أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .














المزيد.....

براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 13:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



جرت العادة أنه كلما حدثت مجزرة بطلها أحد المسلمين ، أن يقال هذا فعل المسلمين المتطرفين و أن هذا لا يمثل الإسلام السمح الوسطي المعتدل ، حيث دائما كان يتم التنصل من كل جريمة يقوم بها إسلامي ، عن طريق مغالطة الإسلام المعتدل و المتطرف .. لكن ما رأيكم أنه وفي قضية مجزرة (شارلي ايبدو) أني استبعد قدرة هؤلاء على فعل هذه الحيلة مرة أخرى ، فكما أرى فهذه الجريمة التي تمت ليست جريمة الإسلام المتطرف ، بل هي في الواقع جريمة الإسلام المعتدل و سأسرد الأدلة على هذا .

افترض أن الجميع يعلم بالحادثة التي وقعت قبل أسابيع حيث حكمت المحكمة الموريتانية على الصحفي محمد الشيخ ولد مخيطر بالإعدام رميا بالرصاص لأنه بحسبها أساء للنبي ، و أفترض أيضا أن الجميع يعلم أن الدولة الموريتانية هي دولة عضوه في الجامعة العربية ، و أنها أيضا دولة عضوه في منظمة التعاون الإسلامي ، وهي دولة تدعي الالتزام بالإسلام الوسطي والمعتدل المخالف لما تؤمن به داعش مثلا ، ولا أعتقد أن احد سيتهمها بهذا ، فلو كانت كذلك لكانت طردت من الجامعة العربية أو من التعاون الإسلامي لأنها دولة متطرفة ، والسؤال المطروح هنا : ما الفرق بين الإعدام الذي حكمت به الدولة الموريتانية على الصحفي ولد مخيطر رميا بالرصاص بتهمة الإساءة للنبي محمد ، وبين الإعدام الذي نفذه الإرهابيون بحق صحفيي شارلي ايبدو ؟ فكما نرى فهذا الفعل في جوهره هو واحد ، فولد مخيطر مهدد بالموت بإسم الدفاع عن النبي ، و صحفيو شارلي قتلوا بذريعة الدفاع عن النبي ، فما هو الرد هنا من جماعة الإسلام المعتدل على هذا ؟ ثم بأي كيفية بعد هذا سيبرؤون أنفسهم من هذه الجريمة ؟!، فها هي الجمهورية الإسلامية الموريتانية المعتدلة تقتل بسبب الإساءة للنبي مثلها مثل المتطرفين المزعومين فأين الفرق بينها وبين داعش أو القاعدة ؟ .

شخصيا أعتقد أنه لن يكون هناك رد من جماعة المعتدلين على هذا السؤال ، وإذا كان فمن المؤكد أن سيكون بمحاولة اختراع إسلام معتدل أخر يكون أكثر اعتدالا من الإسلام المعتدل الذي تتبناه الدولة الموريتانية ، حيث سيحاولون الهروب بهذه الطريقة من تحمل المسؤولية كما فعلت الحكومة الموريتانية للهروب من تحمل مسؤولية أفعال القاعدة و داعش و لكن طبعا و كما ترون فهذا لن يفلح ، لأنه اليوم بالأساس فكرة الإسلام المعتدل و المتطرف قد كشفت ، فمما نرى فلا فرق حقيقة بين معتدل ومتطرف فكلها واحد لأن القضية هنا ليس قضية تشدد وتطرف ، بل القضية قضية عقيدة مفخخة بالإرهاب ، و هي سواء اعتدلت فيها أو تطرفت فهي ستنتج الإرهاب ، ومنه فمهما يكن المبرر الذي سيحاول هؤلاء قوله فكله ساقط لأن لا شيء يمكنه تغطية هذه الفضيحة ، و طبعا اليوم كل شيء مكشوف ، ولا أحد يمكنه التعمية على أن جميع من يدعي الوسطية و الإعتدال أنهم لا يختلفون شيء عن المتطرفين ، فهل مثلا خرج الأزهر ونند بما جرى لود مخيطر لنرى تميز إعتداله ؟ طبعا لا ، وهل خرجت هيئة الإفتاء في السعودية لتندد بهذا لنرى الفارق بين وبين المتطرفين ؟ طبعا لا ، لهذا فاليوم من سيحاول التنصل من الجريمة النكراء التي تمت بحق شالي ايبدو بإسم الاعتدال ، فالرد هو أن هذا كذب ، كذب لأن الإسلام المعتدل حكم بالموت على من يسيء للنبي ، ومنه فجريمة شارلي ايبدو هي جريمة مبررة تماما من قبل هذا الإسلام ، بل دعوني أقول هنا أن هؤلاء لو حاولوا التنصل منها فهم لن يزيدوا سوى أنفسهم حقارة ، فإذا كانوا سيدينون الجريمة بحق الفرنسيين ، ويسكتون على الجريمة بحق ولد مخيطر ، فهذا يعني أنهم عدى الكذب و الإجرام الذين وقعوا فيه ، فهم عنصريون كذلك ، فكما يبدو فالإدانة للإجرام هي فقط إذا طالت الأمم القوية ، أما إذا طالت الجريمة مواطن شرق أوسطي مسكين ، فهي مباحة و صحيحة ، وهذا طبعا دليل على حقارة و خسة لا نضير لها .

حاليا ليس لدي شك أن كل الحكومات الإسلامية ستحاول التنصل من هذا الفعل ، حيث ستدعي أنه فعل متطرفين و الإرهابيين ، لكن طبعا عبثا فنحن نعلم حقيقة المشاعر الإسلامية وأنهم يؤيدون ذلك قلبا وقالبا ، فالتشريعات الإسلامية تدعم ذلك ، وكل التعليقات التي قراءنا (إلا قليلا) في الصحف و المواقع الإلكترونية من المسلمين تدعم ذلك ، عدى طبعا ان جل الحكومات الإسلامية إن لم نقل كلها لديها من تلك القوانين الإجرامية ، لهذا فمن سيحاول التبرؤ من الجريمة بنسبها لداعش والقاعدة فهذا كذب و دجل ، لأن القاعدة و داعش براء من هذه الجريمة فهي جريمة الإسلام الوسطي المعتدل السمح .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف على فرنسا أولى من الخوف على المسلمين .
- المسلمون و الفهم السلبي لله .
- اللهم أحفظ الكفار و المشركين .
- اللهم أهلك العرب و المسلمين .
- حول العنصرية إتجاه المسلمين .
- تضامنا مع المناهضين للإسلام .
- في إنتظار المحاكمة الهزلية .
- التحقيق المضاد الذي فضحنا .
- كان يجب أن تموت معهم يا كمال .
- حتمية نهاية الإسلام الأصولي .
- لا إصلاح للإسلام إلا بنقضه .
- الأزهر متسقا مع نفسه .
- الإسلام بين خياري التحريف أو الإنقراض .
- ما فعله الجنس بالمسلمين .
- في مديح الدياثة .
- الدياثة كشرط من شروط الحضارة .
- ما خسره المسلمون بتجريمهم للحب .
- المسلمون أمة لا يمكن أن يكون لها أخلاق .
- أخلاقنا الإسلامية المنحطة .
- المسلمون أمة نفاق .


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .