عام الطائرات بدون طيار القاتلة

فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 21:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

كان عام 2014 جيداً بالنسبة للطائرات بدون طيار القاتلة ، احتفلت الولايات المتحدة (إذا كانت كلمة احتفال لائقة) في تشرين أول بالضربة ال 400 للطائرات بدون طيار على باكستان. لم أقدر على حضور هذه الاحتفالات التي قتلت فيها الطائرات بدون طيار 2379 من الباكستانيين منذ عام 2004، ومن بين هؤلاء الضحايا ، كان 12 ٪-;- فقط ، على ارتباط بالمنظمات المسلحة، وهذا وفقاً لتقرير تشرين أول لمكتب الصحافة الاستقصائية البريطاني المستقل .ضحايا الطائرات بدون طيار غير مرئيين بالنسبة للأميركيين إلى حد كبير . ويستثنى من ذلك عائلة رفيق الرحمان (67 عام)، المعلم الباكستاني. في 24 تشرين أول ، 2012، قتلت طائرة أمريكية بدون طيار والدته ، عندما كانت تجمع البامية وراء منزلهم في وزيرستان في المناطق القبلية في باكستان. وبعد ذلك بعام، وفي 29 تشرين أول 2013، شهد رفيق واثنين من أطفاله الصغار أمام الكونغرس. أحضر Alan Grayson عضو الكونغرس الديمقراطي عن فلوريدا و Robert Greenwald ( مخرج الأفلام الوثائقية ومنها حروب امريكا بالطائرات دون طيار ) رحمان إلى الكونغرس. وكان هذا أول وحتى الآن الوحيد من ضحايا الطائرات بدون طيار الذي يدلي بشهادته أمام الكونغرس. ضمنت عائلة رحمان الرحلة ، حضر خمسة أعضاء كونغرس فقط للاستماع إلى شهادة رحمان".
كيف يسير برنامج الطائرات الأمريكية بدون طيار منذ ذلك الحين؟
لا يزال المدنيين الأبرياء يتعرضون للقتل من قبل الطائرات الأمريكية بدون طيار. قُتل 104 أشخاص في باكستان في عام 2014، وفقاً لمكتب الصحافة الاستقصائية. هذا الرقم مروعاً ، لكن العزاء القليل جداً في حقيقة أن عدد ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار على باكستان قد انخفضت بشكل حاد. كان هناك 22 ضربة عام 2014 بعد أن بلغ الذروة عام 2010 ب 128 ضربة. ومع ذلك، انخفضت ضربات الطائرات بدون طيار على باكستان، وتصاعدت هجماتها في اليمن. ضربت طائرة أمريكية بدون طيار اليمن أول مرة وقتلت أربعة من عناصر تنظيم القاعدة في عام 2002. توقفت الضربات في اليمن حتى عام 2010. وتعويضاً عن الوقت الضائع، ضربت الولايات المتحدة في اليمن باستمتاع. وكانت هناك 116 ضربة في اليمن والتي وفقاً لمؤسسة أمريكا الجديدة تسببت في قتل 811-1073، 81-87 منهم من المدنيين. كانت هجمات الطائرات بدون طيار في اليمن في عهد الحائز على جائزة نوبل للسلام باراك أوباما باستثناء ضربة واحدة في عام 2002.لا يوجد أرقام رسمية من حكومة الولايات المتحدة حول عدد القتلى في ضربات هذه الطائرات. لا تُعلن إدارة أوباما كم من الناس تقتل الطائرات الأمريكية بدون طيار. ويُصدر مسؤولو أوباما بيانات لطيفة أن الطائرات بدون طيار هي أسلحة بالغة الدقة ينتج عنها عدد قليل جداً من الضحايا المدنيين. ادعى وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم 26 آذار 2013 "نحن الوحيدون الذين نطلق النار على أهداف إرهابية مؤكدة بشكل مطلق، نحن لا نوجه طائرة بدون طيار إلى شخص ما نعتقد أنه إرهابي". لكننا نفعل ، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم 29 آذار 2012 أن البيت الأبيض يحسب جميع الذكور في سن الخدمة العسكرية في منطقة الضربة مقاتلين ، وهو أمر غريب." أجبر مشروع قانون تفويض الاستخبارات للسنة المالية 2014 إدارة أوباما على تقديم تقارير سنوية حول كيفية تعداد المدنيين والمقاتلين الذين تقتلهم طائرات أمريكية بدون طيار. أقول، "ستقدّم". وبناء على توصية من مدير الاستخبارات الوطنية James Clapper ، رفضت لجنة مجلس الشيوخ المشروع . وأكدّ Clapper في رسالة الكترونية للجنة أن "السلطة التنفيذية ملتزمة بتقاسم أكبر قدر من المعلومات مع الشعب الأمريكي والكونغرس". قدم Adam Schiff (ديمقراطي - كاليفورنيا ) و WJones (جمهوري - نورث كالورينا ) مشروع قانون حول الشفافية في ضربات الطائرات بدون طيار، عرض في بداية 2014 يُطالب بالإفصاح أيضاً عن عدد قتلى ضربات الطائرات بدون طيار تقتل. لم يتم الموافقة على مشروع القانون.
لا قضاة ، لا محاكم ، لا محاكمات لا مشاكل !
الطائرات الأمريكية بدون طيار قاتلة، ولكنها ليست خطيرة . ليس خطيرة سياسياً ، مثل القنبلة النيوترونية التي تقتل الناس دون الإضرار بالمباني والطائرات بدون طيار تقتل الناس دون الإضرار بالمهن السياسية. ومثال على ذلك: وافق مجلس الشيوخ في 22 آذار 2014 على ترشيح ديفيد بارون كقاض فدرالي . كان بارون يعمل مستشاراً قانونياً في وزارة العدل. وهناك شارك في تأليف مذكرة توفر غطاء قانونياً لعملية اغتيال استهدفت مواطناً أمريكياً : أنور العولقي، وهو عضو تنظيم القاعدة مولود في الولايات المتحدة. قُتل العولقي بواسطة طائرة بدون طيار في 30 أيلول عام 2011 في اليمن. وقًتل ابنه البالغ من العمر 16 عاماً في هجوم منفصل لطائرة بدون طيار.ظلت مذكرة بارون سرية حتى أجبرت محكمة استئناف اتحادية البيت الأبيض على إصدار نسخة منقحة في 22 حزيران 2014 ... بعد أن تم تأكيد ترشيح بارون.
العولقي واحد من أربعة مواطنين أمريكيين قتلتهم الطائرات بدون طيار. هل نحاول قتل الخامس ؟ في شهر شباط الماضي، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن إدارة أوباما تُفكر في توجيه ضربة طائرة بدون طيار على المواطن الأمريكي الخامس: عضو تنظيم القاعدة في باكستان ومعروف باسمه الحركي عبد الله الشامي (عبد الله السوري). وحتى الآن، لا توجد تقارير عن قتل الشامي و. ولكن الدرس المستفاد أن إدارة أوباما ما زالت تعتقد أنها يمكن أن تقتل الأميركيين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
استأنفت الولايات المتحدة في شهر حزيران غارات بطائرات بدون طيار على باكستان بعد توقف دام ما يقرب من ستة أشهر. وافقت الولايات المتحدة على وقف هجمات الطائرات بدون طيار حين بدأت باكستان محادثات سلام مع حركة طالبان الباكستانية . وانهارت المحادثات بعد 8 حزيران عندما هاجمت طالبان مطار كراتشي الرئيسي وقتلت 28 قتيلاً. استأنفت الولايات المتحدة الحرب بالطائرات دون طيار على باكستان في 11 حزيران عام 2014، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين في وزيرستان الشمالية. وفي نفس الوقت تقريباً شن الجيش الباكستاني هجوماً عسكرياً جديداً كبيراً في وزيرستان الشمالية. لم تكن هناك هجمات بالطائرات دون طيار في باكستان منذ 25 كانون الاول 2013، وفي وقت سابق تسبب هجوم طائرة بدون طيار في 21 تشرين الثاني على مقاطعة خيبر ( تسبب بقتل 6 اشخاص في مدرسة إسلامية ) توتراً في العلاقات الأمريكية الباكستانية، المبنية على أسس جيدة . كان هذا تحدياً كبيراً لعمران خان زعيم حركة العدل ، تعهد خان خلال ترشحه لرئاسة الوزراء عام 2013 بإسقاط الطائرات بدون طيار الأميركية. ما فعله خان وحلفائه الآن هو وقف خطوط إمداد حلف شمال الاطلسي إلى أفغانستان، لمدة 97 يوماً، وأخيراً رفع الحصار ردّاً على انخفاض ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار.
سوريا هي المسرح الجديد للطائرات الأمريكية بدون طيار الفتاكة، (استخدمت الولايات المتحدة بالفعل الطائرات بدون طيار القاتلة في العراق من عام 2003 إلى 2011). ونظراً للتدهور المستمر في حماية المدنيين من هذه الضربات . ورداً على الانتقادات الموجهة لها ، وضع الرئيس أوباما قيوداً على استخدام الطائرات دون طيار القاتلة في المستقبل في خطاب ألقاه في جامعة الدفاع الوطني في 23 أيار 2013. أعلن الرئيس أن هجمات الطائرات بدون طيار سوف تتم فقط في حالة "شبه اليقين" أن المدنيين لن يُقتلوا أو يُجرحوا ".
للأسف، هناك استثناء ، تعترف الإدارة الآن أن هذا القيد لن يطبق على الضربات الجوية الامريكية على العراق وسوريا. كشفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي Caitlin Hayden ذلك بعد هجوم 23 أيلول بصاروخ توماهوك على منزل للنازحين في محافظة إدلب السورية. وفي وقت لاحق، لفتت السيدة Hayden انتباهنا إلى التغاضي عن سياسة إدارة البيت الأبيض بالنسبة لهجمات الطائرات دون طيار: يقتصر معيار "شبه اليقين" دائماً على "العمل المباشر" خارج مناطق الأعمال العدائية النشيطة "،كما فهمنا في ذات اللحظة !." وأضافت: " وهذا لا يصلح ببساطة مع ما نراه على أرض الواقع في العراق وسوريا في الوقت الحالي." إذا كنت مهتماً بالموضوع ، قال الجيش السوري الحر أن عشرات المدنيين قد قتلوا في الغارة يوم 23 أيلول.
الصراع مع داعش هو الحرب الأولى حيث تواجه الولايات المتحدة عدواً لديه أيضا طائرات بدون طيار، يظهر شريط فيديو تم تحميله على اليوتيوب من عضو في داعش في شهر آب لقطات مراقبة بواسطة طائرة استطلاع. نتحدث عن انتشار الطائرات بدون طيار وتجاهل أمرين : أولاً، لا نتوقع معارك بين الطائرات بدون طيار بين الولايات المتحدة وداعش في وقت قريب ، ربما لا يوجد لدى داعش أكثر من طائرة بدون طيار للمراقبة، (ما هو مقلق أكثر حصول داعش على 3 طائرات مقاتلة نفاثة الآن بفضل المنشقين من القوات الجوية السورية.) ،ثانيا، استخدمت ثلاثة بلدان فقط-الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإسرائيل، الطائرات بدون طيار للقتل . احزروا ما يثير قلق العالم هل ستحصل بوروندي على طائرات بدون طيار؟
ماذا بعد الضربات الجوية ؟
هناك نكتة قديمة عن الأب الذي يحذر ابنه الصغير: "لقد أتيت بك إلى هذا العالم، وأنا يمكن أن أُخرجك منه ". أعلنت الولايات المتحدة ولادة دولة داعش ، ولكن هل يمكن للولايات المتحدة اخراجها من العالم ؟ قامت الولايات المتحدة وحلفائها اعتباراً من 15 كانون أول بتوجيه 1276 ضربة جوية بطائرات مأهولة وغير مأهولة على العراق وسوريا أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. توافق وزير الخارجية جون كيري والرئيس السوري بشار الأسد، وهما زوج سياسي عجيب أن الضربات الجوية لم تفعل شيئاً يذكر لإضعاف داعش، بل عززت قوتها . عنونت صحيفة الغارديان البريطانية صفحتها الرئيسة : " تدفع ضربات الولايات المتحدة الجوية في سوريا المجموعات المعارضة لدعم داعش".
هل يدهشك ذلك؟ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تشرين أول أن دراسة CIA (وكالة المخابرات المركزية ) السرية قد خلصت إلى أن الغارات الجوية نادراً ما تهزم الحركات المتمردة ، ويجب أن يصحب الضربات الجوية "دعم أرضي أمريكي". وعد الرئيس أوباما بأنه لن يكون هناك "قوات أمريكية على الارض". إلا أن هناك بالفعل ما يقرب من 2000 من المستشارين العسكريين الأمريكيين في العراق ويتوقع أن يرتفع العدد إلى 3000. طالب وزير الخارجية كيري يوم 9 كانون أول لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بالموافقة على ترخيص جديد لاستخدام القوة العسكرية ويُفهم من ذلك ترك الباب مفتوحاً لنشر قوات أمريكية على الأرض للقتال ضد داعش.
كان عام 2014 عظيماً للطائرات بدون طيار الأمريكية القاتلة. ولكن حرب الولايات المتحدة في العراق وسوريا تشير إلى أن الأعظم سيأتي بعد في عام 2015.
مترجم
CHARLES PIERSON

#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات