أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز احربيل - سوسيولوجيا الجسد (2) عرض تاريخي بيبليوغرافي للمعارف السوسيولوجية حول الجسد














المزيد.....


سوسيولوجيا الجسد (2) عرض تاريخي بيبليوغرافي للمعارف السوسيولوجية حول الجسد


عبد العزيز احربيل

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 08:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عرض تاريخي بيبليوغرافي للمعارف السوسيولوجية حول الجسد

في المقال السابق, تطرقت الى مسالة في غاية الاهمية لا بد منها للدخول الى عالم سوسيولوجيا الجسد. اذ استعرضت اهم القراءات الدلالية لمفهوم الجسد, وكيفية تحديد مفهوم الجسد في السوسيولوجيا المعاصرة...
الان, ساحاول ان اتمم ما بداته بخصوص سوسيولوجيا الجسد المعاصر, وكيفية اشتغال هذه السوسيولوجيا.لذلك, يجب ان اطرح سؤالا جوهريا من خلاله ساشتغل في هذا المحور, وهو على الشكل الاتي : ما هي الاعتبارات الابستيمولوجية التي تفسر تاخر التشكل التاريخي للجسد كموضوع سوسيولوجي ؟
وللاجابة على هذا السؤال, يفترض علينا الالحاح على فرضية اساسية وهذه الاخيرة ذو طبيعة تاريخية.
عموما, ابتداءا من ستينيات القرن الماضي يمكن الحديث عن سوسيولوجيا الجسد, لكن قبل هذا التاريخ لم يتشكل الجسد كمعالجة سوسيولوجية.هنا يمكن الحديث عن جملة من الاعتبارات لتشكل الجسد :
-1- اعتبار ابستيمولوجي : هذا الاعتبار يعود الى النصف الاول من القرن 19م, حينما تشكلت ثنائية اساسية كانت تميز فيما يسمى بصنافة العلوم وضع خانات ابستيمولوجية لكل علم . وبالتالي ,تاسست ثنائية مرجعية كانت تميز بين العلوم البيولوجية والعلوم الجماعية او بين العلوم الطبيعية و العلوم الاجتماعية . وهذا الاعتبارالعلمي يفيدنا ايضا لكي نقول ان الجسد في القرن 18م, لم يكن ينتمي الى العلوم الاجتماعية قدر انتماءه الى العلوم الطبيعية. لذلك ظل الجسد دوما موضوعا مقصيا من دائرة اهتمام العلوم الاجتماعية وتم اقحامه بمجال الدراسات التشريحية.
-2- الفلسفة الديكارتية او العقلانية الديكارتية : اسست لزوج مفهومي اساسي في العقلانية الاوروبية التي شكلت الحداثة الاوروبية التي استمرت حتى النصف الاول من القرن 20م, و هذا الزوج المفهومي يميز من خلاله ديكارت بين العقل و الجسد,العقل باعتباره نظاما منطقيا وآلة من آلات الادراك الحسي لاشياء و مفردات العالم الخارجي .و الجسد باعتباره نزوات و غرائز و نزوعات بيولوجية لا يمكن ان تصل موضوعا لتامل عقلي.
هذا التمييز ادى بديكارت الى ان نميز بين ابستيمولوجيتين اثنتين :
اولا, ان هناك نظام عقلاني متعالي سامي نبيل مؤسساتي .
ثانيا,نظام العقل.
لذلك العالم( بكسر اللام ) او الفيلسوف او الباحث الحقيقي في القرن 19م الذي يريد ان ينتمي الى النخبة المؤسساتية عليه ان يهتم فقط بنظام العقل في العالم اما الجسد فهو خاص بالشعراء و بالكتاب و الموسيقيين...الخ
-3- الزوج اللاهوتي القائم بين الروح و الجسد :
اللاهوت : هو دراسة علمية للعقائد الدينية بما يتوافق مع مكاسب العقل و البرهان.
هذا اللاهوت اسس مند العصر الوسيط الاوروبي زوجا اساسيا, هذا الزوج ذو اصول افلاطونية, مند المحاورات الافلاطونية تاسست ثنائية مرجعية اساسها التمييز الضدي بين الروح و الجسد. هذه الثنائية هي ثنائية لاهوتية اذ تسللت الى جميع المعارف العلمية حول الاديان. اذ نجدها في الاسلام و الثقافات الكنسية ونجدها في التاملات العبرانية و ايضا في تاريخ الاديان . اذن هذا الزوج المفهومي اهميته تكمن في انه يعتبر المصدر الاساسي الذي اعدم فيه الجسد اعداما رمزيا.
مثال : في الثقافة العربية الاسلامية :
مثلا بداية الخلق : الانسان في التصور الاسلامي حول خلق الكون هو كائن مزدوج قبل ان يولد الانسان وقبل ان يخلق الانسان كانت هناك كينونة واحدة هي الكينونة الملائكية الروحانية السماوية. حينما ثم خلق الانسان خلق كائن مزدوج ياخد طبيعته الجسدية من هوية طينية خلق من طين ولكن ونفخنا منه الروح بمعنى في مكون سماوي ملائكي مقدس يرتبط بالروح وقسم شيطاني طيني سفلس يرتبط بالادنى.
اذن هذه الثنائية ثنائية مرجعية من نتائجها التأويلية :
ان الجسد في الثقافة الاسلامية لم يكن دائما موضوع التقدير و الاهتمام لانه كان ينتمي الى المدنس للانسان الى السفلي للانسان و لذلك فالمؤمن النقي والمنظبط للاوامر الاخلاق و العقيدة هوالذي يكون اكثر اعداما لجسده.
ثم,اعتبار الجسد نقيضا للروح واعتبار الجسد مدنسا لكونه يرتبط بالادنى .
-4- اعتبار يتعلق بالانظمة الاخلاقية ذات الطبيعة الدينية :
بمعنى,يجب التمييز بين اخلاق دينية و اخلاق مدنية,اذن العائق الابستيمولوجي هنا هو الاخلاق المؤسسة على تاويلات معينة لعقائد دينية معينة.اخلاق مؤسسة على عقائد دينية مقدسة اطلاقية غير نسبية وغير شخصية اي لا ترتبط بالانسان .وهناك اخلاق اخرى تسمى اخلاق تعاقدية : اي ان الناس في مجتمع من المجتمعات يتعاقدون على جملة من التدابير الاخلاقية التي تنظم العلاقة في ما بينهم دون حاجة الى عقيدة دينية واحدة و مشتركة.
مثال : الفرق بين المملكة العربية السعودية و دولة الهند .
- المملكة السعودية لديهم اخلاق قائمة على قاعدة دينية واضحة يشترك فيها الجميع و الجميع ملزم بالانضباط الاخلاقي لهذه القاعدة.
- في دولة الهند الناس تعاقدوا على قواعدهم الاخلاقية لم ياخذوا دين معين وجعلوه اخلاقا لهم وملزمين لاتباع اوامره لانه سيتم اقصاء العديد من العقائد الاخرى لذلك اسسوا لاخلاق ليست دينية لكن اخلاق تعاقدية.
-5- اعتبار على سبيل الافتراض التاريخي :
هنا يجب الاشارة الى التاريخ الذكوري لعلم الاجتماع المعاصر.بمعنى ان علم الاجتماع عندما ظهر فهو ظهر على ايدي باحثين ذكوريين لو كان كارل ماركس و دوركايم امراة لتغير الكثير بخصوص الجسد .

اذن, هذه الاعتبارات حالت لاشكالية مختلفة دون ميلاد سوسيولوجية الجسد مند القرة 19م .
السؤال الذي يجب طرحه هو : اذا كانت هذه الاعتبارات تفسر سبب التاخر التاريخي, فانها لا تفسر غياب الاهتمام بالجسد مند بداية علم الاجتماع ؟
وهذا السؤال سيكون محور اشتغالي في المقال الثالث, تحياتي..



#عبد_العزيز_احربيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوسيولوجيا الثقافة (3)
- سوسيولوجيا الاديان
- سوسيولوجيا الجسد (1) قراءة دلالية في مفهوم الجسد :
- سوسيولوجيا الثقافة (2)
- سوسيولوجيا الثقافة


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز احربيل - سوسيولوجيا الجسد (2) عرض تاريخي بيبليوغرافي للمعارف السوسيولوجية حول الجسد