرية أو نوع نبيل من الهلوسات العقلية حين يتحرر العقل من سجنه الذي صنعه الإنسان ليرتاح من مشقة التأمل والتفكير , لكن أعود في كل مرة خائبا لداخلي فقد كان الحديث أشبه برسالة نبي, إنه الصورة الميتافيزيقية للوجود الجميل .
هل يسمع العالم أو حتى يسمح لعدنان أن يقول ما يريد أن يخبر الناس بالحقيقة أنهم يسعون لدمار أخر بقايا كلمة الله الأولى فيهم ولهم , هل يمنح العالم فرصة لعدنان أن يصحح جزء من الذاكرة المريضة لأبن آدم هنا , أظن أن تهمة الجنون الجاهزة أو الكذب أو حتى تعاط السحر ستكون جاهزة بحقه ,أنا يا صديقي عدنان أعلن عن كل أسفي وخيبتي وخسراني أنني لم أصدقك أول مرة حين أخبرتني أن العوالم متعددة والمنطق العقلي هو من يحاول أن يتستر ... صديقي أسفي أكبر من كل هذا الوجود .
في لقائي كدت أخبره عن ضرورة أن يكتب كل تجربته في كتاب ليكون شاهدا على تفاهة عالمنا هذا وأعرف أن مثل هذه الفكرة لا تغيب عن باله , أخرج من تحت أبطه كيس فيه كتاب أنيق يبدو أنه مطبوع من وقت , قال الغريب في الكتاب أسمه , عنوانه الغريب , قد يكون المحتوى غريب وقد يكون الشخص الذي عاش المحتوى غريب , أو يكون الكتاب بذاته غريب , إنه التجربة الأكثر غرائبية في حياتي أجبرني أن أعتزل كل شي لأقرأ وبعمق هذه المرة توصيات المعلم الغريب .
أخر مرة ألتقيت الشيخ الدرويش بعد أن فقد بصره وقد غبت أكثر من بضع سنين عنه تذكرني من صوتي وعرفني سألته في حينها عن عدنان وشكوت له صمته الدائم وشروده عن كل ما كان , اخبرني في الحين بجملة لن تنسى أبدا , دعه ينحت في الوجود لوجه حقيقي لم يألفه عالمكم المزيف إنه يعمل ما كان يجب أن يعمله آدم من قبل , قلت في حينها أن الرجل ايضا أصابته لوثة جنون , وتركته ولم أعرف أخباره بعد , كم أتمنى أن أقبلك فيما بين عينيك أيها الرجل العظيم لقد أسديت للبشرية خدمة بمستوى ما فعله نوح جدك من قبل .
من عادتي في القراءة أنني أتصفح الكتاب من صفحاته الأخيرة لأرسم له معنى خاص بنتيجة ما يصلنا منه , لأول مرة أفعلها وأقرأ من حيث يجب , الغريب ليس كتابا بالمعنى العام وليس منهجا معرفيا , إنه رسالة وجود تنتشل الإنسان من حدود الطين لحدود الروح إنه العودة الحقيقية لمعنى أن تكون مصنوع بيد قدرة لا يمكن أن تتكرر ولا يمكن أن يفعلها الرب ثانيا , إنها خلاصة الحكمة من علم الحكيم .
في سنين الدراسة الجامعية تعرفت على زميل لي في الجامعة من محافظة بعيدة عنا كان يدرس الفلسفة يملك أفق غير ما نملك ,حمل هم الإنسان في كل ما كان يقرأه وما يكتب من أفكار لا تسمح الظروف ولا المعطيات أن تنتشر , ملحدا من وجه ومؤمنا كهنوتيا من وجه , يعرفه الزملاء أنه ماركسي النزعة أكتشفت من خلال حوارنا التي كانت تحتدم وتطول ونحن في السكن الجامعي أن الرجل ليس كذلك إنه مهووس بالبحث عن العلل وجوديا من غير إنكار للمثالية ومثاليا فوق حد التصور حتى كأنه مادي بما يؤمن به , لم يكمل دراسته الجامعية فقد أنتزع عقله في لحظة عندما قرر أن يتولى تحويل العالم جبرا ليكونوا له تلامذة .
سعيد وياليته لم يكن سعيد خسر الإنسان واحدا من أبناءه لم يستطع أن يتحمل كل هذه التفاهات ولم يحاول أن يتصالح ولو جزئيا ومرحليا مع الواقع فثار وأعلن أن خروجه عن الواقع هو الحل الأمثل بدل أن يرضخ ويفقد حرية عقله بأن يؤمن بما يريد , عالمنا ملئ بالإجرام والمشكلة أن المجرمين الحقيقين هم من يفرضون على المجتمع كيف يسير وعلى أي وجهة .
الفرق بين سعيد وعدنان أنهما أرادا ان يصنعا من الخشب كرسيا ليجلس الإنسان عليه مكرم ,الأول لم يدرك بعد فن النجارة كما يجب وعليه أن يستعين بنجار قديم ومتمرس فجازف بخبرته المتواضعة فكان نصيبه أن كسر كل شيء أما عدنان فتعلم المهنة على أصولها فأبدع في التصنيع , لقد كنت مع الأثنين وأنحاز لهما لكنني أجد أن مكاني الأقرب حيث يكون للزمن والتجربة اكبر الحظ في صنع اللحظة .
في كتاب عدنان الغريب أكتشفت أن الإنسان يمكنه أن يكون ملاكا ويكفي أنه مأمور بأن يكون كذلك وقد هيأت القوة المتحكمة كل الأسباب لذلك , لولا خطيئته الأولى التي تعلمها دون غيرها من إبليس من حيث لا يدرك , الحسد كان البذرة الأولى التي نقل فايروسها المعدي له وتفنن في أستخدامها واللعب معها عابثا واحيانا قاصدا ذلك ,كسر كل شيء من أجل شيء سيناله بطريق أخر وبمحاولة ثانية , أو أن الأمر أساسا لا يصلح له بهذه الكيفية أو تلك , هذا هو الجنون التدميري .
عالم عدنان عالم واقعي لو قبل الإنسان أن بعط فرصة لأن تنمو الـــ نحن في داخله بدل أن يقضي العمر حريصا على الأنا الذاتية ولم يتعظ مما أصاب أسلافه وأقرانه وهو يفهم تماما ما الذي يجري ومع ذلك يبقى مواظبا على خداع نفسه , كنا صغارا بالعمر نتقاتل على حب شمس ومع صغرنا عندما حسمت شمس أمرها لعدنان قبلنا الأمر , كنا كبار في عالم الصغار , العجب أن عالم الكبار يصر على أن يتصرف بروح الصغار الشريرة وهم على مشارف التوديع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة
- ملامح عصر الأزمة
- حديث خاص بصوت عال
- الإبداع في قراءة النص
- كيف نقرأ النص
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة
- حق الإيمان وحرية التدين
- التصحيح وممارسة حق العود
- حقيقة الشيعة والسنة كمصطلح سياسي
- الهرمنيوطيقا... دلالة المعنى في الواقع الإسلامي


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1