السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل):عن الغواية وملاحظة غير ملزمين بصحتها عن مخرج يلفظ انفاسه الاخيرة

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 14:29
المحور: الادب والفن
    

السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل):عن الغواية وملاحظة غير ملزمين بصحتها عن مخرج يلفظ انفاسه الاخيرة
هو الفيلم الأخير للويس بونويل،وهو من ضمن الأفلام المحسوبة له بقوة،وهو في نهاياته يستخدم نفس العشيرة السينمائية فالفيلم من بطولة فرناندو ري ومن كتابة جان كلود كاريير....
امرأة مضروبة مجروحة،آثار الكدمات واضحة عليها وتطلب من رجل في اواسط العمر مغادر على متن قطار الانتظار والتحدث اليها،ولكنه بدلا من ذلك يلقي بدلو ماء على رأسها،وردة فعلها هي ان تركب نفس القطار خلسة...
هذا المشهد يثير اهتمام قاضي وعالم ونفس وقزم وامرأة يشاركونه نفس المقطورة،وهو لايجد أي عائق من رواية قصة لاتخلو من بعض المجون والحرية الجنسية...
إذا هو سيروي قصة لهذا الجمع من المثقفين عن امرأة يعتبرها حثالة وأسوأ امرأة على وجه الأرض...
إذا بداية القصة هي ابن عم ماثيو القاضي...يقول ماثيو(فرنادو ري):
هل نطقت بحكم الموت...؟
بصعوبة...الكاهن تلقى 8سنوات والآخرين 3سنوات
يبدو ان بونويل في اقتباسه الأخير لازال متمسكا بآرائه واثقا من نفسه ومن فكره الألحادي،فهو لايزال ينتقد الموضوع الديني،على انه لابد من هناك من كلمة لابد من قولها حول هذا الموضوع ومن خلال المراجعات الماضية لكل افلام بونويل ومع هذا الفيلم ايضا الذي نشاهد فيه ام (كونشيتا) نفسها كامرأة تقضي يوما كاملا في الكنيسة،تبيع ابنتها من اجل كيس من النقود...
نلاحظ ان بونويل ينتقد الشخصية الدينية اكثر من انتقاده الموضوع الديني بحد ذاته،ولاحظنا في فيلم فيرديانا أن التطبيق الديني كان مثاليا وغير موضوعي وفي كثير من الجهات،وان قلنا جزافا أن الحاد بونويل قادم من ملاحظاته عن الشخصية (الدينية) التي تتولى امور الدين ضمنا وليست العادية،فهذا الحاد ليس حقيقيا اصيلا،مثل الحاد سارتر أو نيتشه على سبيل المثال،وهي مجرد ملاحظة غير ملزمين بصحتها عن مخرج يلفظ انفاسه الأخيرة مع هذا الفيلم...
ببساطة يقع ماثيو في غرام الخادمة كونشيتا ورغباته تقوده دائما اليها،فهو يغدق عليها الكثير من المال حتى تصبح عشيقته ولكنها ترفض ان تبيع نفسها له،بل وتستمتع في تعذيبه احيانا من خلال كل العوامل التي لها علاقة بالرغبة مثل الغيرة مثلا...
الحبكة تسير في مسار تقليدي جدا واحيانا يبدو الفيلم بطيئا يراوح مكانه ويلف ويدور حول نفسه،ولا نرى اي جدوى من رواية هذه الحبكة سوى من جهتين اثنين:
يستخدم بونويل شخصيتين(ممثليتين) للعب دور كونشيتا
هناك اعمال ارهابية تخريبية وقطع طريق تقطع الكثير من لحظات الفيلم
بالنسبة للعامل الأول،توصلنا ونحن في خضم تحليل الفيلم للمرة الثالثة،أنه في لحظة تدفق العواطف...الحالات العاطفية المكثفة يظهر ذلك البعد العاطفي للشخصية...لحظات الغواية والانجذاب والتعذيب
بينما في لحظات الصدف العرضية أو اللقاءات في اماكن عامة تظهر امرأة جميلة ولكنها شاحبة،وفي اللحظات التي يكون فيها عامل الرغبة هو الأقوى تظهر الشخصية الأخرى الأقوى والأجمل والأكثر حضورا،ولكن سرعان ما توصلنا أن كل هذا خاطئ من اساسه،لأن الشخصيتان تسيران في نفس المسار من دون اي تناقض وتتبدلان في نفس المشهد،وهذا انقذ الفيلم،لأن التفسير السابق-الخاطئ لحسن الحظ- لو كان صحيحا لكان غاية في السخافة،ولكن الشيء الذي من الممكن قوله حول هذا الموضوع،أن تحولات الشخصية بين ممثليتين عبارة عن تحولات وتناقضات الرغبة بين القبول والرفض،وهو امر ان اردنا قبوله علينا قبوله بشكل تجريدي وارجاعه مباشرة الى الرغبة لأن تصرفات كونشيتا وتحولاتها لاتدل على ذلك...
بالنسبة لموضوع القنابل والجماعات الارهابية،فنحن نجد الفيلم بعيدا عن كنايات سياسية ظل مهتما بها بونويل طوال حياته،وحتى لو اسقط بعض النقاد هذا الموضوع على الفيلم،بل ان بونويل يذكر اسم هذه المجموعة صراحة مع آخر لحظات الفيلم :الجيش الثوري للمسيح الصغير)
والذي يعنينا فعلا أن هذه الجماعة حتى لوكانت موجودة فعلا فهي ليست سوى كناية عن الرغبة وتفجراتها وقيادتها للنفس الى لحظات طفولية متناقضة بعيدة عن العقل احيانا،وموضوع السيطرة على الرغبات يجب ان يكون داخلا في الموضوع لأن هذه الانفجارات أو الرغبات سوف تعمل على قتل الشخصيتين في الفيلم:ماثيو وكونشيتا
بلال سمير الصدّر 18/10/2015

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات