أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - إلى من هددني بالقتل: رسالة محبة!















المزيد.....

إلى من هددني بالقتل: رسالة محبة!


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 13:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى من هددني بالقتل: رسالة محبة!
عن كاريكاتير رسولنا الكريم


"لعنة الله عليش ياكافرة يا مجرمه. سوف تواجهين ما واجهه رسامو الكاريكاتير قريب إن شاء الله. وستقتلين يا كلبة."

هذه عينة من بعض.
تلقيتها من العديد بعد نشري لصورتي كاريكاتير لرسولنا الكريم يوم امس.

يوم أمس، السابع من يناير، كان مؤلماً.

بدأ بخبر مقتل ثلاثة وثلاثين شاباً يمنيا وجرح 62 بقرب كلية الشرطة في صنعاء.
عمل إرهابي.
سيارة مفخخة.
نثرتهم اشلاءاً.
عمل إرهابي.
نفذته القاعدة على ما يبدو.

ثم تبع الخبر خبرٌ اخر: مقتل إثناعشر شخصا في مجلة شارلي إبدو بباريس، بينهم ثمانية صحفيين وشرطيان.
عمل إرهابي.
شابان في ربيع العمر. مثل الشاب الذي لعنني.
ومعهم صبي.
دخلا مقر المجلة واطلقوا نهراً من الدماء.
مجلة نشرت عدداً كاريكاتيرياً عن الرسول الكريم.
فاعتبر الشابان ان ما حدث يستوجب قتل من فعل ذلك. والصبي معهم.
عمل إرهابي.
نفذته القاعدة أيضاً على ما يبدو.
تريد أن تعود إلى الاضواء بعد أن خطفتها منها الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
فسالت الدماء في تنافس على الاضواء!

وانا من جانبي كنت مقهورة.
مقهورة على الشباب اليمني الذين سالت دماؤهم في صنعاء. من يّصبر إمهاتهم؟ وعلى الصحافيين والشرطيين الفرنسيين الذين سالت دماؤهم في فرنسا. من يعزي إسرهم؟ من يواسى أطفالهم؟
ومقهورة علينا.
على ديننا.
ورسولنا الكريم.
ذلك الذي نقتل ونفجر ونسبي النساء بإسمه.
حتى أصبح الخوف رديفاً لإسمه.

ومدركة في الوقت ذاته، أن نفس الفكر الذي قتل شبابنا اليمني هو من قتل هؤلاء الصحافيين.
نفس الفكر.
نفس الفكر الذي دفع شاباً يمنيا اخراً إلى أن يفجر نفسه في مركز ثقافي في إب يحتفي بذكرى مولد رسولنا الكريم.
نفس الفكر.

ومصرة أن مواجهة فكر التطرف تبدأ بفكرنا، بأقوالنا وأفعالنا.
تبدأ بفكرنا نحن.
لاننا في كثير من الاحيان نقول ما لانعنيه.
نقول إننا نحترم حرية الرأي.
ثم نهمس لانفسنا بعد الهجوم على المجلة لعلهم إستحقوا جزءا مما فعلوه. إنتهكوا حدوداً نحترمها.
وامانتي عليكما بالله، كم منا همس لنفسه بهذا القول؟

مثلنا مثل الاخوان المسلمين.
الذين ادانوا الهجوم على المجلة.
وفي نفس اللحظة يحتفي موقعهم بالعربية بفكر وكتابات سيد قطب ، ذاك الذي يبرر لقتل ومحاربة المسلمين وغير المسلمين بأعتبارهم جزء من جاهلية تجب مواجهتها!

مثلنا مثل بعض من يقول إنه يدافع عن حقوق الإنسان في بلادنا.
ثم يبدأ في التحريض على غيره بالحرب لأنه زيدي أو إصلاحي!
الحرب.
أي القتل.
ثم تقول إنك مدافع عن حقوق الإنسان؟


وإذا كان الاخوان المسلمون قد أتقنوا فعل ما لايؤمنون به، يمثلون فكرأً أيديولوجياً يهدف إلى السيطرة على الدولة لتكون داعشية مع الوقت، وإلى أن يتحقق هذا الهدف يختبئون تحت عباءة التقية، فإننا نحن لا نلعب هذه اللعبة واعين لها.
لانعي إزداواجية معاييرنا.

نشرت صورتي كاريكاتير لرسولنا الكريم.
الاولى كانت واجهة العدد الذي خصصته المجلة عن الرسول الكريم.
والثانية كانت لكاريكاتير يصور الرسول وهو يقول:" صعبٌ ان يحبك اغبياء"، يقصد المتطرفين.

لماذا فعلت ذلك؟
ليس للإساءة أو التحريض او الكراهية.
فأنا كنت ولازلت مصرة على أني أتحدث من داخل دائرة الإسلام.
ديني اخترته.
دين المحبة.
لكني كفرت برؤيتنا لهذا الدين.
أؤمن به إسلاماً إنسانيا.

فعلت ذلك للتذكير بإن حرية التعبير ليست قابلة للمساومة.
هي حق انساني لاتخضع للمساومة حتى لو صدمتنا واعتبرناها جارحة.
ولمن ينسى: نفس المجلة أصدرت عددا كاملا عن السيد المسيح؛ ولم نسمع تهديدا من اتباعه.
نكتت على السيد المسيح، نكتت على النبي موسى، نكتت على البابا.
كما نكتت على رسولنا الكريم.
وكانت في كل ذلك لاذعة، تدفع إلى الإبتسام، إلى التأمل.
واحياناً تجرح.


لماذا فعلت ذلك؟
كي اذّكر إن حرية التعبير هي اساس كل الحريات في مجتمعاتنا.
رائف بدوي يقضى عشر سنوات في السجن في السعودية لأنه إنتقد المؤسسة الدينية الوهابية وتجاوزاتها في بلاده.
مريم إسحاق سجنت وحكم عليها بالأعدام في السودان لأنها اختارت الدين المسيحي، لادين أبيها الأسلام. ولولا الحملة السودانية المدنية ومعها حملة دولية لنُفذ عليها الحكم.
ومدونيين تونسيين يقضيان عقوبة السجن في تونس لأنهما اعلنا إلحادهما.
وشباب يحكم عليهم بالسجن لأنهم مثليون.
وصحافيون وصحافيات ومحاميات ومحاميون زج بهن وهم في السجون في العديد من بلداننا العربية لأنهم دافعوا عن رأي أو موقف أو مبدأ بشكل سلمي.

ستقولون لي إن هذه الأمثلة لاعلاقة بها بنشر صور الرسول؟
ستقلن ذلك؟
وغيركم سيعلنني لأنني ادافع عن كل هذه الحقوق.
بعضكم سيقول جميل ان تدافعي عن الحقوق الإنسانية للمسجونيين من جماعتنا. اومن يتنقد مؤسسة دينية او سياسية نعارضها.
لكن عليك اللعنة لأنك تدافعي عن حق من يُعلن إلحاده او مثليته، أو يغير دينه من الأسلإم إلى دين اخر.
وتلك إزداوجية اعتدنا عليها.
ثم لا نجد ضرراً فيها.
ولذا وددت لو استحينا قليلاً.

لماذا يصر الكثيرون والكثيرات في الغرب على إحترام حرية التعبير؟
لأنهم وهن لم ينسين تاريخهن/هم.
تاريخ كان التعبير فيه محفوف بالمخاطر.
ولو تذكروا واقعة جاليلو العالم الجليل الذي كاد ان ُيحرق لأنه اصر على أن الأرض هي التي تدور حول الشمس لا العكس. ستفهمن ما أعني.
ارادت الكنيسة ان تحرقه حينها.
تذكرني بالشيخ إبن باز الذي كّفر من قال إن الأرض كروية. وأظن ان الكثيرين ممن حوله خافوا أن يعارضوه بأعتباره "يتحدث بإسم الله".
لكنها تدور حول الشمس وهي كروية ايضاً.



ما نسمية حدوداً لحرية التعبير هي في الواقع قيود عليها، قيود، تكمم افواهنا كي نكف عن التفكير. كي نكف عن التساؤل. كي نكف عن المطالبة بالتغيير والإصلاح.

هم جربوا محاكم التفتيش في قرون مضت.
نحن نعيشها الآن...

إذا اعود إلى من هددني بالقتل.
وغيره ممن فعل مثله ثم استخدم الفاظا أكثر إيذاءا.
اهديك رسالة محبة.
لا كراهية.
رجوتك أن تقرأ كلماتي.
تمعن فيها.
ثم أقبلها أو أرفضها.
لكن لا تطالب بقتلي من أجلها.
فالقتل هو حد تلك الحرية التي ادافع عنها.

ولو تمعنت قليلاً، ستجد أن تاريخنا الإسلامي مليء برسومات عن رسولنا الكريم.
محفورة في جدراننا. في كتبنا.
لكننا نرفض أن نراها.
حرقناها.
لأن الدين كما علموه لنا في السنين الماضية، لايؤمن بالتعددية التي عرفها تاريخنا.
ليس هناك ما يضير في رسم الرسول الحبيب.
الضرر في القتل بإسمه.
والأصرار بعد ذلك على أننا نحترم حرية التعبير.

تقبل محبتي وإحترامي.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تذكرون الأقلية الآيزيدية؟ حكاية ريحانة
- التطرف واحد، سنياً كان، شيعياً، أو زيدياً
- سنقولها حتى تطلقوا سراحه: الحرية لرائف بدوي
- وقت مجابهة داعش التي في داخلنا الآن
- هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا
- أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة
- وبكت شهرزاد …
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟
- قاضية بلا محرم؟
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - إلى من هددني بالقتل: رسالة محبة!