ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 01:51
المحور:
الادب والفن
نزلت لتوِّها كآلهة من الرخام الأبيض، نفخت فيها الروح لتُفصح عمّا تبقى من غُموض أسطورتها القديمة.
- قطعة جُبن....قال أحدهم
- زُبدة هولندية ...قال آخر، وعيناه جاحظتان
كان هو متّكئا على الحائط في سهو وقلق. باغتته اللحظة فتجَلمد في مكانه حين رآها، قبل أن يتحرك بشكل سريع في اتجاه لوْلبي. مسحت المكان وراءه بعينيها اللّماحتين، وتبعته كحيّة تسعى. أخذا مكانا منزويا في صالون المقهى، وجلست بجانبه فوق أريكة جلدية حمراء. وضعت رجلا فوق آخر، فكاد أن يفتضح المستور.
طالت الجلسة وسكت الكلام، فبدأت تعبث في لا مبالاة بخصلات طائشة من شعرها الأشْيب في مقدمة رأسها، بينما هو غارق في عدّ القنينات التي أفرغها في جوفه. التأمت الروح مع المكان، وبدأ يتأمل فلسفة عمر الخيام، ويعدّ ثوراته الواحدة بعد الأخرى.
احتار بين أن يثور على كل شيء، أو يسلم بكل شيء....
عزّ عليه أن يقطع مسافات أطول حافي القدمين ليبدأ من القاع، احتار بين الارتماء في أحضان الشك أو التسليم بالأمر الواقع.
فكّر مليّا في الأمر وفي صمت، فلم يجد أمامه مَحيدًا من الثورة على نفسه!!
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟