ثلاثي الرعب إيران و سوريا وحزب الله .. و معركة الحسم في الوعي

سليمان الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

*************************************************
اذا كان العقل مناط التكليف الالهي و به نحاسب .. فان الوعي هو منطقة الاستهداف حيث تدور أم المعارك عنا و فينا .. في الوعي نهزم حضاريا و في الوعي ننتصر .. في الوعي خسرنا التاريخ و خسرنا الجغرافيا و خسرنا القيم و خسرنا ذواتنا .. في الوعي فشلنا امام الغرب ليجتاحنا حضارة و تقنية و عسكرا و استعمارا .. لقد استهدف الغرب اول ما استهدف فينا شعورنا بعزتنا الحضارية حين اصبحنا نشعر بالدونية امام غول حضارته .. فاصبح يسيرا عليه ان يفتح الحدود و يعرينا حتى فقدنا كل لون .. اصبحنا غرباء عنا و لا نمتلك اي جواب عن سؤال الوجود من نحن .. تبعثرنا و وجدنا الغرب يسكن عقولنا و بيوتنا و اجسادنا و اهوائنا و رغباتنا و عواطفنا .. لا جميل الا ما جمله الغرب و لا قبيح الا ما قبحه ..
انها كما سماها مالك بن نبي القابلية للاستعمار .. هو ثقب عمل الغرب على احداثه في جداراتنا النفسية حتى يتمكن منا و بذلك تملك كل شيء فينا و ارتهنا له حضاريا .. اسواقا و اقتصادا و تجارة و اجتماعا ..
كان علينا ان نقدم الدماء و الاوطان و النخب لنعيد الاحساس بنا في معركة الوجود ..
انه الغرب الذي يريد ان نتطور من داخل مشروعه هو .. كتلة بشرية تقوم بدور الخدم التاريخي للسيد الغربي مالك التقنية و المدنية و الحضارة .. و اي تقدم خارج هذا السياق يرفضه الغرب .. لا تقدم لنا الا داخل انساقه هو .. لا تقدم لنا الا و نحن نؤدي فروض البيعة الاقتصادية و السياسية و السيادية و القيمية لأم الكون الحضاري امريكا ..
و كانت اسرائيل نقطة اغتيال كينونتنتا التاريخية .. لكنها و لحسن/سوء الحظ مع الاسف ستكون من قلب ألمنا هي نقطة اعادة تشكيل أناتنا و احساسنا بنا حيث اصبح لزاما علينا ان نعيد تشكيل وعينا بما نحن عليه و ان نجد الجواب عمن نحن .. ماذا نريد ؟ و ما السبيل الى ما نريد ؟
بكلمة .. انها المقاومة .. و انه حزب الله و انها الجمهورية الاسلامية المباركة و انها سوريا الاسد قلب حلقات جبهة الممانعة في وجه امريكا و حلفائها و مشروعها ..
لقد انتجت تفاعلات المقاومة في الشرق نموذجا فريدا هو خلاصة مقاومات العصر من تشي غيفارا الى ماوتسي تونغ الى هوشي مينغ الى عبد الناصر الى كل الاحرار الذين اسسوا في محاولة للبحث عن الذات .. مجموعة عدم الانحياز حيث الوعي بالتميز و عدم التماهي في الآخر الاستكباري .. هنا تسطع شمس المقاومة الاسلامية لحزب الله .. و بالدم يعاد تشكيل حريتنا و عقلنا و وعينا .. معركة الوجود مع اسرائيل حسمها المجاهدون في وعيهم و هم في قمة استضعافهم في الثمانينات قبل ان يجرجروا سمعة الصهاينة في الوحل و يطردونهم من الجنوب اللبناني في سنة 2000 .. انه صوت الخميني المقدس يجلجل في كل جغرافيا العالم .. لن نصدق امريكا حتى و لو قالت اشهد ان لا الاه الا الله محمد رسول الله .. هنا معركة التحرير في الوعي من الطاغوت مهما امتلك من وسائل القوة و التقنية .. هنا يحضر بشار الاسد في 2003 امام كولن باول في قصره بدمشق و هو يرفض الوجود الامريكي في العراق ليكون التهديد المباشر الذي سيؤدي في 2011 الى الهجمة الكونية على سوريا و تدميرها من اجل تركيعها لكن الوعي بحجم الحرب على سوريا كقيمة حضارية جعلها تصمد بل جعلها تنتصر رغم الكلفة الكبيرة لهذا الانتصار بالمعنى الاستراتيجي .. و لننتبه الى حضور ايران في قلب كل معادلات العالم .. اليست المفاوضات النووية بين ايران و الخمسة زائد واحد تدار بالدم و النار في العراق و اربيل و الانبار و الجولان و الحسكة و الضاحية .. لقد حسم ثلاثي الرعب .. حزب الله سوريا ايران .. معركة الوعي .. بل انتقلوا الى تحطيم دفاعات الغرب السيكولوجية ليفرضوا عليه ان يعيد حساباته و ان يعيد تعريفه للاشياء و ان يعيد المعنى لكلمة .. عربي و مسلم و مستضعف .. و على كل الجبهات المشتعلة الآن من باريس شارل ايبدو الى سامراء الى القلمون و عرسال تصرف معركة الوعي بالسلاح و المال و الجهد و الدم ..
في الوعي حسمت معركة المصير و على الارض نعيد المعنى لكلمة تحرير .. و حرية ..

#سليمان_الهواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات