ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 14:30
المحور:
الادب والفن
[email protected]
www.nasmaa.org
بغداد 24/06/2004 (دينيا: تأصيل مرجعية العقل | سياسيا: الإسلامية الديمقراطية)
إلامَ كل هذا الإسراف والتبذير بنفسك؟
إلامَ كل هذا القتر والبخل
والشح بنفسك؟
أتبذر وجودك
وهو منة الله عليك؟
أتهدر طاقاتك التي منحكها الله؟
تضيع عمرك تارة فيما لا جدوى منه
وأخرى في اللاشيء
لماذا تبخل بوجودك
الذي هو حجة الله عليك
بالإمساك بطاقاتك
وعدم الإنفاق منها
أوليس الواجب أن تنفق مما رُزقت؟
وماذا عن كشف الحساب
الذي تريد أن تقدمه بين يدي ربك؟
لماذا كلما تنظفت نفسك
وتزينت وتعطرت وتطيبت
لوثتها من جديد
بلوثة من هوى أو كسل؟
لم لا تنزل إلى النهر القدسي
لتغتسل ببارد مائه الأنقى
من أدرانك غسلا
تأبى أن تسمح لوساخة
تلوث بعده نقاءك أبدا؟
لماذا كلما استقام قلبك
حرفته عن قبلته
وكلما تقومت نفسك
عوجت خط مسارها؟
لماذا كلما حضر الله في قلبك
غيبته لتفتح الطريق
أمام الشيطان ليتغلغل إليه؟
كيف يسمح زهوك بالإيمان
للشيطان أن يشمت بك
ويضحك عليك؟
إلم تستطع إشعار قلبك مخافة ربه
أو إشعار نفسك بالحياء منه
فأشعره بعز إنسانيتك
وشموخ كرامتك
ليأبى أن يضحك عليه
أتفه مرجوم وأحقر ملعون؟
إلم تستطع أن تكون تقيا
فكن عاقلا
حيث أن العاقل يأبى
أن يتخذ عدوه وليا
وأن يُضحِك على نفسه شامته
ويُشمِت بها شانئه
*: الشيطان ليس إلا رمزا للازدواجية ولنزعات السوء وهوى الكسل في داخل الإنسان، وإن كنت قد كتبت هذه الخاطرة في فترة هيمنة الثقافة الدينية، وإن كانت وفق فهم عقلي، وقبل التحول إلى مرجعية العقل حصرا في العلاقة الإيمانية التي لا يجعل فيها الإنسان وسيطا بينه وبين الله.
**: واضح هنا التأثر بالثقافة القرآنية وقت كتابة النص.
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟