|
الإرهاب في أوروبا... الهدف الثالث
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 21:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يجمع الكل ، وخاصة بعد العدوان الإسرائيلي الوحشي الأخير على قطاع غزة ، وردة الفعل الأوروبية الرسمية والشعبية الإيجابية تجاه الفلسطينيين، على أن موجة إرهاب جديدة ستجتاح الغرب بأكمله ، بدلا من موجات الثلج والصقيع التي تتطلب إستيراد النفط العربي ، وهذه الموجة التي نتحدث عنها سينجم عنها قيام أوروبا بتصدير بضاعة ما إلى الشرق الأوسط ، وتحديدا إلى مستعمرة إسرائيل ، وسنأتي على تفصيلها لاحقا. الحديث الدائر عن مجريات الأمور في أوروبا هو أن هناك هدفين لموجة الإرهاب هذه ، وهما معاقبة الغرب على مواقفه الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية ، وحديثه عن ضرورة حل الدولتين ، وظهور أصوات غربية مسموعة تدعو لمعاقبة مستعمرة إسرائيل وفرض حصار سياسي وإقتصادي وثقافي عليها ،بمشاركة بعد الأصوات اليهودية الغربية المناهضة للصهيونية ومستعمرة إسرائيل الصهيونية. ولم تعلم هذه ال "إسرائيل الإسبرطية " أن منهجها ونهجها الإسبرطي هو الذي فرض على الجميع إتخاذ هذا الموقف ، لأنها لم تعد ترى أحدا بسبب إستعلائها وتكبرها وغرورها ، ولم تعلم أن ما وصلت إليه من قوة وتجبر إنما هو لعاملين إثنين :الموقف العربي والإسلامي الرسمي المؤيد لها ، والذي يشبك معها أمنيا وسياسيا وإقتصاديا ، وبعده ياتي الموقف الرسمي الغربي ، وفي مقدمته الموقف الأمريكي الذي بدأ ينزاح قليلا نحو حقوق الشعب الفلسطيني، وما يعيقه عن الوصول إلى تحقيق أهدافه هو تحالف النظام الرسمي العربي مع مستعمرة إسرائيل ، والطلب من الإدارة الأمريكية عدم الضغط على نتنياهو . أما الهدف الصهيوني الثاني من وراء موجة الإرهاب التي ستطال أوروبا ، فهو الثأر من المسلمين وتشويههم وتشويه الدين الإسلامي ،لأن الله إصطفى النبي العربي الأمي اليتيم الفقير محمدا "صلى الله عليه وسلم"خاتما للنبيين ، ولم يختر نبيا من اليهود . بدأت تباشير موجة الإرهاب في أمريكا ، حيث جريمة البرجين في الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001 ، لتحقيق هذين الهدفين مرة واحدة ومعهما هدف ثالث ، وتكون أهداف العملية كالتالي: إرهاب أمريكا ومنعها من الضغط على مستعمرة إسرائيل للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، وتوريطها في حروب ثلاثة أنهكتها وما تزال غارقة فيها وهي "الحرب على أفغانستان، والحرب على العراق ، والحرب المفتوحة على ما يسمى الإرهاب، فيما كان الهدف الثالث تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتصوير الإسلام على أنه دين إرهاب وقتل وذبح، ناسين أو متناسين ما ورد في تلمودهم من إرهاب وإجرام ونظرة إستعلاء للآخر. أما الهدف البريمو الثالث من وراء موجة الإرهاب اليهودي المتصهين في أوروبا فهو إجبار يهود أوروبا ومن بعدهم يهود أمريكا - لأن أمريكا لن تسلم من هذه الموجة - على الهجرة إلى مستعمرة إسرائيل ليقال لهم :تعالوا لنعيش معها يهودا صهاينة في وطننا ،لا يشاركنا فيه أحد ، ولا يعتدي علينا أحد ، تماما كما فعلوا عند تأسيس مستعمرة إسرائيل وعمدوا بالإتفاق مع الحكام العرب آنذاك على تفجير المواقع العربية اليهودية لإجبارهم على الهجرة إلى مستعمرة إسرائيل ، بحجة أن العرب المسلمين والمسيحيين لا يحبون العرب اليهود ، وقد إنطلت الحيلة عليهم ، لكنهم الآن بدأوا يدركون الحقيقة . التاريخ يعيد نفسه بالكامل ، وسوف تدور الدوائر على مستعمرة إسرائيل يوما ما ،وهم يعرفون هذه الحقيقة جيدا ،لذلك تراهم يقيمون حلقات البكاء والعويل واللطم ، عند قدوم موجة من المهجرين اليهود إلى مستعمرة إسرائيل ، وعندما تسألهم عن سرذلك البكاء والعويل واللطم ، يجيبون على غير إستحياء أن التوراة تقول أنهم سيتجمعون في مستعمرة إسرائيل يوما ما ، ويسبدون ومن ثم سيقضى عليهم ، بمعنى أن قدوم أي مهجر يهودي إليهم إنما يقرب وعد الله المكتوب عندهم ،عليهم في التوراة. تماما كما إتفقت الصهيونية مع العديد من الحكام العرب عند تأسيس إسرائيل وفي مقدمتهم الملك فاروق في مصر ونوري السعيد والسويدي في العراق والإمام البدر في اليمن ، وحكام المغرب العربي وآخرين ، فإن الصهيونية أبرمت إتفاقا مع اليمين الغربي على ضرورة تخليص أوروبا من اليهود ، لأن الصهيوينة تريد تهويد مستعمرة إسرائيل ، ولا مانع من بقاء بعض الضيوف العرب غير المرغوب فيهم للقيام بالأعمال الدونية التي يأنف منهااليهود ، في حين أن اليمين الغربي يريد أوروبا خالصة نقية من اليهود الفاسدين والمفسدين ، تماما كما حدث بين الصهيوينة والنازية بزعامة هتلر ، حيث إتفقا عاة تهجير الشباب واليافعين من اليهود إلى مستعمرة إسرائيل قيد الإنشاء ، وترك المجال للنازية كي تتصرف في المرضى والعجزة وكبار السن من يهود بالطريقة التي تراها مناسبة ، وقد قطفت الصهيونية الثمار من الحالتين ، إذ نجحت في حرف الشباب اليهودي وصهينته وأقامت به مستعمرة إسرائيل ، كما نجحت بإستغلال ما يسمى المحرقة بحلب ألمانيا والهيمنة عليها حتى يومنا هذا. الصهاينة أذكى من غيرهم ، لذلك لن نسمع عن أحدهم تورط في تنفيذ أي عملية إرهابية ، بل على العكس من ذلك يضعون في الخضم أهدافا يهودية في الطريق كي يظهروا للجميع المضطرب أنهم مستهدفون ، وانهم الضحية للإرهاب الإسلامي ، ومهتمهم هي التخطيط في الخفاء. أما الأدوات القذرة المستخدمة في التنفيذ ، فهم من ضعاف النفوس من المسلمين حديثي الإسلام ، المدفوعين إليه لمثل هذه اللحظة وهم من المنبوذين والمضطهدين ، أو ربما يتم إستغلال الشباب العربي والمسلم الضائع في أوروبا والغارق في الإدمان على المخدرات والكحول والجريمة، الذين جعلوا من أنفسهم صيدا سهلا للصهاينة ولمن يدفع أكثر بغض النظر عن التداعيات.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموساد فجر -إيبيدو- وإستأجر مسلمين عربا
-
مأساة -شارلي إيبيدو-الساخرة المتصهينة ...كلام يجب أن يقال
-
مأساة -شارلي إيبيدو - الساخرة تفتح ملف إعتناق الإسلام في الغ
...
-
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون يكتب مذكراته
-
مأساة -شارلي إيبيدو- الساخرة ...فتش عن يهود واليمين الفرنسي
...
-
دلالات الرفض الأميركي لمشروع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
-
العرب المسيحيون الأرثوذكس في الأردن وفلسطين ...ثورة متجددة
-
منتدى عمان يوصي بإعادة النظر بقانون منع الإتجار بالبشر وتشدي
...
-
إنعقاد المؤتمر الوطني الأردني الأول لإنقاذ الأقصى
-
أردني يقاضي حكومته على خلفية صفقة الغاز مع إسرائيل
-
مناقشة ساخنة لتجربة الإسلاميين في الأردن
-
الأحزاب التونسية والمغربية ... الأكثر تحضرا وإنفتاحا
-
في كلمته أمام بيت المقدس بعنوان -عروبة الكنيسة الأرثوذكسية .
...
-
وقع الرئيس
-
100 خبير عربي وكوري جنوبي يناقشون العلاقات العربية - الكورية
-
ليست أمتي
-
نجمة السّلام للعام 2014 للأديبة الدكتورة سناء الشعلان
-
العدوان على غزة شكل لحظة فارقة في تاريخ الحروب العربية -الإس
...
-
حزب الحياة يجمع كافة الأطراف السياسية الأردنية
-
م.رزان زعيتر ..إمرأة بأمة مجاهدة
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|