أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - جنوحُ العقلاء نحوَ الدَّمارِ، جنونٌ حتَّى النّخاع














المزيد.....

جنوحُ العقلاء نحوَ الدَّمارِ، جنونٌ حتَّى النّخاع


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


جنوحُ العقلاء نحوَ الدَّمارِ، جنونٌ حتَّى النّخاع
لقاء عابر وبديع للغاية مع الصَّديق شكري يونو


إلتقيتُ اليوم خلال مراسيم دفن الرَّاحلة الفاضلة حاوى حنَّا جاجو في ستوكهولم، مع الصَّديق الغالي الملفونو الشَّمَّاس شكري يونو، الَّذي جاء مع مجموعة من الأحبّة الأهل والأصدقاء من نورشوبينغ للمشاركة في مراسيم الدَّفن، وقد أدهشني تماماً، من خلالِ كرتٍ صغير، وهو يريه لي بشغفٍ كبير!

كنتُ في حالة عذاء، وفجَّر بي عذاءاً مفتوحاً مضاعفاً، وفتح شهيّتي على كتابة ما أنا بصدده الآن!

تضمّن الكرت تسع صورٍ من مجانين ديريك، حيث كان قد قرأ لي نصَّاً سرديَّاً بعنوان: "حنين إلى ديريك بمجانينها وعقلائها"، إهداء: إلى روح درو دينو، وقد كانت صورة الرَّاحل درو دينو من ضمن الصُّور الَّتي شاهدتها في الكرت!

قلت له متسائلاً، وبنوع من الأسى والحسرة والحنين إلى ديريك، (ديريك بعقلائها ومجانينها)، لو قاد هؤلاء المجانين التّسعة وما تبقَّى من مجانين ديريك، ديريك! هل كنّا سنرى مقتل أو أذى أو إعتداء أو غُبْن أو ظُلْم لأيِّ شخصٍ من ديريك؟ أما كان هؤلاء سيقودون ديريك إلى برِّ الأمان والوئام والوفاق مع أنّهم مجانين؟ فما كانوا سيتعدَّون على المجانين ولا على العقلاء، فهم برأيي أعقل عقلاء ديريك من حيث النَّتائج الَّتي أراها على مدى أربع سنين وإلى مدى السنين!!! وهذا السُّؤال ينسحب على مجانين القامشلي، ومجانين الحسكة ومجانين كل المدن السُّوريُّة، هل لو قاد مجنونو أيَّة مدينة من المدن السُّوريّة مدنهم القاطنين فيها، هل كنّا سنرى ما رأيناه على مدى السَّنوات الأربعة من جنون مريع مع عقلاء آخر زمن، من كلِّ الأطراف والتّيارات والأقوام، والمحلِّلين والمفكِّرين والسِّياسيين والحزبيين والمعارضين وعباقرة آخر زمن، الَّذين عاثوا فساداً وقتلاً ودماراً وخراباً في أقدم مدن وعواصم الكون، وفي أولى حضارات العالم!

وهل لو تعاملَ مجنونو أوروبا وأميريكا وبقيّة قارَّات العالم، لما يُحاك في سورية من تدخُّلات دموية سافرة، هل كان مجنونو كل قارات العالم، سيؤذون طفلاً واحداً وطفلة واحدة في سورية؟!

ما كان أي مجنون من مجانين ديريك ولا مجانين القامشلي والحسكة ولا مجانين المدن السورية، يؤذي أي طفل ولا طفلة من سورية، لأنَّ جلَّ ما كان يطمح إليه هؤلاء المجانين ومجانين العالم، هو قليل من الزَّاد، وبسمة منَّا نحن العقلاء، هذا إذا كنّا عقلاء!!! لأنَّ العاقل الحقيقي هو مَن لا يؤذي بني جنسه! وكلُّ مَن يؤذي بني جنسه من العقلاء هو من فصيل المجانين، ولكن شتّان ما بين المجانين الأقحاح والعقلاء المجانين في سلوكهم الدَّموي المرير، لأنّني أرى وبكلِّ وقاحةٍ وإنحطاطٍ، الكثير من عقلاء هذا الزّمان يقتلون العقلاء والمجانين معاً، لهذا لو حكم وقاد مجنون حقيقي ديريك مروراً بكلِّ المدن السُّوريّة، لما وجدناه يؤذي نملة، فلماذا لا نأخذ الحكمة ــ كما قيل ــ من أفواه المجانين، أم أنَّ العقلاء في حالة منافسة لمجانين هذا الزَّمان على الخراب والدَّمار والهلاك؟!!!

إلى متى سيبقى الكثير الكثير من عقلاء آخر زمن، مصرِّاً على الدَّمار والخراب والحروب ومناصب آنيّة عابرة، حتَّى لو كانت هذه المناصب سنيناً وعقوداً، لأنَّ البشر كلَّ البشر مجرَّد نسمات عابرة على وجه الدُّنيا، نحن مجرّد ضيوف عابرين في رحاب الحياة، مجرّد ضيوف لا أكثر، ضيوف غير مرغوب في الكثيرين منَّا، بينما المجانين، ضيوف مرغوب فيهم لأنّهم لايؤذون أحداً، وأقصد المجانين المعاقين والمرضى ولا أقصد العقلاء المجانين، لهذا أطلب من كلِّ العقلاء المجانين الَّذي يشنُّون حروباً ودماراً وخراباً في سوريا والعراق والشَّرق والعالم العربي وجميع العالم، أطلب منهم أن يحيلوا أنفسهم إلى أقرب عيادات أطباء نفسانيين، لمعالجة أنفسهم من أمراضٍ أكثر فداحةً وهولاً من أمراضِ المجانين الأقحاح على مستقبل البشريّة!

متى سيفهم عقلاء هذا الزّمان أنَّ الإنسان سمّي إنساناً لأنّه يألف المؤانسة وهو من أسمى المخلوقات على وجه الأرض، فلماذا لا يعكس سموّه ونبله وأخلاقه الرَّاقية، ويترجم إنسانيّته على أرض الواقع، ويعيش مع بني جنسه في وئام ومحبّة وتعاون وسلام وسعادة وهناء، بعيداً عن القتل والحروب والدَّمار والهلاك الَّذي بدأ يعشِّش في نفوس الكثير من البشر؟!!!

هل وصلَ المرسال؟!!!


ستوكهولم: 8. 1. 2015
صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم




#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الأعمال الشِّعريّة الكاملة للشاعر أديب كمال الدِّين ...
- قراءة في الأعمال الشعريّة الكاملة - المجلّد الأول، صبري يوسف
- إصدار كتاب جديد للأديب التَّشكيلي صبري يوسف بعنوان، حوار حول ...
- إصدار ثلاثة كتب للأديب التَّشكيلي صبري يوسف في ستوكهولم
- أهلاً بكم في العدد الثاني من مجلة السَّلام 2014
- الكلمة التأبينية التي قدّمها صبري يوسف في أربعينية الدكتور س ...
- العالم العربي يغرق في جحيم الحروب بسبب عدم وجود فكر خلاق
- معرض الفرح الحب السّلام، تقليد سنوي متجِّدد للتشكيلي السوري ...
- محاضرة للأديب التشكيلي صبري يوسف في المركز الثقافي العراقي ف ...
- أكثر من 50 كاتب وشاعر ومفكر وباحث وفنان يشارك في مجلة السلام
- لغة عابقة بأصالةٍ عريقةٍ ونكهةِ القرنفل والزّنبق البرّي
- معرض للأديب الفنان صبري يوسف بعنوان الفرح الحب السلام
- قراءة تحليليّة للوحات التَّشكيلي جان استيفو بأبعادها الحضاري ...
- الفنّان التَّشكيلي الكبير صدرالدِّين أمين يبدع أسلوباً فريدا ...
- الفنَّان التَّشكيلي السُّوري نزار صابور مشبّع بتقنياتٍ وتوهّ ...
- دعوة للكتابة في مجلَّة السَّلام
- تدمعُ عيناكِ شوقاً إلى جفونِ العراق إلى الفنّانة الأصيلة لب ...
- رسومٌ بديعة كأنّها مستنبتة من شهقة الفنّان المعرَّشة بشموخ ا ...
- كأنَّنا غيمتا عشقٍ نتهاطلُ من وهجِ الإنتشاءِ
- حول اختطاف المطرانين وبدايات التَّخريف البشري


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - جنوحُ العقلاء نحوَ الدَّمارِ، جنونٌ حتَّى النّخاع