أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاجر زرّوق - هل كشفت واقعة شارلي هبدو عن حقيقتنا؟














المزيد.....

هل كشفت واقعة شارلي هبدو عن حقيقتنا؟


هاجر زرّوق

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 19:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أفريل 2014, كتبت مقالا بالفرنسية في صحيفة أمريكية فتحت فرعا بتونس بعنوان " لأنّنا نستحقّ التطرف الديني" حاولت أن أشرح فيه الإرهاب, ذلك الوحش الذي لا ينبع من لا شيء أو من ظروف وقتية بل هو وليد عقليات جماعية متخلفة و من تراكمات اقتصادية و سياسية و فكرية سلبية. بعد نشر المقال, قام مدوّن تونسي يدعي أنه "صحفي مستقل" بمهاجمتي و بحث الرأي العام على رفع قضية ضدّي و ضدّ الصحيفة لأنني "تجاوزت حدودي" و لأنني "أحمل الشعب التونسي مسؤولية الإرهاب". حقيقة, لست أدري ما الذي جعل ذلك المدوّن يسلك هذا النوع من السلوك, و لكنّني تساءلت: إن كانت "النخبة المثقفة" التونسية لا تؤمن بمبدأ حرية التعبير و تسعى إلى تكميم أفواه و إلى ممارسة الإرهاب الفكري على زملائها, فما بالك بباقي المجتمع التونسي؟
أمّا اليوم و بعد حادثة شارلي هبدو المروّعة, لعلّ فهم المدون قصدي و اعترف بمدى خطئه. لن أتحدث عن العملية الإرهابية التي استهدفت شخصيات من الصحافة الساخرة و قتلت من أبدع رسامي الكاريكاتير و أكثرهم إثارة, و لن أتحدث عن رمزية مقتلهم, و لكنني سوف أتحدث عن التعليقات التي تبعت اغتيال الصحفيين. لقد جبت ردود أفعال التونسيين على شبكات التواصل الاجتماعية و فيديوهات العملية الإرهابية التي نشرتها وسائل إعلامنا فرأيت أن عددا منهم يؤيدون ما قام به الإرهابيون و يهللون و يكبرون لما يعتبرونه "نصرة الإسلام و المسلمين" و يقومون بتبرير موت اثنا عشر شخصا بكونهم "تعدّوا على حرمة الرسول محمّد" و بكونهم "كفرة". لقد قرأت تعليقات مقرفة تقيّأ بها عدد لا بأس به من الشباب التونسي لم يعد يؤمن بفكرة سلمية الدين الإسلامي فيقول: " كفانا من لغة الإسلام دين سلام و العصافير تزقزق, لقد استعمرونا و ركبوا علينا و استهزؤوا بالرسول, ثم تدافعون عنهم؟ ", " عشرة قتلى لا ترحملهم عظم, كلاب يسخرون من رسولنا و ترأفون عليهم؟ ", " هذا مصير كل من تسول له نفسه و يتطاول على الرسول", "الإرهاب هو أن تقتل من يقول لا إله إلاّ الله محمد رسول الله, أما ما حدث اليوم فهو جهاد و إن كره المنافقون" ... إلخ. لقد رأيت كيف أصبح من يدين بموت البشر كافرا و انتهازيا و انبطاحيا و كيف أصبح من يتغنى بموت البشر مسلما و مؤمنا يسلك طريق "الحق". لقد رأيت كيف أصبح الإرهابي الدموي بطلا في نظر عدد من شبابنا و كهولنا.
فعن أي وعي إسلامي يكتب المفكرون؟ ... أي وعي هذا يمجّد الموت و يدعو له بالنصر؟ ... الوعي هو القدرة على التمييز بين الخير و الشرّ, هذه القدرة التي يكتسبها الطفل في سنّ السادسة و التي لا يتمتع بها عدد منّا. رغم كل ذلك, لا تزال نخبتنا عاجزة عن التفوه بالحقيقة: نحن مجتمعات تريد القضاء على ما تبقى لها من إنسانيّة. فهنيئا لنا باليمين المتطرف و بمارين لوبان و بغيرها من الإسلاموفوبيين لأننا شعوب اندفاعية و يعاني بعضنا من قصر النظر فلا ترى أنّ كل قطرة دم يسكبها الارهابيون و يحتفلون بها إنّما هي احتفال بنهايتنا الوشيكة و باندثارنا تحت تراب الحضارات المتقدمة التي تحتفل كلّ يوم بنصرة علومها و تكنلوجياتها.



#هاجر_زرّوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كشفت واقعة شارلي هبدو عن حقيقة -الوعي- العربي الإسلامي؟
- ... و الإسلام ليس منهم براء
- الشّاشة أفيون الشعوب العربيّة
- وثنية الإسلام المعاصر
- الاصولية الدينية و فشل النخبة المثقفة التونسية


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاجر زرّوق - هل كشفت واقعة شارلي هبدو عن حقيقتنا؟