أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - أنسنة الإسلام هي موت شكل منه














المزيد.....

أنسنة الإسلام هي موت شكل منه


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النقد هو مملكة التنوير، مساءلة بسيطة لأمور تكلست في وجداننا، "النظافة من الإيمان"، هكذا يرددها حتى الكهنة، كل ماهو تكلس في الجسد هو أذران أوساخ قديمة، هكذا تبدو امور النظافة، والذين لا يدركون هذه الحقيقة هم بالضرورة متعفنون، الحياة تتوهج دائما في الولادة الجديدة، كل توهج هو ولادة جديدة، والولادة الجديدة هي تحرر من أذران قديمة، هي تحرر مما يكلسها، لكن تبقى الأمور حتى الآن قابلة للمساءلة، النباتات التي تنبت فوق طبقة كلس لا تفعل ذلك إلا لأنها تفجره، تفجره وفق حجمها، وطبيعي أن حجمها أصغر من حجم طبقة، لكنها تفعل شيئا جديدا: تنولد..
هكذا أيضا يولد الجديد، يفجر وفقا لحجمه طبقة متكلسة من أدران ثقافة تحفظ النوع، تحفظ همجيتها، بدأت الإنسانية من مستوى معين كانت تمثل فيه طفولة يافعة، طفولة تبحث عن بقائها، ولأنها لم تصنع قوانينها في المهد، اكتشفت في الهمجية سر بقائها، كلنا يعرف أن الحضارة تولد في أرض خصبة، وكلنا يعرف ان الذي يهاجم كينونتها هم الرعاع المتدفقون من غابات الكينونة، حتى الديانات السماوية تحفظ هذا الكنه، تبحث عن جنة، كل راع يبحث أن يرحل بقطيعه إلى المروج الخضراء، وليس بصدفة تماما أن لا يرضى القطيع بغير ما يسحب الجوع من مداشره، هكذا ولدت الدعوات الدينية، لم يكن فيها ما يثير هذا النمط المتجدر الآن في العقل الحضاري، الحضارة هي السلم الإجتماعي، هي الإندماج الكلي في التعايش وفق منظومة معينة تحددها السياسة، كل الدعوات تولد متوحشة همجية، ومع توغلها في المجتمعات الحضارية تكتسب ما يجعلها متمدنة حين تكتشف العيش في الرفاه وتكتشف أن قيم الحياة ليست في القتل والهيمنة والحروب، حين يصيبها مس الحضارة تختمر وتنتج قيما تصبغها بهيمنتها، لكنها قيم ترنوا إلى الإنفطاح والتمتع بتلك القيم.. ما يجعل كل دعوة مستمرة في الحياة هو أنها تتجدد من خلال عودتها إلى روحها الهمجية، كل الدول التي حكمت بالإسلام مثلا وتأنسنت، بدأت دعوتها بالغزو والثورات والإقتتال الهمجي، بدات في عهد التأسيس تدعو لتطبيق دعوتها كما ورثتها في النصوص التي تمثل الشرارة الأولى لقيامها ، ثم تأنسنت في استنادها إلى الزخم الذي يغطسها في الرفاه الحضاري، والرفاه الحضاري هو هذا الرصيد من القيم المادية التي كسبتها في انتصاراتها الدعوية، حين تدخل مرحلة الرفاه تدخل إلى مرحلة ما يكشفها أنها تخلت عن رسالتها الدعوية التي قامت لاجلها، تأنسنت لتعيش وتصرف رغدها الذي كسبته من الحروب والإخضاع وفرد الطاعة على الشعوب التي غلبتها، وعليه وعلى خلفيتها تنولد دعوة جديدة، دولة جديدة تقوم استنادا إلى خلفية الرسالة نفسها التي قامت بها الدعوة الأولى، تلك الرسالة التي تفسخت في طيب المكاسب الذي أنسنها، كل دعوة جديدة تقوم بالدين تستند إلى الهمجية الأولى، الدعوة الجديدة في عرفنا الديني السياسي دائما يستند إلى الإنطلاقة الأولى (التطبيق الحقيقي للدين كما تسميه العامة بأثر إيديولوجية الدعوة الجديدة)، ما دونها هو ما يعتبر مسا بالدين لأنه يخالف الأصول، هذه هي الحقيقة التي لا يجرؤ على قولها كل دعاة الأنسنة الدينية، لا يمكن أنسنة الدين لأن شرارته الأولى انبنت على القتل وسفك الدماء، داعش تمثل الدين بكل تفاصيل الشرارة الأولى للدعوة في عهد النبي، تكتسح المناطق المسالمة بدئيا لتتقوى، تكسي الجغرافية بكل مخبريها عبر ما يسمى بالسرية وتغزو حيث لا يكلفها الأمر شيئا تخسره، وحين تتقوى تنطلق إلى الغزو بشكل علني، هذا ما فعله الرسول وهذا ماتفعله داعش وخليلاتها، هل ستتأنسن ؟ نعم ستتأنسن حين تنبطح فوق السلطة السياسية وتنتعش برغيد المكاسب، تصبح رفاها لطبقة معينة من المجاهدين ودائرة الخليفة، وحين تتأنسن تنولد بوادر دعوة جديدة تريد تطبيق الدين بحذافره، من هذا المنطلق لا يمكن أنسنة الإسلام، أنسنته هو موت هذا الشكل الهمجي فيه..
ماذا يعني موته؟، يعني منعه أن يتجدد في دعوة جديدة بخلفية الشرارة الأولى، لكن هذا يمس في الجوهر المقدس فيه، مسلكيات نبيه من خلال أحاديث السيرة وسور التشريع الأولى فيه، هل يستطيع المرء أن يتخلص من هذا الإرث العتيق فيه؟، نعم ولا
نعم، رهينة بتمدن الأفراد والمجتمعات الإسلامية اعتمادا على الزخم الحضاري الموروث من رصيد الدول التي حكمت بالإسلام العالم المشرقي وشمال إفريقيا إبان إشعاعها الحضاري المتمدن أي في فترة الإبداع الفلسفي والأدبي واللغوي ، مرحلة الإبداع والتفتح على ثقافة الآخر والتشبع بقيمها، مرحلة السلم والرخاء والإنتاج.. أي مرحلت موت الإسلام الهمجي المبني على الغزوات والفتوحات والجهاد.
لا، ايضا رهينة بالإعتماد على ما أسميه حياة للإسلام، اعتمادا على الزخم الغزواتي .
يمكن للإسلام أن يتأنسن إذا وضع حدا للثنائية التي تحكم مساره التاريخي في تحديد الشعوب بين مومن وما دونه كافر، مومن يقبل شروط الخنوع للحاكم بالإسلام، وكافر يزيغ عن الخضوع
والتحديد هذا عام في كل معطياته، فالكافر هو أيضا المومن الذي يزيغ على سلطة الدولة الحاكمة بالإسلام (في مرحلة النبي يسمونه بالمنافق)
ما هو الحل؟
الحل في دولة مدنية تقوم السلطة فيها على تأمين حقوق الأفراد بغض النظر عن توجهاتهم الإيديولوجية أو الدينية أو العرقية في تأسيس لمفهوم وضعي للمواطنة .. هذه هي أنسنة الإسلام وما دون هذا هو ترف في التفلسف والعلمنة.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بخصوص التعليقات المشوشة على الحملة
- إعادة النظر في التنزيه الإلهي: موضوع على خلفية حكم الإعدام ف ...
- ملاك الدفن
- عاصمة -الرههج- والديبلوأعرابية
- بهذه الأخلاق ستكون أشقر الرأس في أوربا
- نمط الإنتاج الهمجي
- أعرور 3 : تاعبوت
- أعرور 2
- أعرور
- صلاة عيد الكبش
- عودة إلى أبرهامي
- في لاس بيدرونيراس
- حول القضية الفلسطينية
- إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية
- الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي
- أزمة اليسار (2)


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - أنسنة الإسلام هي موت شكل منه