ياسين خضراوي
كاتب وخبير لغوي تونسي
الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 00:07
المحور:
كتابات ساخرة
بالأمس، و في مكان ما قرب ديار بني قضاعة يسمى "جدّة" ، بمملكة الجهل و التخلف ، اجتمع قطيع من الخرفان و الذئاب البشرية قرب "مسجد" . جُلبت السياط و شمرّت الذئاب عن سواعدها و بدأ التحدّي ، أُحضر الشاب "رائف البدوي" (مؤسس موقع "الليبيرالية العربية" ) ذو الثلاثين "خريفا" و ليس ربيعا ( فلا ربيع في تلك البلاد) ، و ماهي إلا لحظات و انطلقت السياط كالسهم تنهش جسده الضعيف وسط تكبير و أهازيج مباركة لهذا الفعل "الساقط".
لقد حُكم على "رائف" ب 1000 جلدة ، على أن ينال كل أسبوع عقب "صلاة الجمعة" 50 جلدة ، إلى أن تنتهي ، هذا بالإضافة إلى السجن 10 سنوات و غرامة بمبلغ خيالي يقارب 200 ألف دولار.
ماذا فعل هذا الشاب كي ينال كل هذا العقاب الوحشي ؟ لقد كان جل ما يطالب به هو مدنية الدولة و المساواة بين الجميع و تحرير المرأة من براثن العبودية و الجهل ، لقد كان ينادي بتخليص البلاد من التعصب و التطرف الديني ، لم يقتل و لم يسفك الدماء لقد "أبدا رأيا فقط" . أظن أن رائف ألقى حجرا في المياه الراكدة بمملكة القهر .
و من المضحكات المبكيات أن هذه المملكة سارعت إلى إدانة الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له المجلة الفرنسية و نندت بضراوة بحرية التعبير و الفكر !!!
أي و قاحة هذه يا رعاة الغنم !!؟ أظن أنه مقدر لأرض البور تلك أن لا تنجب استثناءات أبدا ، و إن وجد فإنها تقوم بوأدها و إخراس صوتها و محوها من الذاكرة إلى الأبد ... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
#ياسين_خضراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟