حسن سامي العبد الله
الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 10:06
المحور:
الادب والفن
كتبتُ القصيدة وكأن السياب اومأ لي بذلك:
لكَ الحمدُ مهما تناءى الرَّخاء
ومهما فقدتُ النِعم،
لك الحمدُ إنَّ البلايا دَواء
وإن الجراحاتِ تُبري الذِّمم.
أما جائني منكَ هذا الضياء
وقلدتني أنتَ هذي الدُّرر؟
فهل يمنعُ الليلُ وهجَ الصباحِ
وهل يأخذُ الضوءُ دَورَ الظَّلام؟
سنينٌ عِجافٌ وهذا السَّرابَ
يُقَطِّعُ أشتاتنا كالشَّظى
وليس لوجديَ بعضُ إرتياح
وحرقى طيوفي تنثُ اللظى،
وقول لمغلوب عند الدُّعاء:
«لك الشكرُ إنَّ البلايا شَذى،
وان العذابَ كوادٍ خَصيب
أشِفُ عَذابك مثلَ النَّمير
والتذُ فيهِ كـ لُقيا حَبيب،
فهذي عطاياكَ جِئني بها!»
اصيحُ عصيَّا على
الشامتين:
«ألا فإشهدوا واغبطوني،
فتلكُم عَطايا الهي
وإن كبَّلَ الشَّكُ بعضَ اليَقين
تلقفتُها كالشمسِ مغمورةً بالمغيب.
لطيفٌ هو الليلُ أنّى يجيء
بظُلمى وصمتٍ علينا يطول
لتدرِك عيناي معنى ضِياك.
هدوءٌ هو الليلُ: طفلٌ ظريف
ونارٌ ودفءٌ لكهلٍ شَريد
وإغراءُ عشقٍ وفوضى عِناق
تذيبُ بلثمٍ جبالَ الجَليد
واعشاشُ طيرٍ ترشُ السكون
لتكتظَ عندَ المَساء
تُناغي رفيفَ الشَّجر.
وان قام مغلوبُ كانَ الدُّعاء:
«لكَ المنُّ مهما أتاني الضَرر
أيا مُنِزلا بعدَ ذاك الرخاء!»
#حسن_سامي_العبد_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟