أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الغني سلامه - إعادة تصحيح للتاريخ .. عندما يدرك مشاهير التاريخ أخطاءهم التاريخية














المزيد.....

إعادة تصحيح للتاريخ .. عندما يدرك مشاهير التاريخ أخطاءهم التاريخية


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 17:43
المحور: كتابات ساخرة
    


من قال أن للتاريخ رواية واحدة صادقة !؟ فقد جاء في مقدمة ابن خلدون أن مشاهير التاريخ اكتشفوا أخطاءهم قبل فوات الأوان، وصححوا بعضاً منها، ما جعل الأحداث تأخذ منحى آخر مختلف، وإليكم بعض الأمثلة:
ولما غادر "طرفة بن العبد" مضارب بني قيس بصحبة "المتلمّس"، وقد حمّل الملك كل منهما كتاباً إلى عامله في البحرين، جاء فيه: "باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا فاقطع يدي حامله ورجليه وادفنه حياً". وبينما هما في الطريق بأرض جدباء بالقرب من الحيرة، رنَّ هاتف طرفة، فإذا برسالة مجهولة المصدر تقول له: "يا طرفة إفتح إيميلك، فإنك ذاهب إلى هلاكك". في البداية أبى طرفة لأن في ذلك خيانة للأمانة، أما المتلمّس الذي لم يكن يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة فقرأ له الرسالة، فألقى الصحيفة في النهر، وحثَّ صاحبه على ذلك، وبعد طول تفكير مزق طرفة الرسالة، ثم تابع مسيره حتى وصل أرض البحرين، وهناك كتب أجمل أشعاره، وقد نشرها إلى جانب المعلقات على أستار الكعبة، واحتفظ بنسخة إضافية على صفحته على الفيسبوك.

ولما التقيتُ بعبد الله بن المقفع، في ديوان الرشيد، قلت له ما هذا الهُراء !؟ لا أكاد أفهم شيئا مما تكتبه: "زعموا أن أسداً كان في أرض كثيرة الماء والخصب"، و"كان ما بتلك البلاد من الوحش في سعة من الماء والمرعى"، "فلا تشترينَّ ذلك بهذا، فإنه غدر منك ولؤم منا" ... حتى تصبحَ كاتبا حداثيا عليك أن تكتب: "وكانت الريح تعوي تحت نافذتي"، "قدحين من النبيذ المعتق"، "قهوة الصباح مع فيروز" .. فما كان منه إلا أن أعاد كتابة "كليلة ودمنة" بطريقة ما بعد الحداثة، فأُعجِبَ الرشيدُ به، واستدعاه إلى قصره، وبدلا من قطع يديه وشويها وإجباره على تناولها، أمر له بساندويتش شاورما، مضافاً إليه المايونيز والمقبلات والكثير من المخلل، مع قدح من الكولا.

في آخر اجتماع لفيلة الماموث في صحراء سيبيريا الجليدية، قال أحدهم: سمعت عن عاصفة هوجاء تدعى "هدى" ستجتاح المنطقة، وقد يمتد أثرها ألف عام وأكثر، ومهما جمعنا من خبز وكاز، فلن يكفينا ذلك، فإني ناصحٌ لكم بالهجرة صوب الجنوب، فهناك الدفء ورمال الصحراء الذهبية .. فما قولكم، طال عمركم !؟ أجابه كبير الماموث: إن الطريق طويل وخطير؛ فيه جبال وعرة، وصحارى مقفرة، وليالي مظلمة .. وأخاف عليكم من وعثاء السفر، وسوء المنقلب. وهكذا رفض الجميع الاقتراح، إلا زوجاً من الماموث، كانا عاشقيْن، خرجا عن أمر القبيلة، وحزما حقائبهما، فعبرا بلاد الأناضول وما بين النهرين، حتى أتوا صحراء سيناء، وكانت الجماعات الإرهابية مشغولة بالتفجيرات، فلم يلحظوها، فاجتازا القناة وواصلا المسير حتى استقر بهما المقام في سفاري تانزانيا، وأنجبا ماموث صغير، وهناك عاشوا بأمن وسلام، حتى خرجوا من قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض.

بعد أن تلقى "كُليب" طعنة نجلاء من غريمه "جساس" وقبل أن يلفظ آخر نفس له، كتب بدمه على صخرة عبارته الأثيرة: "لا تصالح". أما "المهلهل"، فقد أمضى عاما كاملا يبكي على قبر أخيه، يشحذ حقده، ويربي ثأره، حتى نضج؛ فجمع رجال بني تغلب، وأغار على البكريين، وقتل منهم رجالا كثيرين، ولم يكتف بهذا النصر المؤزر؛ فقد واصل حربه على أبناء عمومته وهجّرهم من مكان لآخر، وأسال منهم دماء غزيرة، حتى كاد يفنيهم. وذات ليلة ظلماء وبينما هو في حانة يعاقر الخمر، شاهد على التلفاز الحلقة الأخيرة من مسلسل "الزير سالم"، فهاله ما آل إليه الأمر، وحزن حزنا شديدا على نهايته المأساوية. فمضى إلى قبر "كليب" وبيده كأس من النسكافيه، وأخذ يلومه معاتبا: لقد أمضيت عمري أبحث عن ثأرك، حتى انتقمت من نفسي، وأكلتني نار الحرب ونالت مني ومن أهلي، أرقد يا أخي بسلام، ودعنا نعيش بسلام. ثم كتب إلى "جسّاس": يا ابن العم، أما كفانا حروبا وتقتيلا، تعال نصنع السلام، ولنجري انتخابات ديمقراطية تكون رئاسة الدولة للتغلبيين ورئاسة البرلمان لبني بكر، مع كوتا للنساء. وبالفعل استجاب جساس لمبادرة المهلهل، ووضعت الحرب أوزارها، وصار للعرب شأن عظيم، حتى غار منهم اليونانيون.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح .. خمسون عاما من الحركة
- ما تبقَّ من الثورة السورية
- أي المدن أفضل للعيش ؟!
- خمسة قصص نسائية في شهر واحد
- مستكشفون، أم غزاة ؟!
- فرانكشتاين في بغداد
- جامعة بير زيت تطرد أميرة هاس
- تغيرات المشهد الإنساني بين حقبتين تاريخيتين - دراسة بحثية مخ ...
- حلقات من العنف المستعر
- كشف حساب، لنتائج الحرب على غزة
- أيديولوجية داعش، وعلاقتها بالإسلام
- داعش، والكبت الجنسي
- في غزة .. انتصرنا ، أم لم ننتصر ؟
- إمبراطورية قطر العظمى
- حتى في وقت المعركة .. لا بد من النقد
- قراءة في الحرب على غزة
- وماذا بعد !؟ الحرب على غزة
- دفاعاً عن الشيعة .. دفاعا عن العراق
- العلاقات المكسيكية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- العلاقات الكندية الإسرائيلية - دراسة بحثية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الغني سلامه - إعادة تصحيح للتاريخ .. عندما يدرك مشاهير التاريخ أخطاءهم التاريخية