|
هل انصفت مسودة الدستور حق المراة العراقية ؟
كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 11:18
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
د. كاترين ميخائيل /
جاءت تركيبة الجمعية الوطنية على اساس المحاصصة الاثنية والدينية والمذهبية والحزبية . وانعكس هذا الأمر بشكل واضح على لجنة كتابة الدستور المسيرة من قبل بعض الطوائف والاحزاب . ولهذا جاءت مسودة الدستور لاتلبي طموح فئات كبيرة من الشعب العراقي من الذين يطالبون بالديمقراطية , ونالت المراة العراقية حصة الاسد من الغبن وبما انها تكون حوالي 60% من تركيبة الشعب العراقي . فاذن .. هل من ممكن ان نبني الديمقطراطية ونحن قد غيبنا اكثر من نصف الشعب . رغم هذا انا اعتبر التصويت على الدستور عملية مهمة لنا مع اجراء بعض التعديلات التي تخص باب الحقوق . المادة الثانية الباب الاول تتعارض الفقرات مع بعضها البعض ( الاسلام هوالدين الرسمي للدولة) . وفي نفس الباب مادة اخرى لايجوز سن اي قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية . في الفقرة الاولى يرجعنا الى قانون 137 الذي يطلب من المراة ان ترجع الى البيت وتصبح انسان من الدرجة الثانية اي لحالها قبل الاف السنين . واذا رجعنا الى الفقرة الثانية فليس لدي أي جواب ولا كيف اوفق بين الاثنين ؟ المادة 39 التي تنص : العراقيون احرار في الالتزام باحوالهم الشخصية حسب دياناتهم او مذاهبهم او معتقداتهم او اختيارتهم وينظم ذلك بقانون . واضح جدا هنا اننا رجعنا الى قانون 137 اذ لكل ديانة او طائفة لها ان ترجع الى رجل الدين الذي يبت باحكام الحياة الشخصية للانسان العراقي وكل رجل دين سيبدا باجتهاداته الشخصية لتفسير الدين وفق معياره الشخصي وهذا مما يفتت المجتمع العراقي ويضع حاجزا كبيرا للتزاوج بين اطياف الشعب وينعكس بشكل مباشر على العائلة العراقية وهنا يضيع الاطفال بين صراعات الاديان والطوائف في المجتمع العراقي . ويجر بعدها قوانين الطلاق والميراث وحضانة الطفل وهذه كلها اساسيات في المحافظة على العائلة العراقية ومن ثم المجتمع العراقي . بالاضافة الى اننا نناقض اتفاقية عدم التمييز ضد المراة (سيداو ) الموقع عليها قبل عشرات السنين وواضح جدا اننا نناقض مادة تخص احترام الاتفاقيات الدولية بخصوص حقوق الانسان . ,هذا يعني اننا الغينا قانون الاحوال الشخصية 188 لعام 1959 الذي يعتبر انجازا كبيرا بحق المراة العراقية . هل رجعنا الى الوراء ؟ المادة 44 تنص لجميع الافراد الحق في التمتع بكل الحقوق الواردة في المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الانسان التي صادق عليها العراق , والتي تتنافى مع مبادئ واحكام هذا الدستور . هذا واضح جدا اننا نرجع الى الشريعة وكل شى سوف يتعثر امام تطور المجتمع ويلعب هنا رجال الدين لعبة قوية اذ أن كل شي سيربط بالدين . وبهذا نرجع الى قانون 137 بشكل ذكي جدا . القانون الذي اقترحه مجلس الحكم العراقي في ديسيمبر 2003 عندما كان عبد العزيز الحكيم على راس المجلس . وبهذا تصبح المادة المعنية بحقوق الانسان وعدم التمييز في باب المنسيات وبذلك نكون قد رجعنا الى العصور الوسطى , ان الفقرة (4) من نفس المادة يجب ان تعدل بحيث يكون تمثيل المراة العراقية 25% من المجلس الاتحادي و بهذا تكون المراة العراقية مساهمة في صنع القرار . المادة 90 تنص : تتكون المحكمة الاتحادية العليا من عدد من القضاة وخبراء الشريعة والقانون يحدد عددهم وطريقة اختيارهم بقانون يشرع باغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب . السؤال هنا من يضمن لنا نزاهة خبراء الشريعة ؟ ومن اية طائفة دينية سيكونون وهل هذا لم يخلق مشاكل بين الاطراف الدينية نفسها وبالنهاية يفقد القانون مصداقيته . ولماذا يجب ان يتواجد رجال الدين في القانون ؟ هل هم خبراء في كل شي وهذا مما سيعمل على ازدياد تفتيت المجتمع وتراكض رجال الدين للتدخل في الحياة اليومية للمواطن العراقي . وماذا عن القوميات غير المسلمة .. من يمثلها ؟ ومن هنا ياتي قلقنا بخصوص قانون الاحوال الشخصية العراقي الذي كان يعتبر ارقى قانون في الشرق الاوسط . وحينما تصبح مبادئ الدين مصدر التشريع الوطني واساس قوانين الاسرة يترتب عليها اعطاء سلطة اجتماعية وسياسية لاؤلئك الذين يحتكرون تفسير الدين . وستفرز تفسيرات متضاربة بين رجال الدين والاكثر تضررا بذلك سيكون (النساء والاقليات) . وبذلك سوف نتراجع عن التزامات العراق الدولية . وانا بدوري اذكر مطاليب الحركة النسائية العراقية التي تتضمن الاتي : 1- اقرار الدستور الحقوق الانسانية للمراة العراقية كأم وعاملة ومواطنة . 2- تضمين الدستور لاحكام تمنع جميع اشكال العنف والتمييز ضد النساء . 3- كفالة الدستور حصة لتمثيل النساء بنسبة 40% على الاقل في كل مواقع صنع القرار . 4- اقرار الدستور بالاتفاقيات والمواثيق الدولية كمصدر للتشريعات واللوائح العراقية . 5- عدم الغاء قانون الاحوال الشخصية وعدم القبول ببديل طائفي او مذهبي .
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدسستور العراقي .. من يكتبه ؟
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|