أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر الناصري - العالم: ما قبل وما بعد- شارلي ايبدو-














المزيد.....

العالم: ما قبل وما بعد- شارلي ايبدو-


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 19:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


العملية الإرهابية والإجرامية التي نُفذت ضد مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة في فرنسا خلال الأيام الماضية، عملية مدانة بشدة واستهجان كبيرين لأنها تبين عمق الدونية التي يحملها العقل الإرهابي المتطرف للإنسان وللحرية وسعيه لفرض قوانينه وشريعته بقوة الإرهاب وإشاعة العنف والقتل. هذه العملية وضعت العالم في مرحلة جديدة هي ما قبل وما بعد شارلي ايبدو! فهل كان العالم بحاجة لمثل هذه العملية وهذا الإجرام حتى يقف على اعتاب مرحلة جيدة سيكون شعارها حرية الرأي والتعبير " والوحدة الوطنية" في مواجهة قوى الإرهاب التطرف الإسلامي؟

التقاريرالإستخباراتية والأمنية والصحفية التي يتم نشرها تباعا تؤكد أن السلطات الفرنسية كانت على علم بتحركات الإرهابيين الذين نفذوا العملية الإرهابية ضد مجلة "شارلي ايبدو"، وإنّ احدهم تدرب في اليمن ووسجن عدة سنوات بسبب عمله ضمن خلية تجند الإرهابيين وترسلهم الى العراق ويرد اسمه في قائمة المطلوبين للولايات المتحدة الامريكية!. التقارير نفسها تتحدث عن عودة الف إرهابي إلى فرنسا من الذين سهلت السلطات الفرنسية قضية ذهابهم إلى سوريا والقتال فيها ضد نظام الأسد ودربتهم ودعمتهم عبر دول اخرى كالسعودية وقطر وتركيا.

قبل عدة أشهر عُقدت سلسلة اجتماعات لأجهزة مخابرات 18 دولة اوربية وكان محور تلك الاجتماعات هو كيفية التعامل مع العائدين من القتال في سوريا والعراق وكانوا ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية – داعش سابقا، فهؤلاء لن يعودوا كبشر أسوياء يتمكنون من التعاطي مع الحياة الطبيعية للبشر، بل انهم سيعودون وهم اشبه بمفخخات ستنفجر ،في لحظة ما، وسط الجميع وإنّ على السلطات التي سهلت ارسالهم ودعمتهم في السر والعلن أن تدفع كلفة اتعابهم. ولعل الدنمارك من هذه الدول التي بدأت تعاني من هذه الأزمة رغم اقدامها على تنفيذ مشروع يهدف إلى احتواء هؤلاء ونزع فتيل تفجرهم عبر العلاج النفسي واعادة الاندماج في المجتمع ولكن هذه المحاولات تواجه بالرفض من لدن الكثيرين من هؤلاء الذين لم يترددوا في الاعلان الصريح عن مشروعهم المتمثل بدعم الدولة الإسلامية وخليفتها البغدادي وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المدن الدنماركية وبناء المزيد من المساجد!

من يقول إن الدول الغربية لم تدعم قوى الإسلام السياسي ولم تساهم في تشكيل المجاميع والتنظيمات الإرهابية المسلحة وتمكن من توظيفها في صراعات الحرب الباردة وضد الوجود السوفيتي في افغانستان ولخلق معادل لتطرف إيران ومساعيها للتمدد على حساب جيرانها أو في مناطق اخرى من العالم فهو واهم ولايعلم بما حدث أو ما سيحدث لاحقا ويحمل صورة وردية حالمة عن الغرب ودفاعه عن الحرية وحقوق الإنسان. الغرب الذي يتحدث الان عن وحشية وهمجية التيارات الاسلامية الارهابية وفاشيتها هو نفسه الذي تحدث عنها كقوى معتدلة ومسالمة تطمح لإقامة نظام ديمقراطي ويحترم حقوق الإنسان والأقليات في سوريا!

تمكن الغرب عموما من إستغلال ورقة التيارات الإسلامية التي وجد في مشروعها الظلامي والمعادي للإنسانية ما يناسب مشروعه في خلق الازمات التي تدفعه احيانا للتدخل ووضع حد لبشاعة هذه التيارات وتصويرها وكأنها الخطر الذي يداهم العالم والعدو الذي يجب التصدي له بحزم حتى لو تم تخريب وتدمير بلدان بأكملها أو تم التضييق على الحريات وسلب الضمانات الاجتماعية التي يتمتع بها المواطن في بلدان الغرب. يسعى الغرب للقيام بدور الحامي الأوحد للعالم والحارس على أمنه وسلامته. ولذلك فانه بحاجة إلى عدو دائم يخوض ضده الحروب والصراعات ويستبيح ويحتل ويدمر العالم، وإن لم يبرز هذا العدو بصفة دولة أو تحالف دول، فلابد من صنعه وتصديره تارة بصفة المعتدل والمسالم والطامح للحرية والعدالة وحقوق الإنسان وتارة اخرى بصفة الهمجي الفاشي المتعطش للدماء.

ولعل الحديث الدائر الآن في فرنسا ووسط نخبها السياسية والثقافية والإعلامية حول ان فرنسا ما بعد مجزرة "شارلي ايبدو" هي ليست فرنسا ماقبلها، يأتي تماشيا مع مساعي سلطات وأنظمة الحكم في هذه الدول لخلق الأزمات الإجتماعية والسياسية لتمرير سياسات وقوانين ومصالح معينة لن تصب إلا ضد قضايا الحريات والحقوق التي تدعي فرنسا انها حاميتها الأساسية.

ستحتل التيارات اليمينية والعنصرية في الغرب مساحة أكبر في عالم ما بعد"شارلي ايبدو" فهذه التيارات التي يتم التضييق عليها باستحياء أو بالتسترعلى ممارساتها، ستكون هي المعادل الذي يحتاجه الغرب للوقوف بوجه التطرف الأصولي الإسلامي الذي يهدد البنية الثقافية والإجتماعية لدول هذا العالم.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الحلفي في إستذكار الغموكة: أي أفق شيوعي وماركسي؟
- فضائح الدولة الفضائية!
- -سبايكر- جريمة العصرالعراقي!
- بارانويا النجوم في فلم - شخص تحبه-
- محاكمة ارث الفاشية في العراق، مسؤولية مَن؟
- قرار الحرب المغيب في العراق
- صمت العالم
- حرب الإعلام وإعلام الحرب!
- العراق: من داعش الى دولة الخلافة!!!!
- انهيار الدولة الشبحية!
- لاشيء سيحدث خارج أسوار القُشلة!
- الأحزاب في العراق: بين الدكتاتورية والرفض الشعبي
- لننقذ أرواح أبنائنا الجنود، لنوقف نزيف الدم
- التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم
- 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق
- أزمة الأنبار: مفترق طرق
- الدولة والعشيرة في العراق*
- عن العطل والتعليم والمدارس الخاصة في العراق
- نحن واليابان: آمالنا وآمالهم
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر الناصري - العالم: ما قبل وما بعد- شارلي ايبدو-