أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس حميد أمانة - الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الخامس والأخير















المزيد.....

الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الخامس والأخير


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 13:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الجزء الخامس : القوقاز .. الفلسطينيون.. المعدان .. الفرس .. طالبو العلم في الحوزة الدينية .. مغاربة العراق والمصريين

قوقاز العراق : الشراكسة .. الشيشانيون .. الداغستانيون :

أطلق الغربيون لقب الشركس أو الشراكسة على شعوب القوقاز المختلفة كالشيشانيين والأبخازيين والأنغوشيين والقبرطاي والأديغة وغيرهم ممن يدينون بديانة الاسلام وهم أما سلفيون متشددون أو ممن تأثر بالشيوعية المفروضة من قبل الاتحاد السوفياتي السابق وبهذا فان لفظة الشركس الشائعة في مصر والأردن قد لا تكون دقيقة لتحديد قومية الفئة أو الأقلية .. هاجرت شعوب القوقاز هذه الى مختلف دول العالم ومنها مصر وسوريا والعراق والأردن وليبيا وتونس وغيرها من دول المشرق ويمتازون عن غيرهم بفن الرقص القوقازي والحرف اليدوية المختلفة أما في العراق فهناك ما يقرب من عشرة آلاف من الشيشانيين الذين وصلوا منتصف القرن التاسع عشر الى أراضي الدولة العثمانية بعد الحروب الطاحنة بين الامبراطوريتين الروسية والعثمانية ومنها العراق عبر معبر الفيشخابور شمال غرب الموصل وعلى شكل موجات صغيرة قد لا تعدوا عشرات العوائل ثم تزايدت الأعداد نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي هربا من الاضطهاد السوفياتي الديني والعرقي ولأسباب دينية حيث استوطنوا ديالى وكركوك وبغداد والموصل والفلوجة وجلهم من الضباط والعسكريين الذين فضلوا البقاء في العراق وبهذا يختلفون عن الداغستانيين الذين هاجر أغلبهم الى العراق عبر أذربيجان وايران قبل تلك المدة وليس بسبب الاضطهاد السوفياتي بل طلبا للتجارة أو الرزق أو الدراسة حيث استقروا في أربيل ودهوك والسليمانية والموصل مع ان البعض القليل من الداغستانيين هاجر الى العراق لنفس سبب الاضطهاد السوفياتي الذي عانى منه الشيشانيون .. يضع البعض أعدادا أكبر للشيشانيين والداغستانيين تصل الى ثلاثين ألفا في حين يرى آخرون ان عددهم الكلي قد لا يتجاوز الألفي شخص ونرى ان العدد المقبول هو بين ثمانية آلاف الى عشرة آلاف شخص كما تذكر بعض المصادر ..

أذكر من الداغستانيين المعروفين المصور والفنان مراد الداغستاني في الموصل الذي عرف بصوره الفوتغرافية باللقطات الرائعة والصعبة كصورة الفتاة والجمجمة وصورة الحصان في المطر والشبكة المرمية في دجلة وغيرها وقد حالفني الحظ للجلوس أمام عدسة كاميرته ليلتقط لي صورة فوتغرافية وأنا في المرحلة الأولى بكلية الهندسة عام 1973 .. وأذكر أيضا المذيعة والاعلامية في التلفزيون العراقي السيدة هناء الداغستاني والكثير غيرهما ممن ساهم في الحياة الفنية أو الاجتماعية أو الأدبية في العراق .. أسست هذه المجموعات عام 2004 "جمعية التضامن الخيرية لعشائر الشيشان والداغستان والشركس في العراق" في مدينة كركوك للعناية بشؤونهم ورعاية مصالحهم .. ومن القرى ذات التواجد الشيشاني الملحوظ لهذه الفئة قرية جارشلو في ناحية العباسي بقضاء الحويجة بكركوك وقرية الحميدية بقضاء المقدادية في ديالى وقرية ينكجة بابلان في قضاء الطوز بكركوك مع وجود بسيط لعائلات شيشانية مثل الابازة والحاقون والقازانيين التي سكنت في عانة بالانبار الا ان أكثر تلك العوائل رحلت الى بغداد لأسباب مختلفة منها التجارة وطلب العلم أو لأسباب شخصية آخرى .

دأبت الحكومة العراقية في كافة الاحصاءات السكانية ومنذ العام 1927 على عدم تثبيت أو عدم الاعتراف بوجود القوميات الشيشانية أو الداغستانية أو القوقازية الأخرى حتى احصاء العام 1957 الذي ذكر نسبة 2% فقط من سكان كركوك تحت مسمى " قوميات أخرى " دون تحديدأو تعريف لاثنية تلك القوميات التي تختلف كثيرا عن مثيلاتها في الأردن مثلا حيث فقدت العوائل الساكنة في العراق هويتها الاثنية ذائبة في المجتمع العراقي لأسباب كثيرة بينما حافظت تلك الفئة التي سكنت الأردن على هويتها المتمثلة بفولكلورها الخاص ورقصاتها ودبكاتها وملابسها الوطنية الشركسية وحتى ان الكثير منهم حافظ على لغته الأصلية اضافة الى اجادته للغة العربية .

فلسطينيو العراق :

هاجرت الى العراق أعداد قلية جدا من الفلسطينيين في العهد العثماني الى العراق طلبا لتجارة أو ما شابه ذلك الا ان العام 1948 وهو عام اعلان قيام دولة اسرائيل والأعوام التي تلت شهدت نزوح أعداد أكبر منهم من حيفا ويافا تقارب الألفي شخص بسبب حرب عام 1948 وبسبب الاضطهاد الاسرائيلي للفلسطينيين وبسبب بيع عدد من الفلسطينيين لأراضيهم لليهود بأثمان مرتفعة حينها وتحولهم للتجارة بتلك الأموال في عدد من بلدان العالم لاسيما الأردن الفقير بموارده فاحتضنهم ومنحهم الجنسية الأردنية على خلاف من نزح الى العراق فان أعدادا قليلة منهم تم منحهم الجنسية العراقية .. ثم تلاحقت الموجات أعقاب حرب عام 1967 وكذلك أعقاب حرب 1973 الا ان أعدادا أكبر نزحوا أبان حرب الخليج الأولى عقب غزو العراق للكويت التي كانت تضم ما يقرب من نصف مليون فلسطيني فروا الى بلدان عدة ومنها العراق .. بلغ تعداد الفلسطينيين في العراق حوالي 34 ألفا ولغاية حوادث عام 2003 عندما تعرضت تلك الفئة الى الضغط الشديد بسبب حصولها على امتيازات كثيرة في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وبسبب دعمهم الشديد له لا سيما أبان الحرب الأخيرة ضد قوات التحالف عام 2003 .

كان الفلسطينيون في العراق ومن غير الحاصلين على الجنسية العراقية يحصلون بسهولة على موافقات لتجديد تصاريح الاقامة الا ان العدد القليل المتبقي الذي لا يتجاوز بضعة آلاف عليهم حاليا تجديد تلك التصاريح في فترات متقاربة لا تزيد على الشهرين ويتعرضون لمضايقات ضغط قد يصل حد الاعتقال مما حدا بالمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نهاية عام 2005 اثر مقتل ما لا يقل عن 150 فلسطيني على يد ميليشيات مسلحة للاعراب عن قلقها حيال مصير فلسطينيي العراق ومما حدا أيضا بالمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لاصدار فتوى عام 2006 لمنع وجب الأذى عنهم ومنع أية هجمات عليهم ..

فر من فلسطينيي العراق اثر تلك الحوادث التي جرت بعد عام 2003 الآلاف منهم عبر الحدود الأردنية حيث سمح لعدد قليل منهم بدخول الأراضي الأردنية وتم احتجاز أعداد كبيرة في مخيمات بالرويشد الأردنية الا ان البعض منهم عاد الى العراق بعد ظروف سكن غير مناسبة في ذلك المخيم وقد علقت مئات العوائل على الحدود السورية لفترة طويلة قبل السماح لهم بالدخول .. عام 2009 سمحت الولايات المتحدة لألف من فلسطينيي العراق وعوائلهم باعادة التوطين بعد منحهم البطاقة الخضراء لدخول وسكن الولايات المتحدة الأمريكية .. تقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان عدد الفارين من فلسطينيي العراق بحوالي 21 ألفا وما تبقى من أعداد هي بحدود 13 ألفا فقط والعدد في تناقص مستمر .


المعدان :

المعدان كلمة تطلق على سكان الأهوار من مربي الجاموس وتنتشر تلك الأهوار في العمارة والبصرة والناصرية وأصبحت تطلق جزافا وتجنيا على من يسكن الريف .. يختلف الباحثون في أصل طائفة المعدان فمنهم من يرجعهم الى أصول هندية وايرانية اختلطت بالعنصر العربي ففقدت مقومات هويتها الأصلية ومنهم من يرجعهم الى أصول عربية من العرب المهاجرين من شبه الجزيرة العربية اختلطت بأصول عراقية من الشعوب القديمة الأصلية التي سكنت العراق ومنهم من يرجعهم الى الآراميين والأنباط ومنهم من يشط في آراءه ذاهبا أقصى اليمين فيجعل كل شيعة العراق ممن سكن الجنوب والوسط من نفس الشريحة من مربي الجاموس ومن أصول هندية كما حدث قبل عشرين عاما أو أكثر بعد نشر مقالا متسلسلة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بهذا الخصوص .. لكن بغض النظر عن كل هذا وذاك وفيما اذا كانت أصول المعدان من تلك الجهة أو تلك فهم حاليا ومنذ حقب طويلة يتكلمون اللغة العربية بلهجاتها الأوسطية والجنوبية المتميزة وهم مسلمون يتمذهبون بالمذهب الشيعي حالهم حال بقية العرب الشيعة الوارد ذكرها في الجزء الأول من هذا المقال ..

تتميز فئة المعدان بطرقها المتميزة في بناء مساكنها من القصب وعلى المياه وبشكل قد لا يجيده غيرهم مطلقا كما يتميزون بصناعة قواربهم النحيفة والسريعة التي يسهل انزلاقها في المياه وبين غابات القصب الكثيفة مطاردين الأسماك والطيور التي تؤلف غذاءهم الرئيس .. ونظرا لصعوبة الوصول الى مناطقهم فقد أصبحت تلك المناطق ملاذا آمنا للهاربين من مطحنة الموت أبان الحرب العراقية الايرانية كما كانت ملاذا آمنا للزنج الهاربين من البصرة أبان ثورتهم المعروفة بثورة الزنج ضد العباسيين والتي استمرت قرابة عشرين عاما وقد ورد ذكر ذلك في الجزء الرابع من هذا المقال .. ان أعداد فئة المعدان غير معروفة بشكل دقيق الا انهم قد يتجاوزون المليون شخص .

الفرس :

سكن الكثير من الفرس في العراق منذ عصور بعيدة فقد شارك الآلاف منهم في الحروب ضد العراقيين البابليين القدامى أبان حملة كورش الاخميني ويعتقد ان المئات منهم قد بقوا بعد تلك المعارك ليكونوا عونا لبلدهم الأصلي بلاد فارس أو ايران كما تسمى حاليا كما ان عددا غير معروف من التجار كانوا موجودين أبان حكم مملكة المناذرة التي كانت تابعة للامبراطورية الفارسية .. استقدم الخلفاء العباسيون كالمأمون الكثير من الجند الفرس واستخدمهم في قتاله ضد أخيه الأمين الا ان هؤلاء قد ذابوا تدريجيا في المجتمع الجديد وأصبحو يتكلمون العربية .. ولاحقا لذلك وفي العهود الأحدث فان أعدادا لا بأس بها من الفرس سكنت العراق وبعد سقوط بغداد تحت سنابك خيل اسماعيل الصفوي الذي كان قد فرض مبدأ التشيع في ايران بالقوة وحول ايران الفارسية من التسنن الى التشيع واستمر الحال بقدوم أعداد متفرقة من العوائل الفارسية لتسكن في أو قريبا من المدن المقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية وحتى في العاصمة بغداد لأغراض دينية أو تجارية أو دراسية حوزوية كما سيأتي ذكره لاحقا في فصل خاص بطالبي العلوم الدينية وقد حافظ هؤلاء الى حد كبير على الهوية القومية الفارسية واللغة لذا تجد ان الغالبية منهم يتكلم العربية بلهجات الوسط والجنوب لكن بلكنة فارسية واضحة وقد كان لهم وجود واضح جدا في الكثير من المدن والبلدات العراقية وأذكرفي بدايات الستينيات من القرن المنصرم انه كانت هناك عائلة جارة لبيت جدي عندما كنت طفلا وهي عائلة الأسكافي قلوم وهكذا كنا نعرفه وقد كانت عائلة فارسية وليس بمقدوري التذكر فيما اذا كانوا حاصلين على الجنسية العراقية أم لا .. لقد كانت عائلة فارسية يتكلم الكبار منهم العربية بلكنتهم الفارسية الا ان الصغار منهم كانوا يجيدون اللهجة المحلية بطلاقة .. وعندما حل العام 1980 ونشبت الحرب العراقية الايرانية وخوفا من تعاون ذوي الأصول الفارسية الذين يبلغ عددهم عشرات الآلاف وبعد ان طال أمد الحرب بشكل غير متوقع قرر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين اعتقال الذكور منهم ومن ثم اعدامهم لاحقا وترحيل الأناث والأطفال الى الحدود الايرانية .. ولا يعتقد ان أحدا منهم قد أفلت من الاعدام أو الطرد الا القليل القليل منهم ربما لعدم وضوح وثائقه أو لزواج الكثير من الأناث الفارسيات من أزواج عراقيين بالولادة وحسب الاحصاءات العثمانية وأعرف شخصيا أمثلة لذلك من معارفي كما ان البعض من القيادات الدينية المراجعية من أصول فارسية قد بقيت لأسباب سياسية ربما كما سأذكر في الفصل التالي ..

طالبو العلم الديني الحوزوي :

هناك خلافات كبيرة جدا بين الباحثين في هذا الموضوع حيث ان مدينة النجف تعتبر من المدن المقدسة لدى الشيعة في العراق والعالم أجمع لكونها تضم حاليا أكبر المدارس الدينية الحوزوية المتخصصة في الدراسات المتعلقة بالفقه والحديث والتفسير والشريعة اعتمادا على القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة مع أحاديث وسير أهل البيت .. والملاحظ ان الكثير من المراجع الدينية الحالية والسابقة ممن توفي أو قتل تعود أنسابهم لآل بيت النبوة الا انهم لاحقا اتخذوا قبل مئات السنين من ايران وبعض الدول سكنا لهم ومن هنا نشأ الخلاف فيما اذا كان هؤلاء عربا من شبه الجزيرة أم فرسا أم أفغانا أم باكستانيين بحكم اكتساب جنسيات تلك الدول وسكنهم تلك البلدان طيلة هذه الفترات الطويلة .. وبرأيي ان الخلاف يتبع الأهواء السياسية والحزبية للباحثين حيث ان الانتساب لقومية هو مشاعر الانتماء القوية والهوى المزروع في النفس وذلك أمر لا يمكن البت به أو الاقرار به اعتمادا على الوثائق الرسمية الحكومية فقط ..

لقد شهدت مدينة النجف تنافسا وتجاذبا مع الحوزة الدينية في قم بايران لأسباب سياسية ولأسباب تتعلق بالتاريخ والظروف السياسية للبلدين العراق وايران .. ومن الطبيعي ان يتزايد عدد الدارسين أو المراجع من البلد المجاور عند تنامي وتعاظم دور الحوزة في البلد الآخر لذا ففي الفترة الأخيرة التي تنامى فيها دور الحوزة الدينية في النجف لا سيما قبل عام 1968 توافدت أعداد كبيرة من طلاب العلم الحوزوي من مختلف دول العالم كايران ولبنان وأذربيجان والقفقاس وأفغانستان والبحرين والباكستان وحتى من أفريقيا وقدر الباحثون عدد هؤلاء بما يقرب من 30 ألفا الا ان العدد تناقص الى العشر تقريبا فأصبح العدد لا يتجاوز ثلاثة آلاف فقط ويعتقد ان أغلب المتبقين لغاية حوادث عام 2003 هم من العناصر الأمنية التي زرعت بالخفاء .. ان العدد الكلي من الدارسين الحقيقيين والمراجع الموجود حاليا يتجاوز 2500 شخص من كل الدول التي ذكرتها سابقا لا سيما ايران .. لقد بقي عدد من المراجع الدينية ممن يسكن العراق بجنسية عراقية ( وهم أعداد نادرة جدا ) أو بدونها لأسباب سياسية تبعت رأي الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وأذكر منهم السيد علي السيستاني الذي لا يزال حيا ويعتبر حاليا المرجع الأعلى والسيد أبو القاسم الخوئي الذي عرف بلقاءه بعد حوادث الانتفاضة عام 1991 بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي عرض تلفزيونيا ويعتقد انه رضخ للضغوط السياسية الشديدة حينها حقنا للدماء .. وكذلك السيد حسين الطباطبائي البروجردي الذي قتل لاحقا ومحمد كاظم اليزدي وفتح الله الأصفهاني وهم ايرانيو الجنسية والشيخ اسحاق الفياض وهو أفغاني والشيخ بشير النجفي وهو باكستاني والسيد حسين فضل الله وهو لبناني ولد في النجف وتوفي في لبنان والمرجع الغروي الذي قتل لاحقا أيضا والسبزواري الذي توفي في ظروف غامضة كما يعتقد وكما شاع بين الأوساط الشيعية حينها أو ربما لكبر سنه .. والخلاصة ان الحوزة الدينية في النجف قد استقطبت على مدى مئات السنين الكثير من الدارسين من أصول ترجع لما يقرب من عشرين بلدا آسيويا وأفريقيا وكذا فعلت بقية المدن الدينية كالكوفة والكاظمية وكربلاء وسامراء .


مغاربة العراق والمصريين :

استقدم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في الثمانينيات من القرن المنصرم ثلاثة آلاف عائلة من دولة المغرب وأسكنهم في أطراف مدينة بغداد وليس بعيدا عنها ووزع عليهم قطع الأراضي الزراعية لاستثمارها في زراعة المحاصيل الزراعية لا سيما تلك التي تدخل في الصناعة منها .. ويبدوا ان هذه التجربة قد فشلت لأسباب كثيرة منها تفاقم الوضع العسكري في الجبهة الايرانية وعدم مقدرة تلك العوائل على الانسجام والذوبان في المجتمع العراقي لذا فقد غادر الجميع بشكل تدريجي ولا يعتقد ان أحدا بقي من تلك التجربة .

وفي تجربة مماثلة فقد سمح العراق للمصريين والسودانيين في العمل في العراق بمختلف المهن والوظائف الحكومية الا ان أكبر تلك الأعداد كانت في الثمانينيات من القرن المنصرم حيث وصلت أعداد المصريين حينها الى ما يقرب من ستة ملايين مصري ولا يخفى تأثيرهم البشري حينها عندما شح تواجد الموظفين والحرفيين في السوق بسبب سوق أعداد كبيرة منهم الى جبهات القتال مع ايران الا ان تأثيرا سلبيا آخر بدأ يبرز وهو تحويلهم المسموح به من العملة الأجنبية وبمبالغ قدرتها شخصيا بستة مليار دولار سنويا .. الا ان الوضع لم يبق على حاله فبعد نهاية الحرب العراقية الايرانية عام 1988 وتداعيات دخول القوات النظامية العراقية للكويت عام 1990 بدأت الأعداد تتراجع بشكل شديد ولم يتبق من المصريين أو السودانيين الا بضع مئات ممن تزوج وأسس عائلة ليذوب في المجتمع العراقي .

ملاحظة : عندما تحدثت عن الصابئة المندائيين في الجزء الثاني من هذا المقال ذاكرا الشخصيات المؤثرة والشهيرة عن تلك الشريحة فقد فاتني أن أذكر أهم تلك الشخصيات وهو العالم والفيزيائي العراقي الدكتور عبد الجبار عبد اهحق تلميذ العالم الشهير آينشتاين واضع النظرية النسبية في عشرينيات القرن المنصرم .. لذلك كتبت هذا التنويه فعذرا لكم وشكرا لأحد الزملاء ممن علق بهذا الخصوص .



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الرابع
- الطيف العراقي .. تنوع وتتسامح .. الجزء الثالث
- الطيف العراقي .. والتسامح الديني .. الجزء الثاني
- الطيف العراقي .. والتسامح
- تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد
- الساحة السورية .. من يصارع من ؟
- كوباني .. معضلة اختلاف الرؤى بين الحلفاء والمتصارعين
- الشرق والخليج يدا بيد ضد داعش .. صحوة متأخرة أم ماذا ؟
- تنظيم خراسان الارهابي .. ذلك الصداع الجديد
- التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن
- التطرف .. العنف .. والارهاب في العراق .. جذور ونتائج
- استقلال اقليم كردستان .. تاريخ وآفاق صناعة النمور الورقية
- قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء
- تداعيات ذوبان الحدود .. من سايكس بيكو وحتى داعش
- حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية
- مدينتي
- الولد-البنت .. وظيفة الله الجديدة .. وٳ-;-رهاصات فيسبو ...
- ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟
- أحلام
- من حمورابي الى الشمري .. بين تزويج الصغيرات .. وتمتيع الكبار


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس حميد أمانة - الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الخامس والأخير