|
واجتمع الإرهابيون في باريس
فوزي بن يونس بن حديد
الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 19:28
المحور:
كتابات ساخرة
انتفضت فرنسا إثر الحادثة التي شهدتها الأسبوع الماضي واهتزّت وربت وكادت تجنّ من عملية قام بها رجال فرنسيون يحملون الجنسية الفرنسية ولديهم خلفيات شرق أوسطية، وظهر هولاند وكأنه مقصوص الجناح يستغيث العالم من الإرهاب، كلّا إنها كلمة هو قائلها، كانت فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية تستقبل كل الإرهابيين على أراضيها وها هي اليوم تستقبل من القادة من لُطّخت يداه بالدماء كبنيامين نتانياهو المجرم الأكبر والإرهابي الأعظم هاهو اليوم يضم صوته لهولاند ويمشي في مسيرة ضد الإرهاب ويصدق عليه القول "يقتل القتيل ويمشي في جنازته". هذا هو عالم اليوم حينما ينظر إلى الإرهاب من زاوية واحدة فلا يفلح أبدا، فهو يحارب الإرهاب المزعوم من 13 سنة أي منذ أحداث سبتمبر 2001 وفي المقابل حينما يجهز الصهاينة المجرمون على الفلسطينيين العزّل بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة يدير المجتمع الدولي ظهره ولا يبالي بأطفال تمزّقت أجسامهم أشلاء، وبرجال تقطّعت أجسادهم إربا إربا، وبنساء ترمّلن وتعرضن لأبشع أنواع الجرائم، هذا هو عالم اليوم يرى بعين واحدة والعين الأخرى قد أصابها العمى أو بالأحرى العمه، اليوم يعيش اللاجؤون في وضع قاس وبائس وأغلبهم من العرب، يحتاجون إلى تدفئة، إلى تغذية، إلى خيام تقيهم الحر والبرد القارس، إلى لباس، إلى ماء، من يسمعهم، من ينقذهم، من يقف بجانبهم؟ لا أحد من الوجوه التي نراها اليوم في باريس تنتفض لمحاربة الإرهاب، ومن المفارقة العجيبة أن يشارك فيها محمود عباس إلى جانب نتناياهو هذا الرجل الذي سبق وأن كتبت عنه مقالة كاملة عنونتها محمود عباس يعمل لحساب من؟ مشكوك في عدالته وانتمائه للقضية الوطنية الفلسطينية إنه يعيش في سراب بقيعة يحسب الفلسطينيون أنه يدافع عنهم وعن قضيتهم وإذا به يمثّل على شعبه مرة باتهامه حماس بالإرهاب ومرة بعقد صلح معهم، وأما ملك الأردن ورئيس الوزراء التونسي فذهبا لإبعاد التهمة عن نفسيهما وأنهما يعملان من أجل قضية مهمة عالمية لها أثرها البعيد على بلديهما. من صنع الإرهاب في العالم؟ إنهم الصهاينة المجرمون، هم من صنع الإرهاب بإرعاب الفلسطينيين القضية الأولى عالميا، وعندما استباحت إسرائيل القدس الشريف ولم يتحرّك العالم صوب هذه الأعمال الوحشية وإيقافها بقوة فإن الإرهاب لا محالة سينمو، ومادامت الحقوق الفلسطينية مضطهدة سيظل الإرهاب يتمدد في كل الدول الأوروبية، وسنشهد أعمالا أخرى هنا وهناك لأن المطلوب ليس مكافحة الإرهاب وإنما نحتاج إلى معرفة الأسباب التي جعلت الشباب يقبل على مثل هذه الأعمال ومعالجتها بوسائل وطرق دعوية من شأنها أن تشرح للعالم لماذا سلك هؤلاء الشباب هذا السلوك الذي يأباه الشرع الحنيف الذي يدعو إلى عدم الاعتداء والتسامح والتعاون، ولكن هؤلاء لا يفهمون هم يسيرون وراء سراب كبير ويحمّلون المسلمين المسؤولية الكاملة. إن الإرهاب اليوم جاء نتيحة للتعسّف الذي يمارسه الكيان الصهيوني في القدس الشريف، ومن المعلوم أن هذه النقطة من الأرض ترتبط بها قلوب المليار ونصف المليار مسلم، وهذا ما لا تريد أن تعترف به إسرائيل وأمريكا والدول الأوروبية، وهي الدول التي تضم ملايين المسلمين وصاروا مواطنين في تلك البلدان يعترف بهم القانون الدولي، فالأمر لا يرتبط بإسلام بل بتوهمات عالمية نحو ضرب القاعدة الإسلامية من جذورها، يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون، هم يعرفون أن الحرب صارت بين إسلام وأفكار صليبية ماكرة تريدنا أن نعيش دوما تحت غطرسة الدول الكبرى وبطشها وتنكيلها، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يريد إلا إقامة العدل والمساواة على هذه البسيطة التي بدأت تئن تحت وطأة اللجوء القسري لملايين البشر في العالم، تركوا ديارهم وأموالهم هربا بأنفسهم من الموت ولغة الرصاص الأعمى إلى وجهة غير معلومة قد تكون أشد وأنكى. إن ما يحدث في باريس اليوم لا يحل مشكلة، لأن هولاند جمع بين الجلاد والبريء، بل إنه أدخل فرنسا في نفق مظلم لا يستطيع الخروج منه بسلام، وعليه أن يفهم أن ما فعله في مالي والعراق وسوريا لن يذهب سدى، فكما تدين تدان، وجاء اليوم الذي يجب أن يعترف فيه العالم بأن يعيد النظر جيدا في القضايا التي تمس المسلمين عامة وأولها القدس الشريف، يجب أن يعلم أن المسلمين من أقصى الأرض إلى أقصاها لن يهدؤوا إلا بعد أن يأخذوا منهم حقهم الشرعي والقانوني والأخلاقي المتمثل في تحرير القدس من أيدي الصهاينة المجرمين.
#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تعارض المرأة التعدد رغم أنه الحل
-
المرأة تعيش البؤس في العام الذي مضى
-
المرأة العربية تعيش بين الوحوش
-
العام الجديد كيف نستقبله؟
-
صدمة الانتخابات في تونس
-
الألم سر الحياة
-
اللجوء قسوة لا تنتهي
-
أيها التونسيون ... أليس منكم رجل رشيد؟
-
تركيا وسط النار
-
المرأة ستظل مستعبدة مالم
-
هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟
-
إنه الانتصار لتونس الشعب
-
الغنوشي يستحقها
-
وانكشفت اللعبة الخفية
-
قطع الرؤوس سياسة أموية
-
جربة تنتفض على وقع النفايات
-
أبو سرور الذي لم يمت
-
هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
-
المرأة وأزمة الاستعباد
-
المرأة وأزمة الاستعباد
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|